أتستبدلون جلباب الدواعش بجلباب السلفيين؟ والله ليس بخير، بل هو أقصر، لا فى الشتاء يدفئ، ولا فى الصيف يستر. أتحاربون سيف الدواعش بسيف السلفيين؟ والله ليسوا بناصرينا، بل السيفان يحكمان ويكفران ويقتلان، ولا يصدعان للفكر والرأى. أتدفعون مكر الدواعش بمكر السلفيين؟ والله إن مكرهما لتزول منه الجبال، انظر كيف كان عاقبة المكر الواحد، فما بالك بمكرين؟ أتأتمنون السلفيين حراساً على تراثنا وعقيدتنا ولا تأتمنون الدواعش؟ والله كلهم يبيعونهما ويشترون بثمنهما الجوارى والسبايا. أتقيمون ميزان السلفيين بيننا وبين الدواعش؟ والله تلك قسمة ضيزى، إذا اكتالوهم يستوفون وإذا اكتالونا يخسرون. أتحسبون أنكم تحسنون صنعا؟ والله بارت تجارتكم، وفسدت بضاعتكم، وساء ما تصنعون وضعف الطالب والمطلوب.
يا أيها الوزير الشجاع.. من سحب سيف شجاعتك؟ من غير أثناء المعركة فرسانك؟ من وقع صك الاستسلام عنك؟ من أخافك وروعك؟ من أفزعك وهددك؟ من دلس عليك وغشك؟ من قطع حبال صبرك؟ من مستشار الغبرة الذى نصحك وضللك؟ من قال لك إن البوم ترحم فرائسها وأن ملمس الحية الحريرى وسائد راحتنا؟ من سقاك سمها فى عسلك؟ من طبيبك الجاهل الذى يداوى بالتى كانت هى الداء؟
يا سيدى.. النار لا تأكل بعضها بل تزيد مساحة حرقها. والضباع الجائعة تتقاتل على الفريسة بعد قتلها. ارجع إلينا، ولا تأمن لحاهم وتقواهم وورعهم وكثرة صلاتهم حتى لو جعلوك إمامهم ومولاهم.
يا سيدى الوزير.. أرأيت رضيعاً حرمته مرضعته حنان ثدى أدماه؟ هل سمعت عن أب مات غاضباً من ابن جافاه؟ هل رأيت أمّاً تدعو على ابنها من أذاه؟
السلفيون مراضع الدواعش، قلوب جافة قاسية، صفاؤها مقطوع، ووصالها ممنوع، وبكاؤها مصنوع، وحنانها مرفوع.
إذا ابتسم لا تأمنه، وإذا بكى لا تصدقه، وإذا غضب لا تسلمه، وإذا تودد لمصلحته، وإذا استقوى عليك وملكك أهلكك.
اقرأ معى وراجع الدرس ربما قد أنساك القرب منهم.أكنت معنا يا سيدى الوزير فى غزوة الصناديق، ومنع المسيحيين فى المدن والقرى من الوصول إلى صناديق الاقتراع؟ أكنت معنا فى جمعة قندهار؟ أكنت معنا حين أقاموا الحدود من قطع يد وأذن وتهجير وتشريد، وحرق كنائس؟ أكنت معنا فى الجماعات التى جابت قرانا ومدننا، تدعو للمعروف، وتدعوهم لزواج الصغيرات، ودفع الجزية؟ أرأيتهم ينهون عن المنكر ويرتكبونه فى الطرقات المظلمة؟ أكنت معنا يوم خافت بناتنا ونساؤنا من السير بمفردهن فى شوارعنا المرعبة؟ إياك أن يقولوا لك لسنا نحن، بل هم، وصبيانهم، وداعشيوهم، ومجاهدوهم، وأولهم وأوسطهم وآخرهم وليس غيرهم.. يلبسون لباساً وسراويل بيض للصلاة ولباساً أسود بلون الليل للذبح. فى استقوائهم بالإخوان كانوا أشداء غلاظاً علينا.. وفى قوتنا وبأسنا وشدتتا وقلة حيلتهم وهوانهم علينا استضعفوا واستكانوا، فإذا اعتلوا المنابر اعتلونا بلا عودة، وإذا امتطوا رقابنا ذبحونا كذبح الدواعش.
اسأل نفسك لماذا هربوا من امتحان إجازة صعودهم المنابر الذى عقدته وزارتك؟ عندى لك الإجابة، حتى لا يجيبك بغير اعتقاده، ولا يلتزم بغير التزامه، ولا يخرج من عهد الغير إلى عهدك، ولا من بيعة باع فيها نفسه إلى بيعة يشترى فيها الوطن.
أسألك سؤالاً آخر: لماذا الآن؟
أجيبك: حتى تكون المنابر دعاية لمرشحيهم وإذا اعتلوها لن تقدر عليهم، بأسهم فى أيديهم، فإذا دخلوا من الشباك خرجنا من الباب وإذا دخلوا من الباب خرجنا إلى المقابر.
أسألك سؤالاً ثالثاً: لماذا أيدوا وأشادوا بدستور الإخوان وناموا بجواره حتى مر بسلام؟
ورابع: لماذا أقسموا على دستورنا ألا يمر إلا على رقابهم ولماذا أجازوه فجأة غير حزانى ولا ندامى؟
وسؤالاً خامساً: لماذا اختفى السلفيون فى الاستفتاء على الدستور بعد أن هللوا وكبروا وناموا وقاطعوه فى بيوتهم؟
وسادساً: لماذا بايعوا السيسى وجابوا البلاد شرقها وغربها داعين لمن انعقدت له البيعة وأبطلوا أصواتهم، حتى مر بغير رضاهم؟
أجيبك على الأسئلة الستة بإجابة واحدة: «السلفيون والدواعش وجميع الفصائل التكفيرية والإخوان هدفهم واحد وهاجسهم واحد وهو الخلافة، وتطبيق شريعة مشايخهم، كلهم بأسهم شديد، وقلوبهم شتى.
تعالَ لأولهم (السلفيين)، فهم وهابيو المذهب والفكر والعقيدة.. ابن تيمية شيخ إسلامهم وابن عبدالوهاب إمامهم، وأموال الوهابيين وثرواتهم هى غنيمتهم وغذاؤهم وكساؤهم، وولاؤهم وبيعة ابتاعوها.. يسمعون أوامرهم، ينفذون البعض جهراً ويتركون البعض سراً، ظاهرهم الرحمة وباطنهم العذاب.. أتدرى لماذا؟ ذاك موضوع آخر.
يا سيدى الوزير.. تذكر كلماتى إليك فى لقاء جمعنا (لا تتراجع ولا تستسلم، سنضمك إلى عظماء مصر، الإمام محمد عبده، والأفغانى، وعلى عبدالرازق، قلت لى: لن أتراجع ولا أخاف).. هل أتعبك الطريق، أو خفت المصير، أو حيروك وأتعبوك أو أن الرفاق ضللوك؟، ارجع فى قرارك، قديماً قالوا فى قرانا «ساعة ندالة ولا ندم طول العمر».