«الوطن» تنشر المخطط النهائى لإعادة تطوير «مثلث ماسبيرو»
تنشر «الوطن» المخطط النهائى لإعادة تطوير منطقة «مثلث ماسبيرو»، بعد توقيع المهندس إبراهيم محلب، رئيس الوزراء، على المخطط الثلاثاء الماضى، عقب التوافق بين الأهالى والمستثمرين والمُلاك.
ويتضمن المخطط، تقسيم المثلث إلى 3 مناطق، وهى «استثمارية وخدمية وسكنية»، على أن يكون موقع المنطقة الاستثمارية المُقسم على مربعين، مواجهاً لشارع الكورنيش وملاصقاً لفندق «هيلتون رمسيس»، ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون ووزارة الخارجية، ويأتى موقع المناطق السكنية المُقسم إلى مربعين، مطلاً على شارع 26 يوليو، فى حين تأتى المنطقة الخدمية التى من المقرر أن تتضمّن مولات تجارية، فى وسط المثلث، وتم تضمين محطة المترو الجديدة التى تحمل اسم «ماسبيرو»، داخل التجمعات السكنية لخدمة أهالى المثلث.
ووفقاً للمخطط، فمن المقرر أن تتضمّن المنطقة السكنية، إعادة تطوير وبناء 3 وحدات صحية، و4 مدارس متنوّعة ما بين «رياض الأطفال والابتدائى والإعدادى والثانوى»، فضلاً عن توفير منافذ لتوفير السلع التموينية والخبز، ومن المقرر أن يتضمّن المشروع منطقة سكن مميز وأنشطة سياحية وترفيهية، ومبانى إدارية، إضافة إلى صالات عرض ومتاحف ومناطق خضراء وجراجات وأماكن انتظار للسيارات. وكشف مصدر بوزارة التطوير الحضرى والعشوائيات، لـ«الوطن» أن إتمام مراسم توقيع الاتفاق يعد الخطوة «الأساسية» لحل أزمة «مثلث ماسبيرو» نهائياً، موضحاً أن الدكتورة ليلى إسكندر، وزيرة التطوير الحضرى، حصلت على «موافقة شفهية» من الرئيس عبدالفتاح السيسى قبل أيام لإجراء المناقصة العالمية لاختيار الشركة التى ستتولى تطوير أعمال المثلث، مشيراً إلى أن الوزارة تنتظر وصول الموافقة الرسمية المكتوبة، للبدء بعدها فى إجراءات المسابقة، لإجراء المناقصة فى نهاية مارس المقبل.
وقال المصدر إن من المقرر أن ترسل رئاسة الجمهورية هيئة قانونية إلى مقر وزارة التطوير الحضرى خلال الأيام المقبلة، للاطلاع على جميع مستندات المشروع، سواء من حيث عقود الشراكة الموقعة فى عهد حكومتى «عصام شرف وكمال الجنزورى» فى عامى 2011 و2012 أو الشركات الاستثمارية الكويتية والسعودية التى حصلت فى ذلك التوقيت على حق الاستثمار فى المثلث، فضلاً عن قيام الهيئة القانونية بمراجعة جميع عقود الملكية التى بحوزة الأهالى للتأكد من حقوقهم التاريخية فى ملكية المثلث.
وأضاف أن الحصر المبدئى لـ«مثلث ماسبيرو» يشير إلى أن بها حوالى 3100 أسرة ونحو 857 محلاً تجارياً، مؤكداً أن محافظة القاهرة، وتحديداً «حى بولاق» جاهز لعمليات الحصر، ولديه قواعد صارمة فى الحصر وتقييم سندات الشخص المتقدم، للتأكد من سلامة مستنداته، وقواعد لا يمكن أن تحيد عنها، مؤكداً أن «محلب» أصدر تكليفاته بالتعامل بدقة وبمنتهى الحسم فى هذا الأمر.[SecondImage]
ووفقاً لقانون البناء رقم 119، فينص القانون على ضرورة توافر «الاشتراطات البنائية» فى المبانى الجديدة التى سيتم بناؤها، حيث يتم المفاضلة حالياً ما بين بناء نوعين من المبانى السكنية، أولهما يتكون من 12 طابقاً سيكون مخصصاً للأهالى فى المنطقة السكنية، والنوع الثانى يتكون من 6 طوابق سيكون موقعه داخل المنطقة الاستثمارية.
