رئيس "البحوث الفلكية": لا يمكن التنبؤ بوقوع "تسونامي" في مصر
قال الدكتور حاتم عودة، رئيس المعهد القومي للبحوث الفلكية والزلازل، إنه لا يمكن التنبؤ بوقوع التسونامي، خاصة أن آخر تسونامي وقع نتيجة وقوع هبوط وارتفاع مفاجئ بموجات البحر الأحمر وشهدته مصر منذ 700 سنة، ويحدث في حال وقوع زلزال أكثر من 7 ونصف بمقياس ريختير وعلى عمق أقل من 20 كيلو، والكسر الذي ينتج عنه الزلزال يكون عكسيًا وإزاحته كبيرة.
وأضاف عودة أن طاقة الزلزال بهذه المواصفات في حال وقوعه ستحدث طاقة كبيرة للموجات، وصممنا نماذج داخل المعهد لرصد أنشطة التسونامي وجدناها في تركيا وتكريت واليونان، وفي حال وقوع تسونامي بهذه المناطق سيأتي إلى مصر في غضون 40 دقيقة، ما يتيح الوقت لتحذير المعهد السريع للأجهزة المعنية.
وأضاف عودة، لـ"الوطن"، أن "المعهد سيرسل البيانات التي ترصدها المحطات للجهات المعنية ورجال الأعمال المستثمرين في مجال الطاقة الشمسية، لإنشاء المحطات بالمناطق ذات السطوع الشمسي، ولدينا معامل لتقييم تصنيع الخلايا الشمسية وكفاءتها، كما سنصدر أطلس للإشعاع الشمسي سنوياً، ومتوقع أن يصدر أول أطلس منتصف العام المقبل".
ولفت رئيس المعهد إلى أن "المعهد يعمل على قياس طبيعة الأرض للمشروعات والمباني القومية المهمة، بينها مشروع الضبعة الذي درس المعهد صلاحية الأرض لبناء المحطات النووية النشاط الزلزالي بها، وأثبتت الدراسات صلاحية أرض الضبعة للبناء وأنها غير نشطة زلزالياً"، مشيرًا إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسي أبدى اهتمامه بإنشاء شبكة لرصد الزلازل بالمنطقة.
وأوضح عودة أن قسم الجيوفيزياء يتابع أيضًا المشروعات القومية المقامة حالياً، وعلى رأسها مشروع السد العالي التي أثبتت دراسات مسح الليزر الدورية سلامة جسم السد والأنفاق الموجودة به رغم مرور عشرات السنوات على بنائه.
وفي سياق متصل، أكد رئيس المعهد الفلكي أنه لا يوجد ما يسمى بـ"التنبؤ القبلي بوقوع الزلازل" على مستوى العالم، لافتًا إلى أن المعهد أنشأ 80 محطة لرصد الزلزال خلال 14 سنة، وتعرَّضت 15 محطة تابعين للشبكة للسرقة بخسائر تعدت 3 مليارات جنيه إلا أن القوات الأمنية نجحت في استعادة معظمها، إلا أن أعمال إنشاء محطات جديدة بالشبكة متوقفة منذ عام 2011 نظراً للظروف الأمنية.
وأوضح عودة أن المعهد تعاون خلال الفترة الماضية، مع المعهد القومي لبحوث البناء، لتقديم البيانات اللازمة لتحديث الكود الزلزالي للبناء حتى تواجه أي زلازل متوقعة بحسب نشاطها الزلزالي، وسيصدر أول كود زلزالي بالتعاون بين المركزين عام 2017، لافتًا إلى أن المحافظات الساحلية (من بورسعيد حتى السلوم) أكثر شعورًا بالزلازل لقربها من المناطق النشطة زلزالياً وهي البحر الأبيض المتوسط، ومحافظة السويس لقربها من خليج السويس، وجنوب سيناء لقربها من خليج العقبة.
وأكد رئيس المعهد أن "الشبكة تعمل على رصد التفجيرات النووية بالدول القريبة، ومدى تسببها في وقوع ما يسمى بالزلازل الطبيعية، ورصدنا تفجيرات نووية بالتعاون مع جهات دولية وقعت في كوريا الشمالية وإسرائيل".
وكشف عودة، إسهامات المعهد فيما يتعلق بالطاقة الجديدة والمتجددة، وقال إن "لدينا قسم بحوث فيزياء الطاقة والشمس الذي يعمد حاليًا على إنشاء شبكة قومية لدراسة الإشعاع الشمسي، وأنشأنا محطة في مرسى مطروح وبأكاديمية البحث العلمي وبالمعهد، وتعاقدنا على شراء أجهزة للشبكة ستصل في أول يوليو المقبل، وخلال السنوات المقبلة ستغطي الشبكة معظم محافظات مصر، من خلال إنشاء العديد من المحطات لقياس نسبة الإشعاع الشمسي".