قبل أن نستكمل حديثنا عن المنهجيات وتكلفة تطبيقها والعائد المتوقع، سأحكى لكم باختصار حديثاً مع أحد الأصدقاء. سألته عن رأيه فى الوزير الجديد: إنت عارف أن بتوع الهاردوير متميزين عن بتوع السوفت وير، حيث إنهم أوضح وكل شىء مقاس (الذاكرة - السرعة - إلخ)، فأخبرته: صح فى مصر ولكن بره بتوع السوفت بيقيسوا كل شىء وهذا لا ينفى إبداعهم، فلديهم الفصين شغالين، أعنى الفص الأيمن والأيسر، وأى نظام كويس عايز الاثنين.
نرجع لموضوعنا، وهو مقاييس التعاقد وأهمية عناصره الخمسة (المواصفات - الوقت - التكلفة - السعر - القيمة) وتكلفة استخدامها وتطبيقها.
أقدر عدد المستفيدين الكبار والمتوسطين من تكنولوجيا المعلومات بحوالى 50 ألف جهة حكومية وصناعية وتجارية والخدمية منهم ألف كبار، ويجب التركيز عليهم فى المرحلة الأولى وهى الجهات التى يعمل بها أكثر من ألف شخص.
وعناصر التكلفة لتطبيق المنهجية هى أربعة:
1- تأهيل استشاريين: 200 استشارى بتكلفة تقديرية متوسطة حوالى 10 آلاف جنيه للشخص أى حوالى 20 مليون جنيه، وهذا هام لخفض تكلفة التطبيق فلو تم التطبيق من خلال شركات أجنبية سيكون مكلفاً جداً وفى الواقع سيقلل من فرص النجاح.
2- تدريب مؤسسى: لو فرضنا أن هناك حوالى 10 فى المتوسط لاستخدام المنهجيات، أى أن المطلوب هو تدريب حوالى 10 آلاف شخص بمتوسط تكلفة حوالى 5 آلاف جنيه للشخص أى تكلفة التدريب حوالى 50 مليون جنيه، وممكن أن يتم ذلك خلال فترة 6 أشهر وبفرض أن نصفهم سيتم تدريبهم والنصف يعمل، ثم العكس فيمكن الانتهاء من التدريب خلال عام.
3- بعد التدريب يجب شراء مجموعة من البرامج واستخدامها سواء فى بناء المعمارية المؤسسية أو غيرها. أقدر تكلفة هذه البرامج فى حدود 50 ألف جنيه للمؤسسة وبالتالى فتكلفة الأدوات حوالى 50 مليون جنيه أخرى.
4- التطبيق: هنا يجب فى تقديرى أن يتم وضع مواصفات مصرية قياسية (ملزمة للقطاع الحكومى) واختيارية للقطاع الخاص والأهلى. وتكلفة التطبيق مع استخدام استشاريين محليين مؤهلين ستعتمد على مدى الاستثمار فى تأهيل استشاريين مصريين. وفى هذا الحالة ستكون تكلفة التطبيق فى متوسط 250 ألف جنيه للمؤسسة أى بإجمالى 250 مليون جنيه، وفى حالة الاستعانة بأجانب سيضرب هذا الرقم فى عشرة أمثاله ولا أنصح به.
أى أن إجمالى التكلفة لتطبيق المنهجية سيكون 370 مليون جنيه، فما العائد الذى أقدره بمئات المليارات سنوياً؟ سنوضح الأمر الأسبوع المقبل.