اتصال شيخ الأزهر بإبراهيم عيسى جريمة متكاملة الأركان يجب أن يقال بسببها محمد عبد السلام المستشار القانوني المتسلط والمتحكم في كل كبيرة وصغيرة في الأزهر، والمتوقف صحه تعيينه على الاحتكام لمجلس الدولة، ولأنه حرض فضيلة الإمام على هذا الاتصال المشين، وحتى تتضح الصورة فإن مشايخ وقيادات وكليات وهيئات ومجامع أزهرية دأبوا ليل نهار في بيانات رسمية وغير رسمية على وصف ما يقوله إبراهيم عيسى في حق محمد عبد السلام بأنه هجوم على الأزهر وشيخه ورموزه، وأن عيسى ممول وخائن وكاذب وكاره يهاجم الأزهر ويسيئ إليه، بل ذهبت قيادات أزهرية إلى أن عيسى يعمل على النيل من الإسلام وثوابته، وهو أتفه من الاهتمام به، ونترفع عن الرد عليه.
تصوروا بعد كل هذا يطلب الشاب محمد عبد السلام من شيخ الأزهر أن يبادر بنفسه بالاتصال بمن يصفونه بالكاره للأزهر ورموزه، وللدين وثوابته؟ تخيلوا أن حرص الشاب محمد عبد السلام والسليماني على مصالحهما هانت معه مكانة إمام المسلمين حتى نصحوه بالاتصال بعيسى ليترجاه أن يسكت، عيسى وللأمانة لم يقل إن شيخ الأزهر ترجاه، لكن هذا ظاهر لمن يستمع للحوار بينهما، وإليكم بعضا منه: الإمام الأكبر لعيسى: شكرًا لمن أهدى إلي عيوبي،عيسى: أنت رجل موقر وعالم، ولكن تعيين محمد عبد السلام مستشارا لك باطل، وهو المتحكم في كل شيء، الإمام: أعطني حقي في اختيار مستشاري، عيسى: حقك محفوظ، لكن هذا الاختيار باطل، الإمام: مجلس الدولة هو اللي اختاره، عيسى: واختيار مجلس الدولة له باطل، الإمام: بس دا رجل طيب، عيسى: طيب مش طيب أنا أتكلم عن قانون، تعيين هذا الشخص مستشارا لك باطل باطل، الإمام: نحتكم لمجلس الدولة، عيسى: أنا موافق، عيسى: إزاى يكون حولك الدكتورين حسن الشافعي وعمارة وهم يرون أن ما حدث انقلاب يجب مقاطعته،الإمام: بس هما الذين صاغا بيان تهنئة الشعب بعزل الإخوان، عيسى: إذن هم متلون وان وهذا أدعى لعزلهما.
وقبل هذا الاتصال اتصل محلب من مشيخة الأزهر يدعو إبراهيم عيسى للتوقف، ولقد خرجت بيانات من مجالس أزهرية مختلفة للدفاع عن عبد السلام، وسكتوا جميعا عن الصورة التي نشرتها إحدى الصحف تزعم أنها للرسول الكريم، وأنا أترقب بيانا واحدا يخرج من هؤلاء للقول إن عيسى هو من بدأ بالاتصال، أو أن شيخ الأزهر عنفه لهجومه على الأزهر، أو أن عيسى لم يقل لشيخ الأزهر إن من حولك متلونين، كل ذلك لم يحدث ولن يحدث، لأنهم أضعف وأقل من أن يواجهوا محمد عبد السلام بمسئوليته عن إجراء هذا الاتصال المخزي، لأن المناصب والأرزاق عندهم بيد الشاب محمد عبد السلام، وليست بيد السلام - جل في علاه-، ويستمدون مددهم من محمد عبد السلام، ويحرمون المدد بمحمد بن عبد الله عليه سلام الله.
ظنوا أن اتصال محلب وشيخ الأزهر بعيسى ورقة ضغط لتهدئته أو إسكاته، وأن ركب إبراهيم عيسى ستسيل وتتخبط في بعضها حينما يتلقى اتصالا من محلب أو الإمام، كما يفعلون هم حين يتصل بهم المسئول الأكبر، تعود الشاب محمد عبد السلام على خضوع بعض الأزهرين له، فظن أن عيسى مثله، لكنه نسي أن محلب وحكومته لا تحرك شعره لعيسى، كيف وهو الذي كتب 1400 مقال ضد مبارك في جبروته، بل إن عيسى يقول : أتحدى أن يخرج واحد ويقول إن عبد السلام لا يتحكم في كل كبيرة وصغيرة، أو أن تعيينه غير باطل.
إن القضية ليست في أن ما يقوله عيسى صحيح أو خطأ، إنما القضية في أن ما يقوله لديه عليه قناعات لا يتطرق إليها الشك، ولديه عليه دفاعات مقنعة وأدلة محددة، ولذلك لا ينزعج من كم البيانات والتصريحات العشوائية المنسوخة من بيان واحد ثم يتغير أسماء الموقعين عليه دفاعا عن عبد السلام، أما هم فيواجهون كابوسا كل ليلة، كلما أغلقوا بابا فتح عليهم باب جديد، وكلما أطفأوا نارا أشعلها الله، إنهم في حالة تخبط وانهيار، ويصدر محمد عبد السلام للأزهرين أن الهجوم على مصالحه هجوم على الأزهر وشيخه، ويقول نحن نترفع عن الرد، نحن لا نلتفت، فإذا بهم لا يترفعون، بل يرد بغباوة، حتى هان عليهم شيخ الأزهر وهانت عليهم مكانته حتى جعلوه يبادر بالاتصال بعيسى الذي يصفونه بأقذع الكلمات..أف لكم ولما تفعلون، إذا لم يكن تحريضكم لشيخ الإسلام الأكبر ليتصل بخصمكم حماية لمصالحكم هو الإهانة لشيخ الأزهر وللأزهر ولمكانته فماذا تكون إهانة الشيخ ومكانته والأزهر غير هذا؟!