"تليجراف": "تفاهمات غير معلنة" بين "حزب الله" وإسرائيل لمنع التصعيد
غارة جوية إسرائيلية استهدفت سيارة تقل 6 من حزب الله، بينهم قياديان على الأقل، ومعهم 6 إيرانيين آخرين بينهم قيادي ميداني، وذلك في القنيطرة بالجانب السوري من مرتفعات الجولان، مساء الأحد الماضي، وبالرغم عدم تأكيد أو نفي إسرائيل عملية الاستهداف، إلا أن "حزب الله" توعَّد بالانتقام، لتبقى كل الحدود بين إسرائيل ولبنان في حالة تأهب عالية، فـ"هل إسرائيل وحزب الله على شفا الحرب؟".
الدكتور رافائيل ماركوس، باحث في قسم دراسات الحرب بجامعة "كينجز كوليدج لندن"، الذي تركَّزت أبحاثه بالدكتوراه على التكيف العسكري في الصراع بين إسرائيل وحزب الله، أكد لـ"التليجراف" البريطانية، أن هذه الضربة الإسرائيلية هي الأحدث منذ العمل في دورة عسكرية طويلة، ما تعرف بـ"واحدة بواحدة" بين الجانبين طوال ثلاثة عقود من الصراع، حيث حافظت إسرائيل مع "حزب الله" على تفاهمات غير معلنة منذ فترة طويلة، والتي تحدد "قواعد اللعبة" التي تسعى لمنع تصعيد غير المرغوب فيه للصراع.
فمنذ حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، سعت إسرائيل إلى منع نقل الأسلحة المتقدمة، وغير التقليدية، أو الكيميائية من سوريا إلى حزب الله، ولقد بينت أن انتهاك هذه "الخطوط الحمراء" سوف تثير رد فعل حازم، مثلما حدث في فبراير 2014 من هجوم على قافلة أسلحة في لبنان، إلا أن إسرائيل حافظت على الغموض وعدم تأكيد أو نفي الضربات.
لكن الاحتمال الأرجح هو أن تصرفات حزب الله بجرأة على الحدود الإسرائيلية السورية بالتعاون مع ضباط الحرس الثوري الإيرانية، اعتبرت خارج "قواعد اللعبة"، وبدأ موشيه يعلون، وزير الدفاع الإسرائيلي، تأكيد ذلك.
وتحت عنوان "ماذا سيكون رد فعل حزب الله؟"، أوضح رافائيل، أنه في بيان علني في وقت سابق من هذا الشهر، أعلن حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، أنه "لم يصرَّح أحد التزامًا بأن الهجمات ضد سوريا ستبقى دون رد"، وفي الأسبوع الماضي، هدد بغارات عبر الحدود في منطقة الجليل في إسرائيل، على الرغم من الخطاب العنيف، استنادًا إلى تاريخ العمليات لحزب الله، ومن المرجَّح أن تستجيب في إطار المعايير الضمنية التي يسمح بها الصراع الدائم بين الطرفين.
في مرحلة ما في المستقبل، قد يشن "حزب الله" هجومًا بقنبلة تُزرع على جانب الطريق على الجانب الإسرائيلي من الحدود، كما حدث في عام 2014 هجوم سبتمبر الذي أدى إلى إصابة جنديين إسرائيليين، أو ربما يستهدف الحزب أهدافًا إسرائيلية أو يهودية في الخارج، مثل تفجير حافلة 2012 في بورجاس ببلغاريا، والذي أسفر عن مقتل خمسة سياح إسرائيليين وسائقهم البلغاري.
وتوقَّع رافائيل، أن يكون التمسك بـ"قواعد اللعبة" من قبل كلا الجانبين، أكثر إلحاحًا أو على الأقل تأخير التدهور الذي يصعد للحرب.