أصدق الإخوان المسلمين عندما يقولون إنهم قد أغلقوا ملف الاغتيال بالتنظيم السرى والجناح العسكرى، أصدق أن الاغتيال بالرصاص قد ينتهى لسبب بسيط أن الاغتيال المعنوى بالتجريس من خلال ميليشيات الجهاد الإخوانية الإلكترونية وتصريحات قادة الإخوان الفضائية صارت هى المنهج السهل الجديد والنبراس الأكيد والوسيلة الناجحة الناجعة، خاصة فى ظل مناخ قانونى دستورى يحمى الإخوان فى صوبة لا تمس وهو لا يحتاج إلى رصاص أو تنظيمات سرية، فمن حق الإخوان الآن أن يرموا أى فرد فى السجون بجيش محاميهم الجرار أو على الأقل جعل المعارض يخاصم النوم باللف على المحاكم والنيابات كعب داير.
صار أسهل من التنفس أن تخرج ميليشيات الجهاد الإخوانية لمرمغة سمعة أى بنى آدم يعارضهم بالسباب والفوتوشوب وما تيسر من المونتاج والدوبلاج والماكياج، لدرجة أن الحليف السلفى الذى من المفروض ألا يكذب والمفروض أنه قد دخل إلى عالم التكنولوجيا حديثاً تعلم منهم وصار يفبرك صور الفنانات فى المحاكم ليعرضها أمام الكاميرات، التجريس صار عبادة بعد أن كان عادة، الفضيحة صارت مانيفستو بعد أن كانت عورة تحتاج الستر، يخرج قائد إخوانى ليتهم مذيعى التوك شو بأنهم «قابضين» وعندهم أجندات، لم يتم علاجهم بعد من أمراض عقدة الاضطهاد والتآمر والعمل السرى وعقلية السجين وفوبيا الحبس وعصاب التعذيب، تخرج علينا قيادة تتهم كتاباً بأنهم عملاء أمن دولة، الميليشيات الإخوانية تتهم صحفيين كانوا واقفين أمام الطوفان أيام مبارك عندما كان هؤلاء الشباب المناضل عبر «تويتر» و«الفيس بوك» بالبامبرز يتهمون هؤلاء الشرفاء بأنهم فلول لمجرد أنهم ضد الإخوان!.
نحن مقبلون على حفلة تجريس منظمة سيقيمها الإخوان كمقصلة جماعية لكل من تسول له نفسه انتقادهم، الحفلة يجهز لها من خلال الجمعية التأسيسية وبعض النصوص القانونية التى ستفصل خصيصاً ومن خلال بعض الصحف التى أصبحت ملاكى للإخوان وبالطبع من خلال الإنترنت والفضائيات، نحن مقبلون وهذا توقع شبه مؤكد والأيام بيننا على حرب مقاطع فيديو فاضحة مفبركة وتصريحات ممنتجة وحسابات بنوك وتسريبات ضرائب وخناقات زوجية وفضائح جنسية... إلى آخر هذا التجريس الرسمى والاغتيال المعنوى الذى سيتفوق على كل رصاصات الإخوان والتيارات المتأسلمة منذ الخازندار وحتى السادات مروراً بالنقراشى وعبدالناصر وفرج فودة ورفعت المحجوب.. إلخ، حفلة تجريس دراكولية دموية سيأكل فيها الأخ لحم أخيه ميتاً وهو متلذذ يحسب الدم كاتشب ويتصور الفريسة مكدونالد!.