اعتدت ألا أكتب وأنا منفعل.. لكننى اليوم لست كذلك.. أنا اليوم أنزف.. قلبى يعتصره الألم.. أضغط عليه حتى يتوقف عن الانقباض.. مجروح أنا وأنت وكلنا.. نخاف على المستقبل من فوضى الحاضر.. والموت يخطف منا المستقبل كل صباح..!
سألت نفسى كثيراً: ماذا أفعل وأنا أرى -مثلك تماماً- موتاً مجانياً يحصد أرواحاً بريئة؟!.. هل أكتب ما يمليه علىَّ ضميرى.. أم أنضم إلى «كتيبة المطبلاتية المحترفين»؟!.. هل أقول لك قول المحب والصديق.. أم أهمس بأذنك: «كل شىء تمام.. فيها إيه يعنى لما الولاد والبنات يموتوا كل يوم.. حادثة.. قضاء وقدر؟!»؟!.. ولأننى أعرفك جيداً اخترت الطريق الأول: سوف أفتح لك قلبى، وأنقل لك ما تقوله الناس..!
سيدى الرئيس.. السلام عليكم.. تعرف أننى مؤيد لك دون مصلحة.. وتعرف أننى أحب البلد مثلك تماماً، فليس لى وطن غيره، ولا أقوى على المساومة به.. يقول لك بعضهم: «مجدى يقسو أحياناً.. هو معانا ولا ضدنا؟!».. والواقع أننى معك؛ لأننى مع مصر.. ولن أقول لك «كل شىء تمام» لأننى أخاف ربى مثلك، وأخشى على بلدى مثلك أيضاً.. دعنى أصارحك القول، حتى لو قلبه البعض لك، فجعلوا النصيحة عداءً، والحق باطلاً..!
سيدى الرئيس.. إحنا عندنا مشكلة كبيرة.. ليست فقط فى التركة الثقيلة التى ورثناها عن 60 سنة، وإنما فى حكومة لا تزال تعمل بـ«القطعة»، ومؤسسات تتحرك بنظرية «رد الفعل»، ومسئولين بلا رؤية ولا خبرة ولا كفاءة.. وإلا فكيف أصبح هانى ضاحى وزيراً للنقل والمواصلات، بينما قضى حياته كلها فى «قطاع البترول» متنقلاً بين شركات «إنبى وبتروجت والهيئة العامة للبترول»؟! وإلا فلماذا لم تبدأ الحكومة بإعادة الانضباط وسيادة القانون للشارع؟!.. وإلا فكيف نصمت على الإهمال والفساد، وهما أخطر من الإرهاب؟! فهل أهمس فى أذنك بـ«أن دولة المهمل تخرب قبل دولة الظالم»..؟!
سيدى الرئيس.. مطلوب رؤية مختلفة لإنقاذ وطن يضيع.. افتح عينيك على اتساعهما، ستجد أن بعض من حولك لا يصلحون.. وأن فى مصر -بداخلها وخارجها- رجالاً أكْفاء تسبق عقولُهم ألسنتَهم فى حل الأزمات.. ولا تغضب من ناصح؛ لأنه اختار الطريق الأصعب، حتى لو قالوا لك: «كل شىء تمام»..!