"عدى" و"محمود".. حكاية أصغر طفلين مع الإرهاب فى الشيخ زويد
يستيقظ الطفلان فى فزع فجراً، يصرخان، يتوجعان من آلام الإصابات التى كادت تفتك بهما، تسارع العائلتان المتجاورتان بإحدى قرى الشيخ زويد بشمال سيناء، بالفرار بهما من المنزلين بحثاً عن النجاة بعد أن تعرضا فى توقيت واحد لقذائف «الإرهاب الأسود».. الأول «عدى» الذى لم يتجاوز العامين، وتحسنت حالته قليلاً، ليجد نفسه فقد الجد بعد أن لقى مصرعه، فيما ترقد أمه بين الحياة والموت بالعناية المركزة، والثانى «محمود»، الذى يكبره بعدة أشهر، ولا يزال فاقد الوعى.
«صحينا الساعة 4 ونص الفجر، على صوت حرب، ولقينا البيت وقع علينا.. جرينا بسرعة عشان ننجى بنفسنا، لكن للأسف جوزى، كبير العيلة، توفى، وبنتى فى العناية المركزة لحد دلوقتى، وحفيدى يا عين قلبى راقد على السرير بعد الشظايا اللى جت فى جسمه»، تحكى جدة «عدى أحمد»، وتصف المشهد «شُفت العناصر الإرهابية بعينى صعدوا أعلى مدرسة قبر عمير، كنت صاحية فى الوقت ده، وشُفتهم بيضربوا عشوائى على البيوت والجيش»، يقطع حديثها البكاء، ثم تحاول أن تتمالك نفسها لتقول «والد عدى متوفى من فترة.. وجده مات، وأمه فى العناية. مالهوش غيرى دلوقتى، وإحنا مالناش غير الجيش، يارب يمكن أولادنا من تنضيف سينا من الخونة والتكفيريين». حالة «محمود محمد»، تشابهت مع حالة «عدى» فى مقدماتها، لكن النتائج مختلفة، يقول عم الطفل «محمود سنتين ونصف، وحجم الإصابات اللى اتعرض ليها كبير وأكبر من سنه، وهو لسه فاقد الوعى تماماً.. بس الحمد لله إنها جت على قد كده»، موضحاً أن المنزل تهدم على أفراد الأسرة، واستطاعوا إنقاذهم بمعجزة دون حالات وفاة «كل أفراد البيت مصابين، وربنا وحده قدرنا على انتشالهم من تحت الأنقاض بأعجوبة»، مشيراً إلى أن الطفل محمود الأكثر إصابة فى جميع أنحاء جسده، لكن الأم والأب بحالة جيدة، ولم يتعرضا سوى لبعض الكدمات «التكفيريين معندهمش رحمة، بياخدونا ستار يتحاموا فينا من الجيش، ويضربوا فينا عادى جداً، لأنهم مايعرفوش شرع ولا دين ولا شرف».