على طريقة أفلام العصابات والمافيا فى هوليوود اختطف زنادقة تنظيم «داعش» الإجرامى رهينتين يابانيين، وطالبوا بفدية قدرها 200 ألف جنيه مقابل إطلاق سراحهما، وأمهلوا حكومة اليابان 72 ساعة لدفع الفدية، وإن كانوا لم يحددوا مكان التسليم أو التسلم، إلا أنهم حرصوا كالمعتاد على أن تتم هذه العملية الإجرامية القذرة كسوابقها باسم الدين الإسلامى الحنيف وتحت رايته!!
لكن حكومة «الساموراى» لم تقبل تلك المساومة الرخيصة، ولم تخضع لمحاولات الابتزاز الدنيئة، ومع اقتراب موعد انتهاء المهلة التى حددها هؤلاء المرتزقة الإرهابيون خاض الشعب اليابانى معركة مضادة من خلال شبكة الإنترنت، قاموا خلالها بتبادل صور وتعليقات كوميدية ساخرة على نطاق واسع، يستهزئون فيها من الفيديو الذى بثه هؤلاء القتلة الموتورون ويسخرون من أفكارهم ومعتقداتهم المريضة، مستخدمين تلك الكوميديا السوداء كنوع من المقاومة والتحدى، ورد الضربة للتنظيم الإرهابى الذى يعتبر أن الخوف هو أحد أهم أسلحته فيما يسمى بالحرب المقدسة، وقالوا: «إن الغد سيكون بلا شك حزيناً، لكن الأحزان ستمضى، وستبقى داعش مجرد مزحة كبيرة، لا يمكنها أن تهزم أرواحنا».
وبدم بارد ووحشية منقطعة النظير قام «الدواعش» بتنفيذ تهديدهم وذبحوا أحد الرهينتين ونشروا مقطعاً يصور جريمتهم الشنعاء على شبكة الإنترنت، لينضم «هارونا يوكاوا» إلى قائمة ضحايا مصاصى الدماء وآكلى لحوم البشر، أحفاد «هند بنت عتبة» الذين يستبيحون دماء الأطفال ويستعبدون النساء وينتهكون أعراضهن، هؤلاء الذين يفاخرون بقطع الرؤوس والتمثيل بجثث الموتى، ويشوهون الدين ويحرفون الآيات حسب أهوائهم، ويفسرون القرآن تبع شريعتهم البغيضة وعقولهم المريضة.
وفى جولة جديدة من المساومة والابتزاز اشترط «الدواعش» الإفراج عن الإرهابية «ساجدة الريشاوى» المحبوسة فى السجون الأردنية، مقابل إطلاق سراح الصحفى اليابانى «كينجى جوتو» الذى ترك زوجته وطفليه، وسافر إلى سوريا من أجل التفاوض على إطلاق سراح الرهينة اليابانى المختطف فقاموا باحتجازه!
والإرهابية العراقية -لمن لا يتذكرها- هى شقيقة أحد مساعدى «أبومصعب الزرقاوى»، التى جندها زوجها «حسين الشمرى» ليقوما معاً بعملية انتحارية استهدفت تفجير فندق «راديسون» فى العاصمة الأردنية عمان عام 2005، والتى راح ضحيتها 38 شخصاً من بينهم المخرج السورى العالمى مصطفى العقاد خلال احتفاله بزفاف ابنته، ولكن القدر شاء أن تفشل تلك الإرهابية فى تفجير الحزام الناسف الذى كانت ترتديه حول خصرها، وأصدر القضاء الأردنى حكماً بإعدامها، إلا أنه قام بتعليق الحكم لأن لديها ثلاثة أطفال صغار.
وسواء نجحت الحكومة اليابانية فى إقناع الأردن بإطلاق سراح تلك الإرهابية، وتحرير هذا الرهينة من براثن هؤلاء الوحوش، أو فشلت فى الحفاظ على حياته، فإن الجرائم التى يرتكبها ذلك الكيان الإرهابى الضال وأمراؤه المزعومون ضد الإنسانية، باتت عاراً على الإسلام والمسلمين والإنسانية، وصارت أخطر ما يسىء إلى قيم الدين الإسلامى وتعاليمه ورسالته السمحاء، ومع ذلك نجد أساتذة جامعيين ورجال أعمال وشيوخاً يمولون ويدعمون ويساندون هذا التنظيم الوحشى، بل إن الآلاف من الوطن العربى والغرب ما زالوا ينضمون إلى صفوفه!!
والسؤال الذى يحيرنى: كيف يمكن أن ينجذب وينخدع الشباب بهذا التنظيم الوحشى رغم كل ما يرتكبه من أعمال إجرامية؟ وكيف يمكن لأستاذة أكاديمية تحمل شهادة الدكتوراه ودبلوم تأهيل تربوى فى الفقه وأصوله من جامعة دمشق أن تترك العمل فى جامعة الدمام، وتنتقل إلى الشمال السورى لتبايع ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، وتحرض على الجهاد فى صفوف تنظيم داعش، وتؤيد جرائمه وأفعاله الوحشية وتزعم أنها لا تخالف الشرع؟! وليس هذا فحسب وإنما تدعى ابنة العالم السورى د. مصطفى البغا صاحب المؤلفات الشهيرة فى الفقه الشافعى أنها «داعشية» التفكير والمنهج قبل أن توجد داعش!! وأن منهج «أبوبكر البغدادى» هو منهج الحق ومنارة المخلصين الذين تركوا الدنيا ومباهجها وأتوا ليلبوا واجب الجهاد فى أحضان الموت!!
وكيف يتهم أستاذ بجامعة الكويت دولياً بتمويل الإرهاب، وترفض الجامعة إيقافه عن العمل واستبعاده من هيئة التدريس، وتتركه يبث سمومه وأفكاره المتطرفة فى عقول الشباب؟ كيف نترك أصحاب الأجندات المتطرفة والأفكار المتشددة يعجون فساداً فى مؤسساتنا التعليمية، ويشوهون عقول الشباب على امتداد الوطن العربى؟ ثم نتساءل بعد كل ذلك من أين أتى تنظيم داعش الإرهابى؟! وندعى أنه صناعة أمريكية!!.. حقاً لا يمكن أن يعرف ما هو الموت من لا يدرى ما هى الحياة.