الإخوان مع المجلس على رنة. فقبل كل مليونية تشارك فيها الجماعة يرغى ويزبد و«ينشال وينحط» أنصارها ويكيلون الاتهامات للمجلس ولأعضاء المجلس (وأنا وانته). ومع مطلع فجر المليونية تتدفق كوادر الجماعة من كل حدب وصوب، فالكل مضبوط على رنة، وطيران إلى التحرير لتكتمل الصورة بالمنصة «المنصوبة» والشعارات «المرفوعة» والحشود «المجرورة» لتبدأ معزوفة الهتاف والدوران والالتفاف حتى يتبين لهم الخيط الأسود من الخيط الأبيض من المغرب، عندئذ تأتى الرنة من المجلس ليرفع الإخوان شعار «للخلف در» مهرولين نحو الأتوبيسات التى تقلهم إلى شعبهم وأسرهم ليدخلوا من جديد إلى مساكنهم.
بهذه الطريقة ذهب الإخوان إلى مليونية إسقاط الفلول وبالرنة خرجوا من «التحرير»، وبها ذهبوا إلى جمعة إنقاذ الثورة وعلى نغماتها عادوا... وهكذا فى الجمعة التى تلتها. فالرنة بالنسبة للجماعة منهج حياة، عليها يجتمع مريدوها وعليها يفضون اجتماعاتهم، وعليها يهرولون إلى المجلس العسكرى وعليها يمتطون صهوات الأتوبيسات إلى التحرير. إنها جماعة متطورة تؤمن -على عكس الكثير من المصريين- أن «الموبايل» يعنى «جوّال» وليس «محمول»، وأن الأخ الصادق لا بد أن يكون «جوالاً»، ومرشده فى ذلك هو «الرنة»، ولا يكون مثل المصرى «الكسلان» الذى يحمل «المحمول» لكى يعتصم فى المكان. فالمصرى «الجوال» أحب إلى الإخوان من المصرى « المحمول»!
الإخوان «جوالة» لا يستطيعون العمل بعيداً عن «الجوال». و«الإخوانى الجوال» سريع الحركة يمكن أن يكون بالأمس مع المجلس العسكرى يرفع شعار «تمام يا فندم»، وفى الصباح مع مجلس الشعب يرفع شعار «يا نجيب حقهم يا نموت زيهم»، وساعة العصارى فى مجلس تليفزيونى يعتب فيه على الثوار «المحاميل» المعتصمين فى الميدان أو خارج الميدان، وفى الليل فى مكتب الإرشاد يخطط للمليونية الجديدة!
والأخ مش بس بـ«رنته».. الأخ برعايته لجماعته وأسرته. فعندما تسمع الرنة عليك أن تطيع. فالسمع للرنة والطاعة للأمر الصادر عنها. وذلك هو التفسير التكنولوجى لمبدأ «السمع والطاعة». والأخ «الشاطر» أو «الراسى» أو «البديع» لا بد وحتماً أن يضبط «رناته»، فكل رنة نداء من جهة لا بد للأخ أن يلبيها. أصل «الموبايلات» زى «الستات»، لكل لون معنى ورنة.. وكله يهون مع التكنولوجيا حتى لو كانت من ناحية «الغرب». فأحياناً ما تأتى من الغرب حاجات تسر القلب!
ألم يأتكم نبأ النهضة ومشروعها الذى عكفت الجماعة على إعداده طيلة الشهور الماضة. إن هدفه توحيد المصريين -ما بين راجل وجوال- تحت مظلة الحب والتواصل وتفعيل الشعار الخالد «نحب نتعرف.. ورانا إيه.. ورانا إيه»!