عندما قررت أن أكتب مقالاً عن زوجتى، فكرت كتيييييير يا ترى أكتب عن قصة تعارفنا.. لا قديمة أوى، طب أكتب عن مغامراتى مع حماتى، اللى دايماً باقول لها ينطبق عليكِ المثل القائل «يخلق من الفسيخ شربات»، لا برده دى حاجة بتتكرر فى كل بيت مصرى بلا استثناء، ده غير أن مش بعيد دعاء مراتى بعد ما تقرا المقال تتغر عليا، ما هى الشربات بقى، طب أتكلم عن خناقاتى اليومية أنا ودودو حبيبتى على تراب شاشة التليفزيون اللى باكون عارف كويس أنها بتمسحه كل يوم، لكن ده مايمنعش إنى آخر اليوم لازم آجى أزعق وأعمل فيها «أبلة نظيفة» وطبعاً «القطنة مابتكدبش»، مع العلم إنى عارف ومتأكد إنى باتلكك فى القصة دى عشان أحب أكون راجل فى بيتى بأى شكل، ولا عن «تميم» أحلى نسخة مصغرة منى أنا و«دعاء»، بعد تفكير عمييييييق ولأنى بطبيعة الحال «طفس» أحياناً، قررت أتكلم عن أكل «دعاء». فى الوقت الذى أسمع فيه عن معاناة زميلاتى فى الشغل فى التوفيق بين الشغل والأولاد والمطبخ، تلك المعادلة الثلاثية الصعبة وقتها أعود إلى منزلى وأسجد لله شكراً على نعمة أن مراتى «عاطلة» آه والله فرحان بالكلمة رغم قسوتها، وأعود مرة أخرى لأستمع إلى قصص من حولى وأسألهن «طب يوم الإجازة بقى أكيد بتعملى فيه المحمر كله.. والّا إيه؟» فتأتى الإجابات صادمة «هو أنا واخدة إجازة عشان أقف فى المطبخ مش كفاية عليا العيال»، هنا أتمنى لو أن زوجتى أمامى لأقبّل يديها، فهى التى يلاحقها ابننا الجميل «تميم» طوال اليوم بطلباته «اللى مابتخلصش» ومراعاتها الدائمة والدؤوبة لتنظيف المنزل، إلا أنها لا تتأخر يوماً فى القيام بدورها كـ«ست بيت شاطرة» أكلها عندى أفضل من الشيف شربينى ونجلاء الشرشابى كمان. فجأة بدأت أشعر بالجوع لمجرد أن تذكرت وقفة دودو حبيبتى فى المطبخ، روائح من أجمل ما يكون تعبئ المكان، ترفض أن تقول لى عما فى الفرن «خليها مفاجأة»، وكل مفاجأة فى الحقيقة تكون أحلى مما قبلها، طبق الفراخ بصوص الليمون ماعرفتش مدى جماله إلا فى بيتى من إيد دعاء، صينية تشيز كيك بكل ما فيها من جمال وروعة، والّا تورتة كيت كات، لا بقى خلاص أنا جعت. ولأنى بطبيعة الحال «تنك» أبدأ كلامى مع دعاء يوم ما تعمل أكل جديد بجملة واحدة «انتِ لسه فى مرحلة التجربة، ولو ماعجبنيش ماتزعليش»، وبصراحة لم يمر علىّ يوم واحد أجد فيه أى ملاحظة على أكلها، وإن كان مَثَل أقرب طريق لقلب الراجل معدته، من وجهة نظرى «مثل أهبل»، فإنى لا أنكر أن مشكلات اليوم بكل ما فيه تنتهى عند أول ملعقة من أكل ست الستات حبيبتى. دعاء.. حبيبتى وزوجتى وأم هدية عمرى تميم، أدامك الله علىّ نعمة تعرف عنى أكثر مما أعرفه عن نفسى، فمن غيرك كان شريكى فى كل خطوباتى السابقة وكاتمة أسرارى «اللى عرفت عنى كل البلاوى»، ومع ذلك ظلت تحبنى، حقاً.. أحبك.