فايزة أبو النجا.. "سيدة المناصب الأولى" في مصر
في 2012، احتلت المركز الـ19 في قائمة مجلة "فورين بوليسي" لأقوى 25 امرأة في العالم، كما أُشيد بها في كتاب "شارون فريمان" تحت عنوان "حوار مع قيادات نسائية إفريقية قوية"، ضمن 11 سيدة الأكثر قوة في إفريقيا.
فايزة أبو النجا، دبلوماسية من طراز رفيع، أهلها لكسب ثقة أنظمة الدولة على مدار ما يقرب من أربعين عاما، حتى أنها فاقت الرئيس المخلوع حسني مبارك في سنوات حكمه الثلاثين، بسياستها ودبلوماسيتها وتقلدها لمناصب رفيعة، ففرض اسمها نفسه ليبقى متداولا في حقب ثلاثة رؤساء بحكومات ووزارات مختلفة.
بدأت أبو النجا أولى خطواتها في السلك الدبلوماسي عام 1975، فالتحقت بالعمل في وزارة الخارجية المصرية، وأسندت إليها عضوية البعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة في نيويورك، فمثلت مصر في اللجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة المعنية بنزع السلاح والأمن الدولي، كذلك في اللجنة الثالثة المعنية بموضوعات الحقوق الاجتماعية وحقوق الإنسان.
وفي عام 1987 انضمت أبو النجا لفريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، التي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية عديدة، ما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل.
وعند انتخاب بطرس غالي عندما كان وزيرا للشؤون الخارجية، أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992، لم يكن هناك دبلوماسية مصرية سواها، فاختارها مستشارا خاصا له، وفي الفترة من 1997 وحتى 1999، عملت أبو النجا كنائب مساعد وزير الخارجية للعلاقات الإفريقية الثنائية، وبعدها وحتى نهاية عام 2001، باتت مندوب مصر الدائم لدى الأمم المتحدة في جينيف، والمنظمات الدولية في المدينة السويسرية، بالإضافة لكونها مندوب مصر الدائم لدى منظمة التجارة العالمية ومؤتمر نزع السلاح.
واختيرت كأول سيدة تتولى وزارة التعاون الدولي في 2001، ثم انتخبت عام 2010 كعضو بمجلس الشعب عن مدينة بورسعيد، وفازت بأحد المقعدين المخصصين للنساء عن المحافظة، وبعد خلع مبارك لم يختفي اسم "فايزة أبو النجا"، بل بقيت وزيرة التخطيط والتعاون الدولي في حكومة أحمد شفيق، واستمرت في نفس الوزارة في حكومة عصام شرف، ثم أصبحت متحدثة للحكومة في عهد كمال الجنزوري، الذي قام بتقبيلها على جبينها حين قدم استقالته للمجلس العسكري، أثناء المرحلة الانتقالية.
ظل اسم "أبو النجا" ساكنا بعد مجيئ الرئيس المعزول، محمد مرسي، وفي عهد الإخوان، حتى عادت بقوة في عهد تسند فيه المناصب إلى "العتاولة"، فأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي أمس، قرارا بتعيينها مستشارا للرئيس لشؤون الأمن القومي، كأول سيدة تشغل هذا المنصب بعد خلوه لمدة 41 عاما، في عهد السادات، حيث كان يشغله اللواء محمد حافظ إسماعيل.