«عسكر» يستخدم استراتيجية «اليوم الكامل» لضرب «بيت المقدس» فى سيناء
كشفت مصادر أمنية فى شمال سيناء لـ«الوطن» عن تطبيق الفريق أسامة عسكر، قائد القيادة الموحدة لشرق القناة، استراتيجية جديدة فى الحرب على الإرهاب، ما حقق نتائج جيدة خلال الـ48 ساعة الأخيرة، بعدما أسفرت عن قتل 15 عنصراً تكفيرياً، والقبض على 24 آخرين، بينهم 10 متورطين فى تفجيرات العريش التى وقعت الخميس الماضى.
وأشارت إلى أن «عسكر لجأ إلى منهج جديد، يعتمد على تطبيق سياسة اليوم الكامل فى الحملات الأمنية، بأن يدفع مجموعة من القوات لمداهمة إحدى البؤر الإرهابية تحت غطاء جوى، ثم تنسحب تلك المجموعة بعد 4 ساعات من الاشتباكات المتواصلة، وتحل بدلاً منها مجموعة أخرى بطائرة جديدة، تستكمل ضرب البؤرة نفسها، وبذلك يتم تجديد نشاط القوات بشكل متواصل، وتكون ضرباتها أكثر دقة وتأثيراً».
وأكدت أن «تلك السياسة أصابت العناصر الإرهابية بحالة من الارتباك، وجعلتهم عاجزين عن التقاط أنفاسهم، خاصة أن البؤرة التى تتعرض للضرب، تكون محاصرة تماماً قبل أن تداهمها قوات الصاعقة ومكافحة الإرهاب التى تفتش المنازل بدقة، مع الاهتمام بالبحث عن أى أنفاق تحت الأرض لمنع الإرهابيين من استخدامها فى الهروب».
وأضافت المصادر أن «الطائرة الزنانة المصرية عادت للظهور مرة أخرى فى الحملات العسكرية بشمال سيناء، حيث شاركت طائرتان فى العمليات العسكرية جنوب الشيخ زويد ورفح، مساء الاثنين، وتمكنتا من تحقيق نتائج طيبة للغاية، وتدمير عدد كبير من البؤر الإرهابية، سواء منازل أو عشش، كما أصابت الجماعات والعناصر التكفيرية بالارتباك، نظراً لما تتمتع به من إمكانيات متفوقة».
وأوضحت أن «الزنانة» مزودة بصواريخ جو - أرض، القادرة على إصابة أهدافها بدقة، ليلاً أو نهاراً، مشيرة إلى أنها تحمل 4 صواريخ صغيرة الحجم، مزودة بأشعة تحت حمراء، وأجهزة رؤية متطورة، يمكنها تقريب الصورة من مسافات بعيدة، بالإضافة لامتلاكها خاصية الاستشعار الحرارى ليلاً، ما يسمح لها بإظهار الأجسام المستهدفة بوضوح، لذلك تكون نسبة إصابة الهدف كبيرة. ومن جهتها، أسفرت الحملات العسكرية التى شنتها قوات الصاعقة ومكافحة الإرهاب والعمليات الخاصة، مساء أمس الأول، عن القبض على 12 عنصراً إرهابياً من تنظيم «بيت المقدس»، جنوب الشيخ زويد، بينهم 6 عناصر متورطة فى تفجيرات العريش، وبحسب مصادر أمنية، فإن العناصر المقبوض عليها كانت تختبئ داخل عشش فى منطقة صحراوية، هرباً من قصف الطائرات. وأضافت أن عناصر إرهابية تنتمى للتنظيم فجّرت عبوة ناسفة فى خط تصدير الغاز الطبيعى لإسرائيل، المتوقف عن العمل منذ عامين، ما أسفر عن تلفيات بسيطة فى الخط غير المستخدم، معتبرة أن العملية هى محاولة لتخفيف الضغط على عناصر التنظيم برفح والشيخ زويد.
وقالت مصادر أمنية إن الاشتباكات العنيفة بين الأمن والعناصر الإرهابية فى مدينة رفح، مساء أمس الأول، أسفرت عن مقتل شاب وطفلة عن طريق الخطأ، موضحة أن «الطفلة تُدعى هبة سالم هويشل، 4 سنوات، وتوفيت متأثرة بإصابتها فى حادث سقوط قذيفة هاون على منزلها، بعدما أطلقتها العناصر الإرهابية فى محاولة لاستهداف كمين ولى لافى، كما قُتل شاب يُدعى سمير النحال، 28 سنة، بطلق نارى فى البطن، خلال اشتباكات فى منطقة النحاحلة برفح، ونُقلت الجثتان إلى مستشفى رفح المركزى».
ومن جهة أخرى، فشلت عناصر إرهابية فى استهداف رتل أمنى بزرع عبوتين ناسفتين فى طريق قوات الأمن المتوجهة إلى رفح للمشاركة فى إخلاء الشريط الحدودى مع غزة، وبحسب مصادر أمنية فإن عناصر إرهابية فجّرت العبوتين عن بُعد باستخدام تليفون محمول، إلا أن العبوة الأولى انفجرت بعد ثوان من عبور السيارة المحملة بـ15 جندياً، دون وقوع إصابات. وأضافت أن العبوة الواحدة كانت تزن ما يقرب من 150 كيلوجراماً من المتفجرات، ما تسبب فى دوى انفجار ضخم بمدينة رفح، دون خسائر بشرية أو مادية، لافتة إلى أن قوات الأمن المتمركزة فى منطقة البراهمة أطلقت نيران تحذيرية فى الهواء، وشددت على أن «الأوضاع الأمنية فى رفح تحت السيطرة من جانب قوات الجيش والشرطة خلال الوقت الراهن، وتتولى قوات الجيش تمشيط طريق الشيخ زويد- رفح، بحثاً عن العناصر الإرهابية، مدعومة بمروحيات الأباتشى الهجومية».
وأشارت إلى أن قوات الجيش واصلت ضرب البؤر الإرهابية فى سيناء، أمس، وتمكنت من نسف 19 مقراً لها، وتدمير أحد مخازن السلاح الخاصة بها، والذى كان يضم عدداً من رؤوس الهاون وكمية كبيرة من المواد المتفجرة والأسلحة الآلية وصناديق الذخيرة، كما دمرت مستشفى ميدانياً خاصاً بالعناصر التكفيرية فى الشيخ زويد، وبه كمية من الأدوية والمواد الطبية المستخدمة فى تطهير الجروح وتجبير الكسور.
وكشفت المصادر عن نجاح القوات فى إحباط محاولة هروب 5 عناصر إرهابية عبر البحر فى العريش، مؤكدة القبض عليهم، وتبين أن بحوزتهم أسلحة آلية، فيما اعترفوا بعضويتهم فى تنظيم «بيت المقدس»، وأنهم كانوا يحاولون الهروب إلى قطاع غزة بعد اشتراكهم فى العديد من الأعمال الإجرامية ضد قوات الجيش والشرطة.