"روابي" الفلسطينية.. مدينة متكاملة في الأراضي المحتلة بدون مياه
شيد مليونير فلسطيني مدينة جديدة بالكامل من الصفر تقريبًا في الصفة الغربية المحتلة، وأكملها بوجود مدرج روماني وملعب كرة قدم، لكن هناك شيء واحد فقط يمنع الفلسطينيين من الانتقال للعيش فيها، وهو عدم وجود مياه.
وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، يقف المليونير الأمريكي الفلسطيني بشار المصري، وراء مشروع إنشاء مدينة فلسطينية جديدة في الضفة الغربية المحتلة، ووصفها بأنها "أكبر مشروع على الإطلاق في الأراضي الفلسطينية".
ويضيف متحمسًا: "لا يوجد أي مشروع آخر يضاهيه أو يقترب منه أو حتى من نصفه"، وسيتضمن المشروع مسرحًا رومانيًا ومدرجًا ضخمًا ومجمعات سكنية، ستكون في يوم مقرًا لحوالي 25 ألف نسمة، وهناك أيضًا وعود بإنشاء دور سينما ومتاجر وأماكن انتظار سيارات ومساحات للعب، وذلك على أمل تحقيق أحلام الطبقة المتوسطة، وتوفير ما قد تبحث عنه في أي مشروع تطوير عقاري في أي مكان آخر، لكن هذه المدينة أنشأت فوق أرض يثار حولها جدل، كما أن الأسعار أثارت جدلًا أيضًا.
وانتقد فلسطينيون المشروع، واتهموا المليونير الفلسطيني بـ"التطبيع مع الاحتلال"، وذلك لعقد صفقات مع إسرائيل حول الأرباح الخاصة.
وكان المستوطنون اليهود في التلال القريبة يراقبون في قلق بينما تعلو مباني مدينة روابي بالقرب منهم، لكن المصري، الرجل النحيف في الخمسينيات من العمر، أصر على أنه "يتحدى الاحتلال"، خاصة أنه ينحدر من عائلة فلسطينية عريقة معروفة بثرائها ونجاحها في مجال الأعمال والدهاء السياسي أيضًا.
وتعد مشروعاته العقارية، المعرضة للمخاطر، صورة مصغرة لعملية صناعة السلام المضطربة بين إسرائيل والفلسطينيين، وكذلك شبكة العلاقات المعقدة في الأراضي المحتلة.
وبحلول مطلع 2014 اشترى أكثر من 600 عائلة عقارات في هذا المشروع الحلم، ومن بين هؤلاء أيمن وسهاد إبراهيم، أول من زارا صالة العرض المعدة على العشب المشذب مع أشجار نحيلة وتماثيل رشيقة.