جنازات «ملوك ورؤساء» تسببت في أزمات دبلوماسية بين عدد من الدول
تشتهر الجنازات والأفراح الرسمية لرؤساء، وملوك، وزعماء العالم، بكونها مناسبات لإنهاء التوتر، ولحظات للتضامن بين الحكومات وبعضها البعض.
وعلى النقيض مما سبق، تسببت بعض الجنائز الرسمية في وقوع أزمات دبلوماسية، وتوتر في العلاقات بين بعض الحكومات.
البداية يقول الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية: تسببت جنازة الأميرة ديانا، التي أقيمت في 6 سبتمبر عام 1997 بعد أن لقت مصرعها في حادث غامض، في أزمة دبلوماسية بين بريطانيا وإيرلاندا، بسبب اعتراض الإيرلانديين على الترتيبات البريطانية الخاصة بتمثيلهم وترتيبهم في الجنازة، إلا أن ذلك التوتر لم يدم طويلًا.
والواقعة الثانية بحسب فهمي كان بطلها محمد السادس، ملك المغرب، والذي كان طرفًا في أزمتين دبلوماسيتين هما كالتالي: جنازة الملك الحسن الثاني، التي جرت في 24 يوليو 1999، شهدت حضورًا لممثلين إسرائيليين بسبب وجود العديد من الجاليات اليهودية في المغرب.
وأضاف: "أدى الحضور الإسرائيلي إلى اعتراضات واسعة من الدول العربية، كما لاقى هجومًا من ليبيا، ودول الخليج"، موضحًا أن الملك المغربي رد على الهجوم قائلًا: إنه "استقبل العزاء من الممثلين الإسرائيليين على أنه واجب يتلقاه العرب جميعهم، وليس مجرد عزاء لوالده".
والواقعة الثالثة بحسب فهمي كانت متعلقة بعدم حضور الملك المغربي - محمد السادس - جنازة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، في 3 نوفمبر 2004.
الدكتور سامح راشد، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أكد أن تخلف الملك المغربي عن حضور الجنازة تسبب في توتر العلاقات بين البلدين دامت عدة أشهر.
وأوضح راشد: أن "القصر المغربي برر عدم الحضور بأنه يعود إلى العادات، والتقاليد بالمملكة المغربية، والتي لا تسمح للملك حضور مراسم الزفاف، أو الجنازات بالخارج".
وكان القصر الملكي المغربي غاب عن مراسم تشييع العاهل السعودي الراحل عبد الله بن عبد العزيز إلى مثواه الأخير، واكتفى الملك بتوجيه برقيتي عزاء لكل من الملك الجديد سلمان بن عبد العزيز، وولي عهده الأمير مقرن.
وفي الأخير.. كانت جنازة رئيس الوزراء الإسرائيلي إسحاق رابين، التي جرت في 6 نوفمبر عام 1995، وتسببت في توتر دام لأعوامٍ طويلة في العلاقات بين مصر وإسرائيل، وفقًا لطارق فهمي.
وتابع فهمي: جاء ذلك بسبب حضور الرئيس المخلوع حسني مبارك للجنازة في أول وآخر زيارة له إلى إسرائيل، ما ألحق به العديد من الاتهامات من جانب الإسرائيليين، بأنه لم يقرر زياراتهم إلا في مناسبة للتعزية، وهو ما تسبب في أزمة بين البلدين، حسب قوله.