«محمد- أكسجين».. مصور ينقل تجاوزات الشارع إلى الإنترنت
حلمه لم يكن يتجاوز مجرد اقتناء كاميرا لتسجيل الانتهاكات التى تحدث حوله، فى عام 2010 استطاع الشاب محمد إبراهيم خريج الجامعة العمالية والموظف فى إحدى دور النشر، أن يشترى الكاميرا وبها انطلق إلى شوارع القاهرة ليوثق ما يراه صوتا وصورة، وشجعه ما جمعه من صور وفيديوهات على إنشاء مدونة له على الإنترنت وقناة على موقع «يوتيوب» ليعرض ما يصوره أولاً بأول.
الشاب العشرينى كان واحدا ممن شاركوا ليس فى الثورة فحسب ولكن فى توثيقها أيضا عن طريق الكاميرا التى لم تفارقه فى أى مظاهرة شارك فيها، وكل ما يقوم بتصويره يرفعه على المدونة والقناة، وكلاهما يحمل اسم «أكسجين مصر».
كانت أقصى أمانى «محمد» فى البداية أن يشاهد فيديوهاته أشخاص كثيرون يصل عددهم إلى ألف مثلا، لكنه لم يتوقع أن يصل عدد المشاهدات لكل فيديوهاته لمليون وأكثر فى بعض الأحيان، الأمر الذى عرّضه للمثول أمام النيابة عندما قام بعرض فيديو لضابط شرطة يسحل مواطنا قبل الثورة وسمع عنه حبيب العادلى وزير الداخلية الأسبق المسجون حاليا فى طرة، وعرف محمد أن الوزير الأسبق دخل على مدونته وقناته وأمر بإطلاق سراحه.
محمد لا ينتمى إلى أى حزب سياسى وليس لديه أى اهتمام سوى بتوثيق الأحداث من خلال الفيديو، يقول: «الحدث ينتهى وكل واحد بيتكلم براحته وينقله براحته أما الفيديو فماينفعش إن حد يحرف فيه».
كل ما يضايق محمد أنه أحيانا يتم تصنيفه حسب الفيديو الذى يصوره ويعرضه، فعندما نشر فيديو لأم الولد الذى دهسه موكب «مرسى» اتهمه الإخوان بأنه فلول، وعندما نشر فيديو ضد شفيق اتهمه أنصار شفيق بأنه إخوان، وهو يؤكد أنه ليس من الفلول ولا من الإخوان وكل ما يريده أن يعرف الناس الحقيقة وما يدور حولهم ليس بنقل الحديث ولكن بالفيديو الموثق.