وعن تفاصيل إجراء المناقصة، قال المصدر إن من القرار طرح المخطط التصميمى على جميع الشركات التى تنوى المشاركة، وسيطلب منها إرسال التصميمات إلى وزارة التطوير الحضرى لعرضها على مجلس الوزراء، على أن يتم بعدها التصفية من بين 10 تصميمات لـ10 شركات، من خلال لجنة مختصة، وعليه يتم اختيار الأفضل من حيث معايير «الالتزام بتصميم الحكومة، وتوفير سُبل الرعاية والاهتمام من خلال توزيع منافذ الخدمات داخل المثلث»، على أن يتم بعدها إرسال المخطط إلى المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية العمرانية للموافقة عليه، على أن يتم العمل والتنفيذ الرسمى، طبقاً لمصادر التمويل التى أقرّها المجلس الأعلى.
من جهته، يتولى المجلس الأعلى للتخطيط والتنمية حالياً الإشراف على إعداد مخطط تطوير شامل لمنطقة «مثلث ماسبيرو» يتناسب مع قيمة المنطقة، ويعمل على تطوير الواجهة النيلية لها، ويأخذ بعين الاعتبار جميع النواحى العمرانية والاجتماعية والاقتصادية ويتكامل مع المخطط المقترح لتطوير منطقة القاهرة الخديوية الذى أعدته الهيئة بالتعاون مع محافظة القاهرة وجهاز التنسيق الحضارى من خلال أحد بيوت الخبرة العالمية، سيتم تسليمه للشركة الفائزة فى المناقصة.
وأشار المصدر إلى أنه بمجرد إتمام التعاقد مع الشركة التى ستفوز فى المناقصة، سيتم تشكيل لجان مشتركة ما بين الشركة والوزارة، بحضور ممثلين عن هيئة المساحة، والنزول إلى المثلث ومراجعة مستندات ملكية الأهالى للأراضى، قبل البدء فى عملية التطوير، خصوصاً فى ظل عدم وجود قاعدة بيانات كاملة عن المساحات الفعلية المملوكة للأهالى، موضحاً أن وزارة الخارجية ومبنى اتحاد الإذاعة والتليفزيون سيشاركان فى عملية تطوير المثلث من خلال دفع رسوم لم يتم تحديدها بعد.
وكشفت البيانات الأولية عن أن مساحة «مثلث ماسبيرو» تبلغ نحو 73 فداناً وعدد سكانها نحو 7 آلاف نسمة، وستقام مجموعة عمارات بالمرافق على مساحة 15 فداناً تشمل حالياً مناطق حكر أبودومة والقلاية والشيخ على وشركس. وتقوم فى الوقت الحالى شركة «هيل إنترناشيونال» بتقديم الدعم الفنى لإعداد مستندات الطرح وكراسة الشروط والمواصفات العالمية لإعادة تخطيط المنطقة فى مسابقة عالمية كمشاركة مجتمعية ودون أجر، وقد تم توقيع عقد الخدمة الاستشارية مع شركة «هيل» ومكتب «جيت واى».
وتتواصل وزارة التطوير الحضرى فى الوقت الحالى، مع عدد من شباب المنطقة، الذين قاموا بإجراء دراسات حول علاقة سكان مثلث ماسبيرو وبالمكان، ودرجة القرابة بين المجموعات الموجودة فى المنطقة، وما أكثر شىء يربطهم بالمكان، وكم شخصاً يريد الخروج منه، وكم شخصاً يريد المكوث فيه، واتضح أن 95% من سكان المثلث اختاروا البقاء فيه بعد تطويره. وأكدت الدراسة أن عدد المحال التجارية الموجودة بالمثلث بلغ 900، وتعمل معظمها فى تجارة الملابس القديمة، أو الحديد الخردة، أو الميكانيكا، فضلاً عن محال البقالة وغيرها، ومعظمها فى منازل آيلة للسقوط أو متهالكة.