«وفد روسى» يزور الضبعة الأسبوع المقبل لتفقد مقر إنشاء المحطات النووية
كشف الدكتور محمد اليمانى، المتحدث باسم وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة، فى تصريحات لـ«الوطن»، عن أن وفداً من هيئة الطاقة النووية الروسية «روساتوم»، سيزور موقع الضبعة الأسبوع المقبل، لتفقد مقر إنشاء محطة الطاقة النووية، مضيفاً أن رؤساء الهيئات الثلاث فى مصر «المحطات النووية، والطاقة الذرية، والرقابة الإشعاعية»، سيتوجهون خلال ساعات إلى روسيا لمناقشة الإجراءات التحضيرية قبل التعاقد الرسمى مع شركة «روساتوم»، لإنشاء 4 على مدار 4 أعوام.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى قد أعلن، قبل أيام، فى مؤتمر صحفى مع نظيره الروسى فلاديمير بوتين، عن التوقيع على مذكرة تفاهم بين البلدين لإنشاء أول محطة نووية لإنتاج الطاقة الكهربائية فى مصر، وتقام المحطات الأربع فى منطقة الضبعة على البحر المتوسط، على مسافة نحو 260 كلم غرب الإسكندرية.
من جانبه، قال الدكتور خليل ياسو، رئيس هيئة المحطات النووية، إن الهيئة الهندسية للقوات المسلحة انتهت من عمليات تجهيز موقع الضبعة، بعد إعادة البنية التحتية للموقع الذى تعرض للتدمير نهاية عام ٢٠١٢، وأنشأت المبانى الإدارية للعاملين بالمحطة والمنطقة السكنية التى سيعيش بها أهالى الضبعة والعاملون بالموقع، إلا أن إعادة إنشاء محطة تحلية المياه، بعد تدميرها فى وقت سابق، سيكون ضمن اتفاقات مصر مع الجانب الروسى فى إطار تجهيز الموقع للعمل خلال الأشهر المقبلة، مشيراً إلى أنه من المقرر أن تسلم الهيئة الهندسية موقع الضبعة خلال أسابيع للهيئة النووية، لبدء الإعداد لإنشاء المحطات الأربع بالتعاون مع الجانب الروسى.
وكانت الهيئة الهندسية للقوات المسلحة قد تسلمت موقع الضبعة من الأهالى فى أكتوبر ٢٠١٣، بعد تعرضه للتدمير، ووعدت الهيئة بتعويض الأهالى عن أراضيهم نظير استخدامها لإنشاء المحطات النووية.
من جانبه، أكد الدكتور على عبدالنبى، رئيس المشروعات النووية الأسبق، أهمية وضع خطة زمنية لإنشاء المحطات النووية، قبل التفاوض والتعاقد الرسمى مع الجانب الروسى المنفذ للمشروع، عقب توقيع مذكرة التفاهم بين الطرفين، مطالباً الرئيس عبدالفتاح السيسى باعتبار تاريخ إعلان إسناد إنشاء المحطات النووية لروسيا، ١٠ فبراير، عيداً للطاقة النووية، خاصة أن تنفيذ روسيا للمشروع النووى يعد نقلة حضارية لمصر بعد مشروع السد العالى ونصر 6 أكتوبر، وسيحولها من دولة مستهلكة لدولة مصنعة، مقترحاً استحداث وزارة للطاقة النووية.
وأضاف «عبدالنبى»: «التكنولوجيا الروسية تمتاز بالاعتماد على المحطات النووية من الجيل الثالث، ومفاعلات الماء المضغوط، التى أجريت عليها العديد من التجارب التشغيلية التجارية، وستلجأ روسيا لاستخدام مفاعلات من نوع (vver1200) التى راعت تجنب أى مشكلات واجهتها المفاعلات النووية على مستوى العالم، ومراعاة الدروس المستفادة من جميع الحوادث النووية السابقة مثل حادث تشرنوبل ١٩٧٤ أو ثرى مايل أيلاند عام ١٩٧٩ أو حادث فوكوشيما عام ٢٠١١».
وأوضح أن العمر الافتراضى للمحطات النووية الروسية من الجيل الثالث، يصل إلى ٦٠ سنة ويمتد لـ١٠٠ سنة، ومفاعلاتها تمتاز بعوامل أمان تمكنها من تجنب أى تأثير حال انقطاع مفاجئ للتيار الكهربائى عن دورة التبريد للمحطة النووية، فى حال وقوع كوارث أو حوادث طبيعية أو مفتعلة، لاعتمادها على النظم السلبية فى التشغيل التى تعمل بقوى الطبيعة أو الجاذبية الأرضية، ما يزيد من عامل الأمان بالمحطة النووية، مشيراً إلى أن المفاعلات الروسية تحرق وقوداً أقل من مفاعلات الجيل الثانى، التى تروجها أمريكا، ما يجعل المفاعل النووى يعمل لمدة عامين دون انقطاع لتوافر الوقود الكافى.
وتشارك شركة «روساتوم» الروسية للطاقة النووية فى بناء عدد من المحطات فى منطقة الشرق الأوسط، على رأسها إيران، بالاتفاق على بناء مفاعلات نووية تزودها روسيا بالوقود النووى وتسترده بعد استنفاده لإعادة معالجته، كما أعلنت «روساتوم» خلال الأشهر الماضية اعتزامها بناء محطة «اكويو» الذرية فى تركيا، ووقعت حكومتا روسيا والجزائر اتفاقية بشأن التعاون فى مجال استخدام الطاقة الذرية للأغراض السلمية.
وأوضحت مجلة علماء الذرة الأمريكية، فى تقرير سابق، أن روسيا تمتلك أكبر ترسانة نووية فى الوقت الراهن، وتبلغ 8500 رأس نووى، وتستأثر موسكو وواشنطن، بحوالى 90% من مخزون الأسلحة النووية فى العالم.
"الحلم النووي".. من "ناصر وخوروشوف" إلى "السيسي وبوتين"