مصور اللحظات الأخيرة في حياة شيماء الصباغ يروي تفاصيل الواقعة
أجرى المراسل الخاص بمجلة "تايمز" الأمريكية جاريد مالسن، حوارًا مع المصري إسلام أسامة، المصور الذي التقط صور للحظات الأخيرة في حياة الناشطة شيماء الصباغ عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي لقيت مصرعها بطلق ناري، خلال مشاركتها بوقفة سلمية في ميدان طلعت حرب عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير.
وقالت الصحيفة، إن المشهد الذي صوره إسلام، ويظهر فيه سيد أبوالعلا عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وهو يحتضن زميلته المقتولة متأثرة بجروحها، أثار اهتمام المجتمع الدولي والعالم أجمع، لأن هذا المشهد يذكرهم بمشهد قتل الشابة الإيرانية ندا آغا سلطان الشهير، بعدما أصيبت بطلق ناري خلال الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام 2009.
عرضت الصحيفة، نبذة عن إسلام أسامة البالغ من العمر 23 عامًا، ويعمل صحفيًا في "اليوم السابع"، موضحة أن إسلام كان ذاهبًا لحضور مؤتمر صحفي، وفي طريقه علم بتنظيم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مسيرة عشية إحياء ذكرى 25 يناير، فتوجه على الفور ليغطي المسيرة.
وقال أسامة للصحيفة: "كان يوما عاديًا، لم نكن نتوقع اندلاع أي اشتباكات أو أعمال عنف من الشرطة، فقد كانت الشوارع فارغة تقريبًا، وسارت المسيرة على الجانب الآخر من الشارع المؤدي لميدان التحرير بينما كانت تتربص الشرطة لهذه المسيرة على الجانب الأخر".[FirstQuote]
وأضاف المصور، "كان هناك قرابة 25 شخصًا في المظاهرة، واستمرت التظاهرة لمدة دقيقتين فقط، وفجأة وبدون أي تحذير، بدأت قوات الشرطة في فض المسيرة عن طريق إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش".
وتابع إسلام، "أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بشكل عام في اتجاه المسيرة"، لافتًا إلى أنه بالتزامن مع فض المسيرة رأى شيماء وهي تسقط أرضًا، موضحًا أنه كان يقف خلفها مباشرة فالتقط 6 صور متتابعة.
أوضح إسلام، خلال حواره، أنه لم يكن مهتمًا بالتقاط هذه الصور بقدر اهتمامه بمحاولة إنقاذ شيماء، وأنه كان غير مدرك لقوة وتأثير هذه الصور على الرأي العام الداخلي والخارجي، لكنه أدرك على الفور أنه ينبغي عليه مغادرة المكان لإرسال الصور إلى الجريدة بسرعة، وقال "لو انتظرت طويلا، كان من الممكن أن تأخذ الشرطة كاميرتي وتمحي بطاقة الذاكرة".
باستخدام فلاشة النت وجهاز "لاب توب"، رفع أسامة الصور إلى المحرر في "اليوم السابع"، وقال: "من منظور إنساني، كان للمحرر رد فعل عاطفي قوي تجاه الصورة، التي هيمنت على تغطية الجريدة منذ وقوع الحادث".
أعرب إسلام، عن مفاجأته بعد تصدر صورته عناوين الصحف الدولية، مضيفا: "لقد كانت مفاجأة كبيرة، فعندما أرى ذلك، أشعر بالفخر لما فعلته ولكن ما يشعرني بالفخر الحقيقي هو أنني استطعت أن أوصل رسالة شيماء إلى العالم كله، وبما أنني مصور، أتولى مهمة نقل الواقع للعالم".
وسلط أسامة، الضوء على أن العمل في الوضع السياسي الحالي في مصر مهمة صعبة، وقال: "المصورون أصبحوا غير أمنين، إذا كنت تحمل كاميرا في الشارع، فإنك ستكون مستهدفا، حيث يعتبر الناس كل شخص يحمل كاميرا أنه يعمل لصالح قناة (الجزيرة) أو الإخوان المسلمين، أو أنه مجرد شخص خائن يتجسس على الوطن".