بدايةً.. سيبوكو من الحوثيين وتعالوا نشوف حوستنا:
خمس جهات عالمية تُمهل الحكومة 6 أشهر لتصحيح أوضاع «إنفلونزا الطيور»، بعد أن أعلنت منظمة الأغذية والزراعة بالأمم المتحدة (FAO) عن أن مرض إنفلونزا الطيور تغلغل فى الدواجن المصرية!!
أكد التقرير الصادر منذ 3 أسابيع فشل الأجهزة الحكومية، مما تسبب فى وفاة 33 مصرياً خلال الشتاء الماضى، وإصابة 252 شخصاً، لتصبح «المحروسة» أكثر دول العالم تضرراً من فيروس H5N1، من حيث حالات الإصابة البشرية (37% من جميع الحالات، فى جميع أنحاء العالم)!!
وقال خبير «الفاو» مالكوفلانجان: لقد أصبحت مصر فى موقف بالغ الصعوبة، بعد إدانة التقرير الدولى للإجراءات الهزيلة، وتقصيرها فى مواجهة الوباء.
وفى النهاية، أمهلت لجنة التفتيش مصر مدة 6 أشهر لتوفيق أوضاعها، ومحاصرة المرض، قبل أن يتحول إلى «وباء» يهدد العالم، ويودى بحياة الملايين من البشر!!
الخطورة فى أنه إذا فشلنا فى توفيق أوضاعنا، خلال الأشهر الستة المقبلة، فقد تصل القرارات إلى:
1 - حظر السفر إلى مصر.
2 - احتجاز المصريين المسافرين بمناطق الحجر الصحى بالمطارات والموانى (حتى يتم فحصهم، للتأكد من خلوهم من المرض)، خصوصاً بعد أن أصدرت خمس جهات دولية منها «منظمة الصحة العالمية، منظمة صحة الحيوان الدولية، هيئة الأوبئة الأمريكية، معامل نمرو التابعة للبحرية الأمريكية» تقارير مفصلة عن حقائق تفشى الفيروس فى مصر، ونشرته «الفاو» على موقعها الرسمى!!
مش قلت لكم «طول ما ظاظا بيحكم مصر هنروح فى 60 داهية، وبعدين نرجع نعيَّط، ونعلَّق الشماعات، ونوزع الاتهامات على المؤامرة الكونية».
وأصل الحكاية أن الجهاز الحكومى مطلوب نسفه وليس إصلاحه، فالفساد بكل أشكاله وصوره منتشر كالسرطان فى جسم المنظومة الإدارية.. وضربنا لكم مثالاً يحدث بوزارة الزراعة، فرئيس هيئة الخدمات البيطرية، المسئولة عن هذه الكارثة، جاى بالكوسة، وعندما انتهى موعد انتهاء مدة انتدابه بعد 4 سنوات، جاب جواب من جهة سيادية (اسمها كده) بأنه: لا مانع من التجديد لسيادته!!
السؤال: هل هذه الجهة «المتسيدة على نفسها» عندها خبر بهذا التقرير الخطير؟ وهل رئيس هيئة الرقابة الإدارية الجديد، المكلَّف من الرئيس بالضرب بيد من حديد على رؤوس الفساد، لديه صلاحية لمحاسبة الجهة السيادية التى أصدرت هذا الخطاب؟!
هذا عن رئيس الهيئة.
ننزل لرئيس قطاع الإنتاج الحيوانى، وعشرات التليفونات التى تلقيتها من كل حدب وصوب عن أن الأستاذ «ظاظا» أصلاً ليس طبيباً بيطرياً، ولا علاقة له بالإنتاج الحيوانى، أو الداجنى (وهذا حال كل «ظاظا» بالهيئات الحكومية) بالواسطة، بالمحسوبية، بالكوسة.. قُل ما شئت.. فجبل الفساد الإدارى غاطس فى أعماق المحيط، لا يظهر منه سوى القمة (واسألوا عبعزيز، المتحدث الإعلامى باسم مافيا الاستيراد)، وما المرتب الشهرى الذى يحصل عليه من هذه العصابات؟ (وما خفى كان أعظم)!!
جاءنى الآن بلاغ جديد من أعضاء الاتحاد العام لمنتجى الدواجن، قدموه إلى وزير الزراعة د.صلاح هلال، يتضمن 24 مطلباً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صناعة الدواجن، المستثمر فيها 25 مليار جنيه، ويعمل بها 2 مليون عامل، بعد أن خسرت هذا العام خمسة مليارات، وأغلقت مزارع صغيرة أبوابها، وتم تسريح العمالة بها!!
يطالبون بـ:
1 - عدم التجديد لرئيس الهيئة، رغم الخطاب الذى حصل عليه من صديق له بأحد الأجهزة «المتسيدة»، يخيف به وزير الزراعة، ويرغمه على تجديد انتدابه، لأربع سنوات جديدة.
2 - إقالة «ظاظا» رئيس قطاع الإنتاج الحيوانى، بعد أن دمر الثروتين الداجنة والحيوانية و... و...
السؤال: هل يفلت هؤلاء، وأمثالهم، من المحاسبة والعقاب على ما ارتكبوه من جرائم فى حق هذا الوطن.. أم نتركهم بما كسبوا واكتسبوا، بحجة عفا الله عمَّـا سلف؟ ومن سيدفع لمنتجى الدواجن والحيوانات كل ما خسروه من مليارات، ومن سيعـَّوض العمال، الذين شرًّدتهم القرارات العشوائية والفاسدة، والتى جاءت كلها، فى مصلحة عصابة مافيا الاستيراد.. وإلى متى ستظل الدولة تحارب الإنتاج وتعاقب المنتجين؟
صباح الخير سيادة الرئيس
شكراً.. على بدء حربكم للفساد، بعد أن «آن الأوان وقذح».. وبات الجهاز الإدارى الحكومى فاسداً من قمة رأسه لأخمص قدميه.. ولم يعد هناك «ورقة مختومة»، أو تصريح أو موافقة، أو إذن.. بدون رشاوى (وعلى عينـك يا تاجـر)!
ثانياً: اسمح لى أقول لسيادتك إن بداية الحرب على الفساد تبدأ من تطهير الأجهزة الرقابية نفسها.. فهذه الأجهزة الرقابية كثير من أفرادها وقياداتها كانوا مشاركين ومتواطئين فى الفساد.. وهاتوا الدفاتر تتقرا، أيام إبراهيم سليمان!!
ثالثاً: الرقابة الإدارية.. مطلوبة جداً الآن، لكنها سلاح ذو حدين، الحد السلبى لها أنها أحياناً تخيف الموظف الشريف (الجبان)، وأحياناً يتعلل بها الموظف المرتشى لوقف حال الناس، أو لرفع (الفيزيتا).. ولهذا وجب التنبيه لنجد حلا لهذه المعضلة!!
عموماً.. ربنا معانا ومعاكم فى هذه الحرب الشرسة، بعد أن توطَّنت عائلة «آل كابونى» بالمحروسة، وبعد أن تغلغلت «المافيا»، وترسَّخت جذور (جماعات المصالح) التى تخفَّت وخافت بعد 25 يناير، ثم عادت الآن بلا أدنى حياء.
ونستكمل الثلاثاء المقبل.