طالعتنا الصحف:
بأن الدولة تبيع أصول «ماسبيرو» لسداد ديونه، البالغة نحو 22 مليار جنيه!!
22 مليار جنيه ديون، رغم الدعم الحكومى السنوى، البالغ أكثر من 3.5 مليار، فى عهد المهندس أحمد عز، رئيس لجنة الخطة والموازنة.. وحتى الآن يتم تحويل مبلغ 220 مليون جنيه شهرياً، (بنكنوت جديد نوفى، بأرقام مسلسلة، برائحة المطبعة) لسداد المرتبات والبدلات والحوافز!!
43 ألف موظف فى مبنى واحد.. فيهم كفاءات؟.. طبعاً.. رغم هروب الكثيرين إلى القنوات الخاصة بسبب «اللايحة» والروتين العفن. المهم «إوعى تخالف اللايحة».. وافعل ما بدا لك!!
ألغينا «وزارة الإعلام».. وقبلها «حبسنا» أسامة الشيخ.. وبعدها نسينا المبنى ولم ندرك المعنى.. وعدّاد الخسائر شغّال، «وزحمة يا دنيا زحمة».. الحكومة غرقت فى مياه إطفاء الحرائق اليومية، والإعلاميون لم يقدموا أى بدائل أو مقترحات لملء الفراغ.. ورئيس الحكومة (مش بالع «الأمير»)، ووزير التخطيط شايف الموضوع بالأرقام، ولم يجد حلاً سوى بيع الأصول!!
فين الخبراء فى صناعة الإعلام؟.. فين التجارب الدولية، من الـBBC إلى اتحاد التليفزيون الفرنسى؟
فين غرفة صناعة الإعلام؟ أين خبراء الإعلام والإدارة، ليضعوا «رؤية» - «خطة» - «سياسات» - «آليات» وضوابط، لإعادة الملايين من المشاهدين.. خاصة بعد أن «قرفوا» و«هجروا» معظم القنوات الخاصة، وقاطعوا معظم برامج «التوك - شو» ليشاهدوا عالم الحيوان، والطبيخ، وموجة كوميدى!!
«فُرصة عُمر».. لعودة التليفزيون المصرى، وعشرات النجوم من أبنائه، راغبين فى العودة إليه، بعد انصراف المشاهدين عن القنوات، التى جذبتهم بإغراء المرتبات.. والآن معظمهم «عاجز» عن السداد، بعد خسائر بالملايين، وبعد أن زال خوفهم من النظام الجديد، قرّروا الإغلاق والاستغناء!!
مشكلة «التليفزيون المصرى» لها ألف حل.. سمعتها وناقشتها مع المتخصصين. وسأتحدث هنا عن إحدى هذه المشاكل وهى «اللوائح البالية».. التى «تُشلُّ» أى حركة للأمام:
فهذا «الجهاز» أخطر مساوئه أننا منذ نشأته وضعنا «لوائح» (من لوح).. تحوَّلت مع الزمن إلى «أصنام»، «وتابوهات»، وتُراث.. الكل يعبدها.. زى البقر فى الهند.. يستجرى حد يقرّب منها؟
كل ما تكلم أى مسئول أو مذيع أو معد أو موظف إدارى، يقولك: بس اللايحة بتقول.. إوعى اللايحة.. المهم ماتخالفش اللايحة.. واستسلم الجميع لقداسة وقدسية اللايحة.. ومش مهم الأهداف، وبما أن أحداً لا يمكنه محاسبتك، إلا فى حالة واحدة، وهى «مخالفة اللايحة».. الكل «قرفص» و«سجد»، و«عبد» اللايحة!!
مثال حدث معى شخصياً:
من 7 أشهر تلقيت اتصالاً من الإعلامية القديرة صفاء حجازى «رئيسة قطاع الأخبار» تطلب منى «تقديم برنامج» على الشاشة.. اسمه: «قبل أن يتبخر الحلم»!!
اعترضت على هذا العنوان، شارحاً لها أنه يحمل معانى سلبية، وأنا من «زُرّاع الأمل»، ولم تتمسك باقتراحها.
أسبوع.. ومكالمة من صديقى المحترم «صفوان ثابت»، الذى يهاتفنى ليعبّر عن إعجابه كلما قرأ لى مقالاً أو حواراً على شاشة. وكانت المفاجأة.. عندما قال:
أنا عايزك معايا نساعد التليفزيون المصرى، يُـقف على رجليه.. إزاى يا عم صفوان؟
قال: «لو تقبل منى هذا العرض».. تقدم برنامج انشالله أسبوعى، ولمدة ساعتين.. أنت لك مصداقية وشعبية، وكلامك دايماً عملى ومنطقى، وعاقل ومُقنع.. وأنا مستعد أدعمه وأرعاه»!!
ضحكت وسألته مندهشاً: استنى - استنى.. هوّ فيه حد قال لك: إن فيه مناقشات حالياً بينى وبين كل من صفاء حجازى وحسين زين رئيس القنوات المتخصصة، لأقدم برنامجاً على شاشة إحداها؟
قال: والله ما أعرف أى حاجة نهائى.. أنا صعبان علىّ تليفزيون بلدنا، معقول تليفزيون مصر يبقى بالشكل ده، وإحنا نقدر نساعده!!
قلت له: أنا جاهز.. ومتطوِّع بدون أجر.. وخلال أسبوعين هقولك النتيجة، نتيجة محاولاتنا للقفز على البيروقراطية العقيمة، واللوائح البالية، والروتين العفن.. رغم جدية صفاء حجازى، وحسين زين.. فكلاهما يسعى للنجاح.. وهناك إمكانيات هائلة.. وكوادر مدفونة.. وأجهزة وتقنيات بأحدث التكنولوجيات.. معطلة ومهدرة!!
هات وخد.. رايح - جاى.. سايب شغلى.. طالع - نازل.. 3 أسابيع شفت بعينى ما حدّش قال لى.. واقتنعت تماماً بأن هذا «الجهاز» زى كل أجهزة الحكومة.. غير قابل للإصلاح. ولكنها تحتاج إلى «جراحات» بجرّاحين مهرة، «قلبهم ميت».. مايخافوش.. ولا ترتعش أياديهم.. ولابد من «دعم» رئاسى!!
صباح الخير سيادة الرئيس
1- البداية عندك يا ريس: خطاباتك - لقاءاتك - أخبار الرئاسة - سفرياتك - جولاتك.. كلها يجب أن تكون «حصرى للتليفزيون المصرى».
2- قول للحكومة.. إن بيع الأصول ليس حلاً.. ولكنه «استربتيز» للبيع قطعة - قطعة.. سينتهى يوماً بإفلاس وانهيار هذا الجهاز.
والحل: هاتوا مجموعة من المتخصصين، واسمعوا كلامهم، وطبقوا «الروشتة».. روشتة إنقاذ هذا الجهاز، إنقاذه من القيود واللوائح والمعوقات، وتطهيره من المعوِّقين والمعاقين، ومن كل تنابلة السلطان.
باختصار: كل أجهزة الدولة فى حاجة إلى ثورة.. ثورة على النظام.. النظام البيروقراطى العقيم.. وبغير ذلك، فنحن كمن يحرث فى البحر!!
نستكمل الثلاثاء المقبل.