طفل وزنه 110 كيلو: سكر وخشونة ولين عظام.. ده غير التريقة
لا يذهب إلى المدرسة إلا قليلاً، يتعب نفسياً وبدنياً طوال رحلتى الذهاب والعودة، سنه 10 سنوات ووزنه 110 كيلو جرامات، لا يقدر على الحركة، يبذل جهداً كبيراً للصعود إلى شقته فى الدور الرابع بشارع فيصل، يمشى الطفل «جون» فى الشارع منهكاً، لا ترحمه نظرات الكبار والصغار، يحزن عندما يجد الأطفال فى سنه يلعبون فى فسحة المدرسة، بينما هو يجلس وحيداً، يدارى جسده عنهم.
«يا ماما العيال قالولى يا تخين، يا بكابوزا، بيتريقوا عليَّا، أنا مش عايز أروح المدرسة تانى إلا لما أخس»، قالها «جون» لوالدته «نورا جابر»، فردت: «ماتزعلش، بكرة هتخس وانت أصلاً أحسن منهم كلهم».
«ماما ماتشيليش الأكل من قدامى، أنا جعان بجد»، قالها «جون» لوالدته، بعد أن فقد القدرة على التحكم فى الأكل، يأكل 4 أو 5 مرات فى اليوم، بحسب والدته، ويفوق حجم وجبته، وجبات الكبار.
«حلمى إنى أغمض عينى وأفتحها ألاقى نفسى خسيت، نفسى أبقى طيار، علشان أبقى كويس وأحسن واحد فى الدنيا وماتضطرش ماما لحجز كرسيين ليَّا فى الميكروباص عشان ماتحرجنيش».
مايو المقبل سيتم «جون» عامه العاشر، تسأله والدته: «نفسك فى إيه أجيبهولك؟»، فيرد: «نفسى أخس». تسترجع الأم مشوار ابنها الأليم مع الأطباء منذ أن كان عمره شهراً واحداً، حيث ولد بحساسية صدر شديدة، استخدم الطبيب وقتها الكورتيزون كعلاج لمدة ثلاث سنوات، وعندما أكمل عامه الأول، أصبح وزنه كثلاثة أطفال، ذهبت به إلى معهد التغذية، فأكدوا أن نسبة الكورتيزون مرتفعة 30% بالدم، نقلته والدته من مدرسة حكومية إلى خاصة، أملاً فى أن توفر له «ديسك مخصوص» حتى ولو على حسابها الشخصى، رفضت المدرسة، فظل يغيب كثيراً.
«ابنى مابيعرفش يقعد بسهولة، ركبه فيها مشكلة، وكمان عنده التصاق فى الفخذين، ولين عظام، وتقوس فى القدمين، بالإضافة إلى إنه عنده سكر وفيه خطورة على قلبه»، قالتها والدته، التى وجهت استغاثة لأى طبيب لديه القدرة على علاجه: «ابنى تعبان بدنياً ونفسياً، بخاف ينام زعلان يصحى عنده حاجة وحشة»، تتمنى الأم أن تستيقظ من النوم لتجد ابنها طبيعياً، يذهب إلى المدرسة كباقى الطلاب، يلعب فى الفسحة، يجرى دون تعب ولا نظرات مؤلمة.