«كان نصف الجنين قد خرج من أمه قبل مقتلها».. شاهد عيان يشهد عن قتل «بوكو حرام» لامرأة مسكينة يتصبب عرق الولادة على جبينها، وبدلاً من تخفيف آلام الوضع، أراحوها برصاصة فى رأسها.
بوكو حرام هاجمت خمس عشرة قرية فى شمال نيجيريا، وقتلت الآلاف من الأبرياء لحظة هجوم رفاق الدرب على جريدة «شارلى إيبدو» بفرنسا، منهم هذه الأم المسكينة وجنينها، قال الراوى «إن الفصل بينهما كان قاسياً، دفنا على هذا الوضع». إخواننا يلومون الغرب على تفرغه لمصيبته، وسكوته عن قتل الآلاف فى نيجيريا، ولم يلتفت من قبل لقتل أكثر من مائة وأربعين طفلاً فى المدرسة العسكرية فى بيشاور على أيدى «طالبان». تناسى اللائمون أن الغرب «ماله ومالنا»، أخوة يقتلون بعضهم بعضاً، وجار يسرق جاره، بينهم دين واحد وعقيدة واحدة، ويكون «مالهم بالطبع» إذا ذهب الأخ والجار إلى ديارهم يمارسون ما يمارسونه فى بلادهم. هذا وعاؤنا نشربه معاً ولا يشربه غيرنا، نأكل مما نزرع ولا نجبر غيرنا على طعامنا. بوكو حرام هاجمت مدارس للبنات، اختطفت المئات وباعت المسبيات.. بعشرة دولارات للبكر الواحدة، فى نهاية السوق أعلن منادٍ: «اشترى واحدة وخذ الأخرى مجاناً».
ما هى بوكو حرام وما وجه الشبه بينها وبين داعش أو طالبان؟
تعالوا معاً من أول السطر.
هى جماعة نيجيرية سلفية جهادية يطلقون عليها «طالبان نيجيريا»، تأسست عام 2002، تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية، مؤسسها يوسف محمد، وهو من العائدين من أفغانستان، شارك فى تأسيس تنظيم طالبان، ثم انضم لتنظيم القاعدة، «بوكو» تعنى: «التعليم الغربى»، و«حرام» كما هى فى العربية، يصبح الاسم «التعليم حرام».البحث عن غطاء فقهى لكل الانحرافات هو شاغل كل المفسدين والجهلة، وللأسف التراث يمدهم بما يريدون.هاكم الأولى: التعليم مكروه: فتوى لابن تيمية يقول فى فتواه:
(اكتساب الفضائل بالاستغناء عن القراءة والكتابة أكمل وأوفق لحال النبى الكريم، لحديث النبى «إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب». ويقول «من كتب أو حسب لم يكن من هذه الأمة»، يستند للآية «هو الذى بعث فى الأميين رسولاً منهم»).
شيخ الإسلام اعتبر من يقرأ ويكتب يكون قد خرج من صفة الأمة المسلمة. وماذا عن الذين دخلوا الإسلام وكانوا يقرأون ويكتبون؟ قال: «إذا كانت صفتهم قبل المبعث (الرسالة) فلم يكونوا مأمورين بذلك». يصبح المأمورون من دخل الإسلام بعد الدعوة، بل الأدق بعد نزول الآية.
سألوا الإمام مالك عن العلم، قال: «أما على كل الناس فلا». وقال الإمام الشافعى عن العلم: «فرض عين كفائى».
يكون العلم فيما يخص معرفة العوام عن الدين والصلاة والصوم والزكاة هذا إجمالاً، أما عن التفاصيل فهو تكليف الله للنخبة (العلماء).
هكذا كان منطق الفقهاء، يتعلمون، ويجهل العامة، ليساقوا كالدواب وما زالوا يفعلون.
وهاكم الثانية: وهو القتل وسفك الدماء، خذ عندك بعضاً من الفتاوى:
- للمسلم الحق فى أن يفقأ عين الكافر أو يقطع يديه ورجليه أو رجلاً واحدة ويداً واحدة لشل حركته اتقاءً لشره.
وقتال الكفار واجب على كل رجل عاقل حر قادر، ويجوز قتال الكفار دون استئذان وبغير أن يدعوهم إلى الإسلام، ولهم أن يفسدوا زروعهم، ويحرقوا أشجارهم. ويزيد بن تيميه على ابن أبى شجاع (تدرس كتب بن أبى شجاع لطلبة الثانوية الأزهرية) الأمر التالى: إذا دخل المسلم ديار الكفر بغير حرب فاشترى منهم أولادهم وخرج إلى ديار المسلمين كانوا ملكاً له باتفاق الأئمة، وإذا دخل بلادهم قهراً فلا حرج عليه أن يسرق أموالهم وأولادهم غنيمة، وله حق بيعهم ووطء النساء منهم.
- يساق الأسرى إلى دار الإسلام فإن عجزوا، قتل الإمام الرجال، وترك النساء والصبيان فى أرض مضيعة حتى يموتوا جوعاً وعطشاً.
لنستكمل الدائرة، من هم الكفار ومن هم المنافقون الواجب قتلهم.
الأول: الكافر من كان على غير ملة الإسلام، الحرب ليست لصد الاعتداء لكن الحرب مرهونة بوجود الكفر والكافرين.
الثانى: الدولة المسلمة كافرة إذا كانت لا تحكم بما أنزل الله «ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون».
الثالث: المنافقون «نحن» أشد خطراً ووجب قتالنا قبل قتال الكافرين لأننا أخطر على الإسلام من الكافرين (راجع نواقض الإسلام العشرة، التى لا يخرج منها مسلم على الأرض بأقل من ناقض يومياً، فيكون المسلم متهماً بالكفر دوماً).
يصبح كل ما قلناه فى حق الكافرين، من قتل وسرقة واغتصاب، مكتوباً علينا كما كتب عليهم، الخلاف بين الفصائل التكفيرية بمن نبدأ ومتى نبدأ.
يا سادة يا كرام.. بوكو حرام والدواعش وطالبان وغيرهم، ينفذون حرفياً ما جاء فى كتب التراث.
لنا الله.