حديث الناس من شهرين هو ارتفاع الأسعار، وسيستمر خلال الشهور المقبلة.. (وآه يا خوفى) بعد ارتفاع أسعار النقل و«ما يُنقل» من سلع، برفع الدعم عن البنزين والسولار فى يوليو المقبل.. مع تغوُّل عصابات الاستيراد، وسُعار التجار، و«شراسة» السماسرة والوسطاء.. وفى النهاية «يطحنوا» المواطن، فيحدث ما لا يُحمد عقباه!!
تعالوا نشوف ماذا فعل «ديجول» لحل مشكلة ارتفاع الأسعار فى فرنسا؟
أولاً: ممنوع افتتاح أى من السلاسل الكبرى المشابهة لـ«كارفور» داخل باريس والمدن الكبرى.. لن تجد فى باريس (كارفور).. لماذا؟
1- لحماية الـ40 ألفاً (بقال وفكهانى وجزَّار صغير) فى العاصمة، وللحفاظ على وظائف كل العاملين معهم.
2- والأهم: حتى لا يحتكروا الأسواق، ويتحكموا فى رفع الأسعار، بعد إفلاس كل هؤلاء!!!
ولم يكتف «ديجول» بذلك، ولكنه فرض على كل «عُمدة» للمدن والقرى، إنشاء أسواق أو سويقات مرتين على الأقل أسبوعياً، تبُاع فيها السلع من المُنتج للمستهلك مباشرة.. بلا وسطاء أو سماسرة أو مخلَّصاتية!!.
وبالمناسبة هذه ليست بدعة من «ديجول» (ففكرة السويقات، من المُنتج للمستهلك مباشرة) موجودة فى كل دول العالم، وكانت موجودة فى القرى والمدن المصرية من زمـــااان!
الفارق: أن كل دول العالم، طوَّرت هذه السويقات، أدخلت فيها خطوط كهرباء، وإنترنت، ومظلات شمسية، تحميهم من الأمطار.. تجد أيضاً فى كل حى (سوق مُغلق) مجهزاً بكل احتياجات البائعين والمشترين، فيها (الفلاح - السمّاك - بائع الجبن والقشدة والألبان - مُنتجى وبائعى الزهور والورود، واللحوم، والمصنعات الغذائية الجاهزة - ونصف التجهيز.. إلخ).
أما الأسعار فإجبارى أن تكون «مُعلنة» وإلا سيتم تحويل البائع إلى المحاكمة، وجمعيات حماية المستهلك، هتجرجره للمحاكم.. والمحاكم هتحكم عليه بغرامة باهظة، وإذا تكرر هذا الغش التجارى فسيحكم عليه بغرامة مضاعفة قد تصل إلى إغلاق منشآته!!
وفى عهد «شيراك»، بعد اتفاقية الجات.. ارتفعت أسعار بعض السلع الغذائية.. فماذا فعل «شيراك»؟.
1- قرار: يُجبر كل السلاسل التجارية، بتعليق «سعر شرائهم للسلعة»، بجانب «سعر بيعهم» لهذه السلعة، ليكشف المستهلك مدى استغلالهم أو انتهازيتهم.. ولترى جمعيات حقوق المستهلك مدى جشع بعضهم، لتفضحهم بالاسم بكل وسائل الإعلان.
2- اتفقت جمعيات حماية المستهلك، مع معظم السلاسل التجارية، على تخفيض الأسعار للسلع الأساسية، مع الالتزام لمدة لا تقل عن 6 أشهر، وعند الزيادة يتم الاتفاق مسبقاً مع هذه الجمعيات (ذات الصوت المؤثر والمسموع)!!.
تعالوا عندنا..
(اقتراح ناقشته مـع الوزير «رشيد محمد رشيد» فى 2009) وأكرره الآن:
لدينا فى كل حى أو قرية أو مدينة.. أماكن مهجورة (خرابات) تابعة للأوقاف - للآثار - للمحافظة.. هذه الخرابات.. تُسلَّم للإدارة المحلية تنظفها من الزبالة.. تُنشئ بها «مظلات شمسية».. طاولات بعرض مترين × خمسة، خلفهــا فيشـات كهربائية، لحفظ اللحوم والأسماك والألبان.. فى ثلاجات متنقلة أو ثابتة (بحراسة).. يتم تأجير «الطاولة» بأسعار رمزية للمُنتجين الراغبين فى بيع سلعهم للمستهلك مباشرة، بدلاً مما يحدث من استغلال للفلاحين، وسرقة المستهلكين!!
مثال واحد: سعر كيلو الخوخ بالمزرعة الآن، بـ2 جنيه.. تشتريه سيادتك بـ10، 12، 15 جنيه.. ليه؟ (وقيس عليه)!! البطاطس بـ30 قرش، والبرتقال بـ60 قرش، والرمان بـ175 قرش، والبصل بـ90 قرش (لاحظ أن فى المزرعة كله بالقرش!!)
لأن هناك «أربع أيادى» يجب قطعها (تاجر الفاكهة - الوسيط أو السمسار- تاجر الجملة - تاجر التجزئة).. وكل «إيد» «بتسرق» على قد ما تقدر، والفلاح يصرخ، والمستهلك يلطُم!!.
صباح الخير سيادة الرئيس:
مطلوب من الحكومة والمحليات، تفادياً لـ«تسونامى» مقبل:
1- رقابة حكومية (تمتلك ضبطية قضائية) تبدأ بأن تجبر التجار على كتابة السعر لكل سلعة، والعقاب الرادع للمخالف (زى برَّه)!
2- أسواق فى كل حى، مرتين «على الأقل» أسبوعياً من المنتج إلى المستهلك مباشرة.
3- زيادة عدد «المنافذ» التابعة لوزارة التموين، مع التعاقد مع المُنتجين مباشرة، بدلاً من الوسطاء والسماسرة.
4- الإرشاد الزراعى، ليعرَّف المزارع ما هى المساحة المطلوبة، من كل صنف بكل محافظة، وتوقيت زراعتها، بدلاً من العشوائية المسبَّبة لنقص محاصيل أحياناً، أو «رطرطة» فى بعض المحاصيل (ودور الإعلام) تعريف المستهلكين بمواسم الخضار والفاكهة، وبدلاً من الطبخ على الهوا للمشروم والبيكاتا، يعلِّموا ربات البيوت الـ32 طريقة لأكل البطاطس أم 30 قرش، وكنا أكلنا بطاطس بدل الخبز، ووفرنا ثمن استيرادنا القمح!!
5- سيارات متنقلة (بتصاريح لأماكن وجودها).. الشباب يشترى من المزرعة، ويبيع للمستهلكين مباشرة، ويكسب فى اليوم ألف جنيه (والتفاصيل بالورقة والقلم)!!
6- منافذ بيع على الطرق (البطيئة) بجوار مناطق الإنتاج، وأسواق نُص، وربع جملة (بشكل حضارى) فى كل ربوع مصر.
السؤال: - من أين نبدأ؟؟
الإجابة: - من إجبار التجار على كتابة السعر على أى سلعة معروضة للبيع للجمهور.. والباقى بالتوازى خلال 3 شهور.
ساعتها.. الأسعار هتنزل 50% بلا أدنى مبالغة، وابقوا ادعولى!!!
نستكمل الثلاثاء المقبل.