"تسخن عُظيماتها".. جملة أثارت الجدل في المناهج الدراسية بالمغرب
أثارت جملة موجودة في أحد المقررات الدراسية في مملكة المغرب، جدلًا واسعًا في الآونة الأخيرة، فهناك من اعتبرها جملة خائطة لغويًا وتؤكد التدهور الذي يعيشه التعليم المغربي، بينما دافع آخرون عنها ووصفوها بـ"الصحيحة والمشجعة على القراءة".
وبحسب تقرير نُشر على موقع قناة "CNN" بالعربية، فإن جملة "تسخن عظيماتها" هي جملة في مقرر السنة الثانية من التعليم الابتدائي بالمغرب، وفيها نقرأ عن الأنشطة اليومية لامرأة اسمها "للا نمولة" (للّا بالمغربية تعني السيدة). تظهر الأمور عادية إلى أن نصل إلى يوم الجمعة، الذي تذهب فيه السيدة إلى الحمام كي "تسخن عُظيماتها".
وأورد التقرير أن هذه العبارة واردة جدًا في العامية المغربية، إذ تفيد أن الحمام العمومي يفيد في تسخين عظام الإنسان، إلا أن وضعها في نص مكتوب باللغة العربية، في مقرر دراسي، هو ما فتح نقاشات واسعة في وسائل التواصل الاجتماعي.
ودافع متابعون عن العبارة، مبرّرين في ذلك، أن عُظيمة هي تصغير عظم، إذ نجد حسب قولهم عُظيمة الأنف والأذن وما إلى ذلك من العظام الدقيقة والصغيرة، بينما أشار آخرون إلى أن العبارة غير صحيحة، وأن اللغة العربية نادرًا ما استعملت كلمة "عُظيمة" في تعبيراتها.
بينما عبّر متابعون عن رأي وسط، يفيد بأن الكلمة صحيحة، غير أن استعمالها في النص للتعبير عن عظام الجسد هو الخاطئ، ويُظهر أن من وضع النص تأثَّر بالعامية المغربية في كتابته بشكل واضح.
غير أن النقاش، بحسب ما ذكرت "CNN"، عن كلمة "عُظيمة" فتح المجال للنقاش أمام كلمات أخرى وردت في النص، ككلمة "أحوك الجلاليب"، التي فضَّل عليها متابعون كلمة "أحيك". إلّا أن العودة إلى بعض كتب اللغة العربية، تؤكد أن كلمة "يحوك" صحيحة، ومن ذلك كتاب "النقد اللغوي في تهذيب اللغة" للأزهري.
وهناك كذلك كلمة "الحلواء" التي تشير إلى الحلوى، فهي الأخرى وقف عندها المتابعون كثيرًا، إلّا أن قواميس اللغة تشير إلى أن "الحلواء" هي الأخرى صحيحة، كقاموس المعاني، فضلًا عن ورودها في كتاب صحيح البخاري وبعض الكتب الفقهية الأخرى.