١- الناس بالنسبة لشهداء يناير ثلاثة أنواع، نوع قتلهم، ونوع تاجر بدمائهم، ونوع مخلص حزن عليهم.
٢ - لو كان القاضي يريد مجاملة النظام لحكم بالإعدام على المخلوع ومن معه، البراءة لمصلحة الإخوان، والعقاب لمصلحة النظام، هو حكم بالبراءة، ثم يقولون إن الحكم مسيس!.
٣- المخلوع وأتباعه يحاكمون في تهمة الأمر لقتل ٢٣٩ شخصا، منهم ١٠٤ ماتوا أمام أقسام الشرطة وليس في ميادين الثورة، ومنهم ٩٥ مجهولو الهوية ومكان وسبب الوفاة، ويتبقى ٤٠ هم من ماتوا في الميادين في عشر محافظات، ما يعني أن مبارك لو أمر بالقتل لكان يحاكم على قتل ٤٠ ألف شخص وليس ٤٠ شخصا فقط.
٤- إذن هل أمر المخلوع بقتل المتظاهرين؟ لا، لكن هل قتل المصريين؟ الإجابة نعم، لقد قتل المخلوع مئات المصريين ممن ماتوا جوعى ومرضى وعرايا، قتل مصريين ماتوا من الذل والمهانة والعذاب، قتل الكفاءات، ودمر الاقتصاد، وأنهك الفقراء، وفسق، وخان الأمانة، وزور الانتخابات، كل هذه الجرائم يستحق عليها الإعدام، وهي جرائم ثابتة، لا ينكرها إلا أعمى، وأقرها القاضي نفسه في حيثيات الحكم، لكن القاضي كان يحاكمه جنائيا على أنه أمر بقتل ٤٠ شخصا، ولم يحاكمه سياسيا على قتل الآلاف، وعلى الفساد.
٥- من الذي منع محاكمة المخلوع سياسيا وثوريا؟ الإجابة: رفضت جماعة الإخوان ومجلس شعبها محاكمة المخلوع ثوريا، قالوا يومها إن هذا يؤثر على استرداد أموالنا بالخارج!
٦- مبارك متهم بأنه أمر بقتل المتظاهرين، لكن الذين قتلوا المتظاهرين بطريقة مباشرة هم بعض الشرطيين، وهؤلاء الشرطيين أخذوا براءة في حكم مرسي ونائبه العام، فإذا كان القاتل المباشر أخذ براءة في عهد حكم الإخوان ونائبهم العام، فكيف يتم محاكمة من أمر بالقتل؟
٧- يوم أن أخذ هؤلاء الضباط براءة أيام حكم الإخوان كان رد فعل الإخوان هو الدعوة لاحترام أحكام القضاء! ما يعني أن رد الفعل على دماء الشهداء يتحكم فيه المكاسب والخسارة السياسية.
٨- الذين قتلوا المتظاهرين صنفان: صنف قتلهم باستخدام السلاح، وصنف قتلهم بأن استخدم منصبه للغش والتزوير والمحسوبية في تعيين ومجاملة الأقارب والأصدقاء، والغريب أن الصنف الثاني ومؤيدوه يظهرون الآن الغضب على دماء الشهداء، مع أنهم مشاركون في إهدارها، لكن دون سلاح.
٩- هناك فرق بين الرضا عن الحكم وبين احترامه، أما الرضا فلا أحد يرضى عنه، أما احترامه فواجب، كما أن القول بأن الإخوان هم من قتلوا الثوار قول عبث وتدليس لا يصح، وليس عليه دليل، الإخوان لم يقتلوا الثوار في يناير، هم فقط تاجروا بدمائهم، وهذه جريمة كبرى، لكنها أخف من التورط المباشر في القتل.
١٠- من الذي دلس على الناس، وقال إن براءة مبارك تعني عودة نظامه، أو إن إعدامه يعني القضاء على نظامه! قد يعدم ونظامه قائم، وقد لا ونظامه إلى زوال.
١١- متى رجع نظام مبارك؟ رجع يوم أن كانت المناصب في عهد الإخوان بالولاء للجماعة، وليس بالكفاءة.
١٢- أضف إلى معلوماتك: براءات موقعة الجمل كانت في عهد الإخوان، ويومها لم يخرج إخواني واحد للشارع، قالوا لنا: احترموا أحكام القضاء، بل إن نائبهم العام نسي الطعن على حكم البراءة حتى فات وقته، آه والله، حتى موعد الطعن على البراءة كان نسيا منسيا من جماعة الإخوان ونائبهم.
١٣- أضف إلى معلوماتك: ٩ من الوزراء الذين اختارهم المعزول كانوا من الحزب الوطني.
١٤- يوم حكموا على مبارك بالمؤبد خرج الملايين إلى الشوارع معترضين يريدون الإعدام، ويوم حكموا عليه بالبراءة خرج نحو ٢٠٠ شخصا فقط، لماذا؟ لأن الإخوان جعلوا الناس يكرهون الشارع حتى لو كان بحق.
١٥- أضف إلى معلوماتك: من ماتوا في ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزاء فاق بكثير من ماتوا في التحرير، ويومها كان الإخوان ينصرفون عن حق الشهداء إلى الدعاية الانتخابية!.
١٦- التحية واجبة لهؤلاء المدافعين بحق عن الشهداء كل الشهداء، والمعترضين عن البراءات كل البراءات، وفي كل الأوقات وليس في وقت دون وقت، هؤلاء من يستحقون التحية، لأنهم هم من يعرفون قيمة الدماء دون متاجرة، ملحوظة: ( أكثرهؤلاء اتهمهم الإخوان بالانحرافات الجنسية والشذوذ)!.