السلطات العراقية تتحقق من مقتل "الدورى".. وخبراء: "داعش" فقد العقل
تواصلت حالة الجدل بشأن مقتل نائب الرئيس العراقى الأسبق والأمين العام لحزب «البعث» عزة إبراهيم الدورى، حيث أعلنت السلطات العراقية نقل الجثة التى سقطت فى المعارك فى محافظة «تكريت»، ويشتبه فى أنها تعود لـ«الدورى»، إلى العاصمة «بغداد» وتسليمها إلى السفارة الأمريكية فى العراق للحصول على عينة من الحامض النووى للتأكد من هوية الجثة، حيث أعلنت السلطات العراقية أن الجثة موضع التحقيق تعود لواحد من 12 شخصاً قتلتهم القوات الأمنية ومسلحون موالون لها خلال معارك فى «تكريت» صباح أمس الأول. وقال الفريق الركن عبدالأمير الزيدى، لـ«فرانس برس»، إن «الجثة تحمل ملامح وبصمات الدورى بشكل كبير جداً.. شاهدت الجثة، ومن خلال مشاهدتى للملامح، هى تحمل صورة الدورى التى فى ذهن العراقيين»، مضيفاً أنها تعود له بنسبة «95%».
ورغم تضارب الأنباء حول مقتل «الدورى»، اعتبر عدد من الخبراء العراقيين أن مقتله سيمثل خسارة فادحة للتنظيم الذى تشن القوات العراقية حرباً واسعة ضده بمساعدة طائرات التحالف الدولى. وأكد السياسى العراقى الدكتور محمد تركى أبوكلل، ممثل ائتلاف «المواطن» فى مصر، لـ«الوطن»، أن «العراق لا يزال بانتظار إعلان وزارة الدفاع عن حقيقة الأنباء الواردة عن مقتله، عبر إجراء تحليل الـDNA لجثة يشتبه فى أنها له، خاصة أن العمليات العسكرية تحت قيادة وزارة الدفاع وهى المنوط بها تأكيد صحة الخبر، رغم تأكيد محافظ صلاح الدين رائد الجبورى لمقتله بالفعل». واعتبر «أبوكلل» أن تنظيم «داعش لم يستطع دخول الأراضى العراقية، إلا بمساعدة فلول البعث بقيادة (المجرم) الدورى»، على حد وصفه.
وتابع: «أعداد تنظيم داعش الإرهابى ليست كبيرة، وبدون مساعدة البعثيين وتخطيطهم، لما استطاع التنظيم تحقيق هذا التقدم، فتحركاتهم العسكرية تدل على أن معهم عقولا مخططة من داخل العراق، وداعش عبارة عن عصابات وليسوا جيشاً نظامياً، ولكن أسلوب تحركهم يدل على أن معهم عقلاً عسكرياً مدبراً وليسوا مجرد ميليشيا فقط، ومن يتتبع خط السير الخاص بهم يدل على أنه قام بناء على شخص له خبرة فى العمل العسكرى فى العراق». وأوضح السياسى العراقى أن «الدورى» يمثل رمزاً لفلول النظام الصدامى وكان أملهم الوحيد هو «الدورى» للعودة للحكم، حيث كان مرحباً بدخول تنظيم «داعش» للعراق واحتلاله للموصل، ويدل هذا على أن هناك تعاوناً بين «داعش» وحزب البعث، ولذلك نرى أن مقتله سيكون له انعكاس إيجابى على الحرب ضد الإرهاب، وأغلب الظن أنه قُتل بالفعل، فالتنظيمات التابعة لحزب البعث لم تعلن نفى مقتل «الدورى»، وبعض المواقع التابعة لهم نعت مقتله بالفعل.
من جانبه، اعتبر الكاتب الصحفى محمود الشناوى، الخبير فى الشأن العراقى، أن مقتله أو وجوده لا يضيف كثيراً؛ لأنه ليس بالكفاءة العسكرية والخبرة القتالية التى نُسبت له بسبب منصبه السابق وزيه العسكرى الذى لم يكن يفارقه، وإنما كان هذا المنصب بسبب وجود فراغ لدى الرئيس الأسبق صدام حسين وتفضيله له، موضحاً أن «الدورى» لم يتلق أى دراسة أو تدريب عسكرى، ولكن اسمه يحمل رمزية ليس أكثر من ذلك، باعتباره كان الرجل الثانى فى نظام صدام حسين. وقلل «الشناوى» من أهمية مقتله، مؤكداً أنه منذ احتلال العراق، كان «الدورى» يعمل تحت سمع وبصر الولايات والمتحدة وإيران، ويتنقل بحرية كبيرة سواء داخل العراق أو خارجه، أى أنه كان تحت السيطرة.
وتابع الخبير فى الشأن العراقى: «داعش عندما ظهر لجأ إلى الدورى ورجاله المنضمين تحت لواء تنظيم الطريقة النقشبندية، لكى يكسبوا تأييداً وأرضية لدى العرب السنة، خاصة أن رجال صدام حسين السابقين من السنة كانوا على عداء كبير من السنة المشاركين فى العملية السياسية، وهو ما يفسر العداء الظاهر لتنظيم داعش مع بعض العشائر السنية مثل الجبور والدليم الذين تم ارتكاب مذابح مروعة ضدهم فى الأنبار وصلاح الدين، والعداءات العشائرية فى العراق هى من يشعل الحرب، والدليل على ذلك أن داعش ربما يقوم بهجوم يشارك به أعداد قليلة وتستولى على مدن كاملة».