هل كانت «25 يناير» فى حاجة إلى حكم «جنايات القاهرة» بتبرئة مبارك ورجالاته حتى نتحدث عن وفاتها كثورة فشلت فى تغيير الأمر الواقع؟ أم أنها قُتلت منذ زمن طويل بأيادى عدد كبير من صانعيها؟ وهل تسبب الإخوان والمجلس العسكرى ووسائل الإعلام والداخلية فى تشويه صورة الثورة، أم أنها تشوهت بممارسات أوصياء الثورة؟
لكى نحاول البحث عن إجابة عن هذه الأسئلة يمكننا أن نعيد نشر هذه الفقرة التى نشرها أحد ثوار 25 يناير على صفحته الخاصة بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، والتقطها الدكتور شريف يونس، الباحث والكاتب السياسى، والمدرس الجامعى، وهى كافية للتدليل على الطريقة التى ينظر بها من يسمون أنفسهم «ثوار» إلى الشعب. وقد اضطررت إلى حذف الشتائم والبذاءات التى وردت فى هذه الفقرة «الثورية» التى تقول:
«انت يا غلبان يا فقير يا ابن الـ..... يا متخلف ياللى بتفتح «....» بقزازة زيت وكيس سكر، ياللى طلع دينا عشان نفهّمك.. ولما مابتفهمش بيطلع دينا عشان نجبلك حقك، ولما بنجيبه بالدم والـ..... بتفتح «......» زى الـ..... وتتخلى عن حقك اللى جبناهولك بدمنا، عشان انت مــ..... وأهلك مــ..... وبتموت فى التــ.....، وعايش طول عمرك انت وعيلتك تــ..... حتى لعسكرى أو أمين شرطة أو شيخ حارة ماشى فى الشارع، لأنك لو بطلت تــ...... زى السمكة تموت. برغم إننا ماخدناش زيادة عنك لأننا تعليم مجانى زيك.. لكن بنفسنا طلعنا بنفهم وانت فضلت جاهل ابن «......». إحنا شيلنا همّ جهلك على كتافنا وحاولنا نساعدك برغم كل دين غبائك.. وبرغم ده نزلت ضربتنا.. ولما ما بتضربناش بتنزل تصقف وتهتف للى بيقتلنا، ولو استخبينا فى حتة، بتجرى ترشد علينا عشان ييجى يقتلنا..... تعرف؟ أنا عايش عمرى بعاهة وصحابى ماتوا واعتُقلوا ودلوقتى بينتحروا عشان «..... أمك»، تعرف؟ زينب المهدى ماتت وماكانتش عايزة من بلدك حاجة، فقط عايزاك تبقى بنى آدم. تعرف؟ يلعن «.....» أمك على «......» أم البلد».
ونالت هذه الفقرة «البوست» إعجاباً بالآلاف، وإعادة نشر بالآلاف على «فيس بوك»، فالرجل يرى أن الـ18 مليوناً الذين شاركوا فى ثورة 25 يناير يستحقون كل هذا الكم من الشتائم والبذاءات، رغم أنه من دونهم لا يساوى شيئاً، ورغم أنهم هم الذين أسقطوا النظام لا هو.
هؤلاء الذين يلعنهم «الثورى» هم الذين آمنوا به وصدقوه، وفوجئوا به بعد 11 فبراير يتحالف مع الإخوان ويذهب بهم إلى مقعد الحكم، وفوجئوا به صامتاً طوال عام كامل من حكم الجماعة الإرهابية، ولم ينزل الميادين مع 30 مليون مصرى لإسقاط حكم الإرهاب، ولم يظهر إلا بعد سقوط الجماعة ليتحدث عن قانون التظاهر وعن حكم العسكر وعن براءة مبارك. ما الذى ينتظره الثورى إذن من شعب يحتقره ويتعالى عليه؟ هل يريدهم أن يشاركوا معه فى مظاهرات جديدة ودماء جديدة، هل سيصدقونه عندما يهتف لهم: «يا أهالينا ضموا لينا». هل عرفتم الآن من الذى قتل 25 يناير؟