بالفيديو|زوجة ضحية "القرية الكونية": المدير قال "جوزك غرق نعمله إيه"
داخل شقة المهندس محمد إدريس ضحية إهمال إدارة القرية الكونية، تجلس زوجته عفاف وحيدة، بعد أن غادر حياتها السبت الماضي في مشهد مؤلم، غرقا في بحيرة القرية، لتبدأ حياتها الجديدة مع ولديهما الذي يتما في سن صغيرة جدا.
الوطن زارت زوجة إدريس، التي أكدت أن ما تريده فقط هو حق زوجها، وتكشف حقيقة الحادث المؤلم الذي أودى بحياة والد ابنيها، وتحويل مسار حياتها من الاستقرار إلى لون معاكس تماما.
عفاف عماد 31 عاما، معيدة بكلية الألسن جامعة عين شمس، والتي تزوجت من المهندس محمد في 2010، لينجبا طفلهما نور ثلاث سنوات، وسما التي لم تكمل عامه الأول.
"شوفنا جروب صفحة حدايق الأهرام، عامل رحلة للقرية الكونية، فقررنا نروح بعد انتهاء الامتحانات الخروج في نزهة أسرية بعد تعب الدراسة والعمل، مع 400 شخص تقريبا من جيرنا في الحدايق"، قالته عفاف، في بنبرة صوت ترجف حزنا على فقدانها لزوجها، "وجدنا زحام شديد في المراكب التي تنقل الزائرين بين الأماكن المتفرقة بالقرية، نظرا لمساحتها الواسعة، ولم نتمكن من ركوب المركب بسبب الزحام والتدافع الشديد، في محاولات هزيلة لبعض أفراد الأمن التابعين للقرية، وبعد انتظار طويل سألنا أحد أفراد القرية عن المسافة للمعابد قالنا مش بعيدة أوي بس ممكن تتمشوها عادي، وبعد انتظار طويل تمكنا من ركوب الطفطف".
ناظرة في ملامح ابنتها التي لا تزال تحاول نطق اسم أبيها، تقول عفاف إن منظر البحيرة توحي أنها كشواطئ البحار، فلا توجد أية عوائق أو تحذيرات تمنع تواجد الزائرين بجوارها، خاصة أن المسافة بين المعابد والبحيرة ضيقة جدا، حيث تسير سيارات الجولف على الجزء "المسفلت"، وقتها يمكن للزائرين التواجد على جانبي الطريق أي على رمال البحيرة".
"ابني كان بيوطي يجب زلطة من على الأرض، فلتت رجله واتزحلق وبقى في المية بيغرق".. قالتها ببراءة شديدة محاولة إثبات أن الأمر جاء مفاجئا لها ولزوجها، مشيرة إلى أن ما كان من زوجها الذي يعرف السباحة جيدا، أن يقفز للحاق بالطفل، موضحة أن هذا جعل الأمر يبدو بالنسبة لها بسيطا.
بعينين لامعتين ببريق قهر حزنها على فراق رفيقها، تقول "لقيت جوزي بيرفع راسه وينزل في المية، هي ديه اللحظة اللي اتأكدت فيها إن جوزي وابني بيغرقوا، وقررت أنزل البحيرة أنقذهم، لكن ما قدرتش؛ ففور نزولي كدت أن أغرق، لولا قيام أحد الزائرين الذي تعرفنا عليه فور وصولنا القرية، بإنقاذي أنا وابني، لكنه لم يتمكن من إنقاذ زوجي نظرا لاختفائه".
تؤكد زوجة الضحية، أن البحيرة كانت تتخطى الـ 170 سم، حيث أن طولها 167 سم، ما أوضح لها أنها لابد من أنها تتخطى هذا الرقم بكثير، مدللة على ذلك أنه حينما غرق زوجها لم يستطع أحد رؤيته على الإطلاق، مضيفة أن المراكب التي تقل أعدادا كبيرة من الزائرين تسير في هذه البحيرة، ما يؤكد أن لها عمقا أكبر، وليس فقط 170 سم.
تؤكد عفاف مرارا وتكرارا على إجادة زوجها للسباحة لكن القدر وإهمال القرية أوديا بحياته "أنا بعرف أعوم بس الأرض طينة مزحلقة جدا"، آخر جملة سمعتها من زوجي الذي راح ضحية إهمال المسؤولين في القرية الكونية، شارحة كيف عانت أثناء البحث عن من ينقذ زوجها، مؤكدة أنها ظلت أكثر من 3 ساعات لم تتمكن من العثور سوى على عامل، والذي نزل في المياه يبحث عن زوجها، لكنه خرجا مسرعا قائلا "المية ساقعة"، مضيفة أن بعد هذا العامل تحرك أفراد من القرية بـ"مراكب بدال" وعصا يغرسونها في المياه للبحث عن جثة زوجها، وذلك على بعد 200 متر من مكان غرقه، لافتة إلى أن المياه "بركة"، أي لا يوجد جرف للتيار.
وأضافت عفاف إن أحد العاملين قال لها "الحتة ديه شؤم، ده لسه غرقان فيها بنت عندها 17 سنة"، واختتمت كلامها "أنا عايزة حق جوزي اللي مات".
أوضح ياسر عماد شقيق زوجة المهندس محمد إدريس، أنه وصل القرية الكونية عقب وقوع الحادث بنصف ساعة فقط لقرب المسافة بينها وبين منزله بحدائق الأهرام، مشيرًا إلى أنه قد تلقى مكالمة هاتفية أخبروه فيها بالحادث، فتوجه على الفور لمكان الحادث، مضيفا أنه لم يجد من يتحدث معه من إدارة القرية.
"خلاص الراجل غرق هنعمل إيه يعنى" هذه كانت استجابة مدير القرية الكونية اللواء مجدي خليفة، لأسرة ضحية إهمال وفشل إدارة القرية في تأمين زائريها، كما قال ياسر بعد حديثه مع مدير القرية، الذي أوضح أنه لا توجد بها أي وسائل للأمان لحماية الزائرين والتعامل مع الأزمات".
كما أضاف أن القرية "واسعة للغاية ويصعب الانتقال فيها من مكان لمكان سيرا على الأقدام، مؤكدا أنه حصل بصعوبة على سيارة جولف أوصلته إلى مكان الحادث، حيث وجد تزاحما شديدا حول النهر الذي غرق فيه إدريس.
"هدفنا هو أن الحادثة لا تتكر مرة ثانية"، حيث أكد ياسر أن حالة زوج أخته لم تكن الأولى لإهمال القرية، لافتا إلى أن هناك حالتان غرقتا في نفس المكان دون اتخاذ أية إجراءات أمنية من القرية.