غرفة الفئران: هنا أبحاث علاج "السكرى والزهايمر والسرطان"
أصوات موسيقى عالمية تصدر من مكتبه، يدفن رأسه أمام جهاز الحاسب ليراجع أبحاثاً علمية متخصصة ينشر أحدها قريباً فى دورية علمية عالمية، ضمن أبحاثه العلمية المنشورة من قبل، إلا أن هذه المرة تنشر باسم مركز أبحاث أمراض الشيخوخة، التابع لمدينة زويل للعلوم والتكنولوجيا الذى يترأسه. «الوطن» التقت، خلال جولتها بمعامل مدينة زويل، الدكتور سامح على، رئيس مركز أبحاث الشيخوخة، الذى تحدث عن أبحاث علمية سينفذها المركز خلال الفترة المقبلة يمكنها أن تحدث نقلة فى التاريخ العلمى المصرى والعالمى بإيجاد علاج لأمراض تاريخية منتشرة بين المصريين مثل مرض السكرى أو الزهايمر.
تركز معامل مركز الشيخوخة على دراسة الأمراض المصاحبة للشيخوخة، التى يلعب التمثيل الغذائى دوراً مهماً فى ظهورها، بينها مرض السرطان، من خلال التغلب على التدخلات المتعلقة بالتمثيل الغذائى داخل الخلايا، من خلال معامل وحدة دراسة عملية التمثيل الغذائى والخلايا ووحدات علمية للمسح التصويرى.
أضاف «سامح»: «المعامل تحتوى على أجهزة بمستويات عالمية، وتكامل الأجهزة فى عمليات التمثيل الغذائى ليس له مثيل على مستوى الشرق الأوسط، وتقترب من أن تكون متفردة عالمياً لتمكن المركز من دراسة التمثيل الغذائى فى معظم المكونات الخلوية على مستوى الخلية والأغشية الآدمية أو الحيوانية، العالم بدأ هذا النوع من الدراسات، إلا أنه على مستوى الشرق الأوسط تتفرد مدينة زويل بإجراء أبحاث فى عمليات التمثيل الغذائى لا تقل عن المستوى العالمى». كما ذكر «سامح»، إلى يقرب من 20 مليون جنيه، منها 4 ملايين جنيه فقط تكلفة الأجهزة، والباقى يتعلق بتكلفة إجراء التجارب والأجهزة المكملة لأجهزة المعمل، التى تمكننا من دراسة أمور كثيرة تتعلق بأمراض مثل السكرى وفقدان الذاكرة التى تظهر مع تقدم العمر، خاصة بعد دراسة البيئة المصرية والأمراض التى يعانى منها كثير من المصريين مثل سرطان الكبد والثدى والسكرى، خاصة أن المركز يعمل حالياً بالتعاون مع جامعة المنصورة لإنتاج علاج لمرض السكرى، الذى يصاب به ملايين المصريين. «مش عايزين نستعجل عشان ما ندخلش فى نفق مظلم»، قالها رئيس مركز الشيخوخة، بعد أن خرج عن هدوئه فى الحديث، وأشار إلى أن البعض يعتقد أن نتائج الأبحاث العلمية يمكن أن تظهر خلال سنة أو اثنتين، إلا أن الواقع يشير إلى أنها تحتاج لسنوات للتأكد من نجاح كل المراحل العلمية المعملية سواء على مستوى الخلايا بالمعامل أو من خلال حيوانات التجارب أو الدراسات السريرية، ومتابعة المرضى بعد تلقى العلاج بأعوام متتالية للتأكد من عدم ظهور أى أعراض جانبية تضر بصحة المرضى، والكثير من شركات الأدوية المعروفة عالمياً تسحب أدويتها من الأسواق بعد طرحها عقب ظهور مشكلات لدى المرضى، على الرغم من أن بعض هذه الأدوية استغرق من 10 إلى 15 سنة قبل طرحه بالأسواق، ما يجعل اكتشاف علاج جديد يمكن أن يكون كارثة إنسانية أو يحقق أرباحاً بمليارات وينقذ ملايين المرضى مثلما حدث مع علاج فيروس سى الأخير.
وتابع: «إذا تحدثنا عن حلول جذرية لمرض مثل السرطان، فالعالم يعمل على تخصيص ميزانيات ضخمة فى هذا الشأن منذ عقود ولم يتوصل لعلاج جذرى حتى الآن، إلا أن مدينة زويل تعمد لإجراء أبحاث فيما يتعلق بالقضاء على الخلايا السرطانية من خلال دراسة التمثيل الغذائى للخلايا السرطانية التى تحاول أن تغير من أشكالها بما يحدث خللاً بالخلايا الطبيعية وإحداث انقسامات لا نهائية بالخلايا، وتوصلت أبحاث مركز الشيخوخة إلى آلية يمكن من خلالها استرجاع السلوك الطبيعى للخلايا المتأثرة بالسرطان، خاصة فى عملية التمثيل الغذائى حال خروج الخلايا السرطانية عن السيطرة، إلا أن المركبات التى توصلت لها أبحاث المركز تنشط عمل الخلايا المناعية لمقاومة الخلايا السرطانية والقضاء عليها، هذا ما حدث على مستوى التجارب بالخلايا فى المعمل». وانتقلت أبحاث المركز فيما يتعلق بالسرطان للتجربة على «الفئران» منذ عدة أشهر من خلال حقنها بأورام سرطانية ومحاولة فهم آلية تأثير المركب الجديد على الأورام السرطانية تمهيداً لفهم أعمق لها من خلال التجارب السريرية (البشرية)، التى لن تحدث قبل الانتهاء من التجارب على الفئران، التى تنتهى فى غضون 9 أشهر من الآن، تعقبها التجارب البشرية التى تستغرق 4 سنوات.[SecondImage]
واختتم «سامح» حديثه قائلاً: «قريباً ننشر ورقة بحثية بنتائج أبحاثنا فى مجال السرطان فى دورية علمية عالمية». وفى محاولة للتعرف على طبيعة إجراء التجارب على الفئران داخل مدينة زويل، اصطحب الدكتور محمود سيد، باحث بمعمل أمراض الشيخوخة والحاصل على بكالوريوس صيدلة من جامعة القاهرة، «الوطن» لحجرة الفئران المستخدمة فى التجارب الحيوانية بالأبحاث لتشاهد عدداً من الصناديق البلاستيكية التى تحوى أنواعاً مختلفة من الفئران فى غرفتين إحداهما مظلمة والأخرى غير مظلمة، لهدف بحثى.
«ويستير راتس - بالب سى - العارية»، أسماء مختلفة لفئران التجارب التى تحويها غرفة تجارب الحيوانات بالمدينة، كما ذكر «محمود». وعن طبيعة الأبحاث التى تجرى عليها تجارب بالفئران، يقول «محمود»: «نحصل على بعض الأنسجة من الفئران الموجودة بالقلب لدراسة إنزيمات معينة موجودة فى (DNA) أو (RNA)، ونعمل حالياً فى أحد الأبحاث الذى يهدف لدراسة تأثير الساعة البيولوجية على بعض إنزيمات الجسم، وتأثيرها على المواد تسمى «الأكسوجينية النشطة» تتسبب هذه المواد فى الإصابة بأمراض مثل السرطان»، وأضاف «محمود» أن مشروعه البحثى يدرس الإنزيمات الموجودة بالساعة البيولوجية وكيفية إحداث تأخير لوقوع الشيخوخة والأمراض المصاحبة لها.