"مصطفى" يدفع ثمن شجاعته بإلقاءه في مستشفى الجامعة بأسيوط مهملا
دفع سائق بإدارة مرور أسيوط، ثمن شجاعته التي قام بها، بعد أن أصيب في حادث مطاردة لمجرم على الطريق الصحراوي الشرقي بعد مدخل أسيوط الجديدة، وألقي مهملًا في غرفة علاج بالدور الرابع معانيًا من شلل نصفي بمستشفى أسيوط.
يقول مصطفى محمد عبدالوهاب، 38 سنة من قرية العصارة مركز الفتح يعمل سائق بإدارة مرور أسيوط منذ أكثر من 15 عام: "منذ 9 أيام تقريبًا.. كنت أنا وأحد ضباط المرور نعمل على الطريق الصحراوي الشرقي للجيش، وأثناء انتظارنا، اشتبه الضابط في سائق بسيارة دفع رباعي، فوجد الضابط سائق السيارة يحمل 3 بطاقات شخصية (عامل، فلاح، مقاول) بأسماء مختلفة من مركز دشنا بقنا".
وأضاف: "عقب مطاردة، انطلقت خلفه ومعي الضابط، وبعد الكمين بحوالي 15 كيلو تقريبا، وعلى سرعة 180 كيلو، استطعت أن ألحق به، وأثناء سيري بجواره وتهديد الضابط له بالسلاح حتى يقف، أطلق السائق الهارب علينا وابل من الرصاص، فأصبت بطلقة بالعمود الفقري، وأخبرت الضابط بأني أصبت، فقال لي أوقف السيارة، ولكن لم أستطع لأني فقدت الحركة في قدماي، واستمر المجرم الهارب بإطلاق الرصاص تجاهنا، حتى قمت بغلق الطريق عليه من الجانب الأيمن، فانحدر في الصحراء واستمر في هروبه في الرمال ما يقرب من 2 كيلو حتى اصطدم بتربة جبلية فانقلبت السيارة وهرب منها سائقها سيرًا على الأقدام".
وبنرة حزينة باكية، تابع السائق الملقى بمستشفى أسيوط: "أصبت بشلل نصفي في الجزء الأسفل من جسمي، ولم أجد حتى الآن جزاء ما فعلت إلا الإهمال، وصرت طريح الفراش، ولدي أسرة أعولها مكونة من 5 أطفال ووالدتهم، وأتمنى أن ينظر أي مسؤول إلى حالتي، ولا أريد إلا العلاج والعودة لأسرتي بعد أن فقدت الحركة"، مضيفًا: "أهملتني المستشفى دون علاج حقيقي لي حتى الآن".