والد ضحية "كنتاكى" بقويسنا للإرهابيين: "كفاية.. حرام عليكم"
كل ذنب الشاب بولا سمير، ابن مدينة بركة السبع بالمنوفية، الذى لم يكمل عامه الـ17، أنه خرج ليبحث عن لقمة عيش «حلال» فى أحد المطاعم الشهيرة بمدينة قويسنا، فعاد إلى أسرته جثة «متفحمة»، على يد مجهولين تابعين لإحدى الخلايا الإرهابية المرتبطة بـ«الإخوان»، الذين أحرقوه حياً داخل فرع مطعم «كنتاكى».
لم يمنعه صغر عمره من البحث بجدية عن فرصة عمل، يساعد بها والده المريض بالفشل الكلوى، وشقيقته الصغيرة «مارسيليس»، حتى لو كانت تلك الفرصة فى مدينة أخرى تبعد نحو 25 كيلومتراً عن محل إقامته، يقطعها يومياً ذهاباً وإياباً، وحتى لو كانت تلك الفرصة شاقة.
وبعد مرور قرابة الشهر على استشهاد بولا على يد أنصار الإخوان، قال والد الشهيد لـ«الوطن»، إن «بولا ذهب إلى خالقه، وربنا يتولانا برحمته، فالجميع يسأل علينا، سواء من الشركة التى كان فيها عامل ديليفرى، أو من الكنيسة، أو من الأهالى».
وأضاف «بولا مايغلاش على خالقه»، مؤكداً أنه كان سنده فى الحياة، كما أنه طلب أن يصرف على نفسه، وبدأ حياته العملية مبكراً، و«رغم أننا كنا نرغب فى تزويجه، إلا أنه أصبح الآن عريساً فى الجنة».
وقال الأب، وهو يغالب دموعه، موجهاً كلامه إلى الجماعات الإرهابية: «حرام عليكم كفاية اللى بتعملوه فى ولادنا» مضيفاً «ابنى كان رايح ياكل عيش، تعملوا فيه كده ليه؟ سواء كان مسلماً أو مسيحياً، هو كان يبحث عن لقمة العيش، تعملوا فيه كده ليه؟».
ومن جهتها، قالت مارى رمسيس، والدة «بولا»: «لا نثق إلا فى قضاء ربنا، ولا نتابع سير التحقيقات، لأننا نخاف أن يتم القبض على شخص برىء، ويحاكموه بتهمة قتل ابنى ظلماً، فبولا راح عند اللى أحسن من الكل»، وأضافت «الفراق صعب، خاصة أنه كان سندنا، لكنه الآن ذهب فى رحلة أبدية، وليس لنا أى اعتراض، ونعلم أن بولا سيشفع لنا عند ربه».
كان مجهولون هاجموا فرع مطعم «كنتاكى» على طريق القاهرة - الإسكندرية الزراعى، فى مدينة قويسنا، صباح 5 فبراير الماضى، باستخدام قنابل المولوتوف، كما أطلقوا أعيرة نارية على المطعم، قبل أن يلوذوا بالفرار، فيما أسرعت قوات الحماية المدنية إلى الموقع، وتمكنت من السيطرة على الحريق، الذى توفى فيه الشاب بولا.