سين سؤال: الفلاح «الخرسيس» يزرع إيه؟
قُطن.. الله يرحمه. كان زمااان.. عمك أمين أباظة. قال: انسوه.. ده طربوش الماضى، (عشان يبيع الـ11 محلج، اللى اشتراها بـ45 مليون جنيه، أراضى سياحية - تجارية، وباع محلج واحد، فى بنها بمائة وأربعة مليون جنيه)!!.. وأصبحنا نستورد 40 ألف طن سنوياً.. من أين؟
من بوركينافاسو.. والفلاح المصرى حرق قُطنه فى الغيط، وبدل ما كنا بنزرع 2 مليون فدان.. هذا العام لن يُزرع 100 ألف فدان!!
الفلاح ممنوع «يزرع أرز.. ممنوع هذا الموسم زراعة أكثر من 1.2 مليون فدان، بدلاً من 2.2 مليون فدان.. ليه؟ مفيش مياه، عندنا فقر مائى!!.
السؤال:
1- عندك فقر مائى.. سيادتك بتسمح ليه بتصدير البرسيم؟ والبرسيم شره جداً للمياه (فدان البرسيم يروى 3 أفدنة قمح)!! كيف تصدَّر البرسيم (فى صورة مياه)، برسوم 50 دولاراً للطن المجفف؟.. يعنى بنصدر برميل المياه (بالورقة والقلم، بنُص قرش.. أُكرر: مصر بتصدَّر برميل المياه بخمسة مليمات!! (طن برسيم مجفف، يحتاج 9 أطنان برسيم أخضر) وبتزرع موز فى الصحرا ليه؟ وسايب الناس تروى «بالغمر» فى الأراضى الجديدة ليه؟
2- يا حكومة.. مانعين زراعة الأرز (للفقر الدماغى) ماشى.. قلت خمسين مرة.. طالما أننا نستورد 6 ملايين طن ذرة من الأرجنتين وأمريكا كعلف للدواجن، لماذا لا يتم الاتفاق مع اتحاد مُنتجى الدواجن، ليتعاقد مع الفلاحين لشراء الذرة بدلاً من الاستيراد، وحتى لا نترك الفلاح هكذا، نمنعه من زراعة الأرز، والبديل هو الذرة.. ولا حد عبّرنا.. رغم طلبى بأن يجتمع رئيس الحكومة مع ممثلى اتحاد مُربى الدواجن، وتتم كتابة عقد ثلاثى: بين الفلاحين - المُربين - بضمان الدولة.. والإردب بـ300 جنيه!
قُلنا الكلام ده قبل الموسم بأربعة شهور.. حد عمل حاجة؟.. اضربوا دماغكو فى الحيط، «يا خراسيس يا فلاحين»، ما حدش هيعبَّركوا.. ما لكوش «اتحاد قوى» يا منتجين.. يدافع عن حقوقكم.. زى ما فيه اتحادات قوية للمستوردين بيعملوا لها ألف حساب، ليه؟ صوتهم زاعق، وعندهم «لوبى» فاجر، وهداياهم للمسئولين «سينيه» ماركات من الشانزليزيه.. لكن إنتو يا مقشفين.. يا عرقانين.. يا مفلسين، هترشوهم بإيه؟؟
نرجع للسؤال الثانى: الفلاح المسكين يزرع إيه؟.. بطاطس؟ تااانى.. بعد ما اتخربت بيوتهم، والبنك بيلاحقهم!!..
والبرتقال: خسائر 3 آلاف جنيه للفدان.. ليه؟
مفيش إرشاد زراعى.. مفيش معلومات عن المساحات التى تمت زراعتها، فى العشر سنوات الأخيرة.. ومصدّرى البرتقال هُمّا نفسهم بيزرعوا مساحات كبيرة للتصدير لصالحهم، «برّة التعاونيات هى التى تتولى التسويق.. (أجرسكوا) فى إسرائيل هى التى تُصدِّر لصالح كل المزارعين»!!.
من الآخر: لا يوجد حل أمام الفلاح المصرى سوى أن يترك أرضه بوراً، أو يزرعها «لب».. روح كفر الشيخ كمثال:
الفلاحين كلهم قرروا يزرعوا «اللب»، والدولة لا يهمها إن مصر كلها تزرع «اللب».. خلّى الشعب يتسلى.. والشباب على القهاوى، على أبواب السينما يقزقز لب.. والستات فى البيوت تقلى وتقزقز، والكل يأنتخ ويبطرخ، ونرجع نعيَّط، وكلنا هنندم!!
الخلاصة.. طالما فاشلين وعاجزين ومشلولين، ومش عارفين نعمل «عقد» بين مُربى الدواجن والفلاحين.. وطالما نقدر نزرع «لب».. طيب ما نزرع «لب عباد شمس» ونحوّله زيوت طعام.. اللى بنستورد منها 92%.. «نشتريه من الفلاح بسعر معقول، ونصنَّع منه زيوت - أعلاف - وصابون!!».
صباح الخير سيادة الرئيس:
يا ريس: إنقاذ الزراعة فى مصر لا يحتاج إلى معجزات.. محتاج فقط إلى «حزمة قرارات»:
(1) دعم شخصى ومعنوى لوزير الزراعة، ليتمكن من القضاء على، «نُص الفساد» المعشعش فى كل القطاعات، ومنع أى جهة «متسيدة» من التدخل فى شئون الوزارة!!
(2) ندعم البحوث الزراعية، اللى ميزانياتها لا تكفى مرتباتها (ميزانية مراكز بحوث الصحراء 21 مليون جنيه سنوياً، لا تكفى المرتبات!!).
(3) رئيس الحكومة يجتمع الآن مع اتحاد منتجى الدواجن، يتعاقد مع الفلاحين الممنوعين من زراعة الأرز، يتعاقد معهم لشراء المحصول بسعر 300 جنيه للأردب، ولكل مشكلة ألف حل!!
(4) مصانع الأسمدة الحكومية، التى تعمل الآن بنصف طاقتها، كيف نتركها دون غاز، ونستورد أسمدة من روسيا، أرخص وأوفر وأفضل لنا، نشغّل مصانعنا بكامل طاقتها.. وبالمناسبة: ماذا تم فى مجمع إنتاج الأسمدة الذى أعلنت القوات المسلحة أنها ستقوم بإنشائه؟
(5) عند سيادتك 6 تشريعات، مطلوب تغييرها فوراً، حتى لا ترتعش يد الوزير، ولتسهيل حياة الناس، فلاحين أو مستثمرين.. فلماذا لا ترى النور ولمصلحة من كل هذا التعطيل؟
(6) أين الأسواق (السويقات) التى تُباع فيها المنتجات، من المنتجين للمستهلكين مباشرة، بلا وسطاء أو سماسرة؟ المستهلك يكسب، والفلاح يعيش!!
يا ريس: الوقت سرقنا، والسيف على رقابنا، والحلول تحت رجلينا.. فماذا ننتظر؟
ونصيحتى إن جازت: شكِّل حكومة حرب، وترأسها أنت..إلى أن يأتى البرلمان.. حتى لا يهب علينا صيف ساخن، وتفادياً لخريف الغضب!!
ونستكمل الثلاثاء المقبل.