"الوطن" داخل سجن وادي النطرون.. والسجناء: نشكر المسؤولين لحسن الرعاية
تجولت "الوطن"، داخل منطقة سجون وادي النطرون، للاضطلاع على العنابر الجديدة، والتي تضم العديد من المساجين من ذوي الاحتياجات الخاصة، والذين وفرت لهم أطراف صناعية ومقاعد متحركة لمساعدتهم على التحرك داخل السجن.
وقال السجين أحمد محمد عبداللطيف، الذي يقضي عقوبة الحبس لمدة 6 سنوات في قضية مخدرات، إنه أصيب بشلل نصفى بعد معاناته من جلطة في القلب، وأن مصلحة السجون وفرت له كرسي متحرك له.
وقال وليد السيد عبدالله، الذي يقضي عقوبة الحبس في قضية أقراص مخدرة وسرقة لمدة 6 سنوات أنه أصيب ببتر في ذراعه الأيمن في مشاجرة قبل دخول السجن، وتركيب يدًا صناعية أعانته في تلبية احتياجاته بنفسه بعد أن يعتمد على الآخرين.
أما أحمد عبداللطيف، من كوم السمن بالقليوبية، مصاب بشلل نصفي ناتج عن التهاب في النخاع الشوكي، أنه مسجون منذ 5 سنوات ونصف في قضية مخدرات محكوم عليه فيها بالسجن 6 سنوات، مشيرًا إلى أنه يلقي رعاية خاصة داخل السجن وتوفير كرسي متحرك له لكونه لايستطيع الحركة نهائيا، كما أنه يخرج كل فترة للمستشفيات خارجية لتلقي علاج خاص بالنخاع الشوكى، موضحا أنه يقضي يومه بالكامل داخل العنبر بخلاف أوقات الخروج في الهواء الطلق قليلا، حيث يرافقه أحد السجناء لمساعدته على التنقل.
[FirstQuote]
وأشار خميس سيد محروس، إلى أن لديه إعاقة في قدمه والمسؤولين بالسجن وفروا كافة الأجهزة التعويضية التي تعينه على الحركة داخل محبسه، مشيرًا إلى أنه محبوس 3 سنوات في قضية سرقة بالإكراه، وقضى منهم 33 شهرًا، واقترب على إنهاء مدة العقوبة والخروج من محبسه .
وقال محمود فاروق أحمد المحكوم عليه بالمؤبد، بتهمة قتل جارته، إنه مولود ومصاب بشلل رباعي، وأن إدارة السجن وفرت له كرسي متحرك للمساعدة على الحركة ، كما أنهم وفروا سجين لمساعدته في تحركاته وتنقلاته بالكرسي المتحرك داخل محبسه، وأبدى سعادته بمدى الاهتمام الذي يلقاه على يد مسؤولي السجن والاهتمام بهم.
كما أكد السجين خميس علي محمود، المحكوم عليه بالسجن 20 عامًا في قضية قتل، إنه قضي 19 عاما من مدة حبسه، وباقي له عامًا ويخرج من السجن، وأنه يلقي اهتمامًا كبيرًا من جانب الإدارة الصحية والمستشفى، قائلاً "الرعاية هنا كويسة جدا والإدارة وفرت لي كرسي متحرك لتسهيل عملية التنقل داخل السجن" ، مشيرا انه يقضي يومه في مشاهدة التلفاز".
وقال مجدي إبراهيم السيد المحكوم عليه بالسجن 10 سنوات في قضية مخدرات وقضي منهم 6 سنوات، أنه يعاني من شلل أطفال تسبب في بتر قدمه، وركب الأجهزة التعويضية اللازمة التي تعينه على الحركة ووجه الشكر للمسؤولين على الاهتمام الصحي بهم وحسن رعايتهم، وطالب بالسماح له بدخول لجنه الإفراج عن المتهمين ممن قضوا نصف المده لكونه لديه 4 أطفال لا يستطيعون توفير متطلبات المعيشة.
وقال المقدم دكتور محمد عادل مدير مستشفى سجن "ليمان 440"، بوادي النطرون، إن المسؤولين بمستشفى السجن يوفرون كافة أوجه الرعاية الصحية اللازمة لجميع السجناء، خاصة المرضى وذوي الاحتياجات الخاصة حيث يكون لهم أولوية قصوى في الرعاية نظرا لحالاتهم المرضية التى يعانون منها، وصرف كافة الأجهزة التعويضية والأطراف الصناعية لمساعدتهم على التنقل والحركة.
[SecondQuote]
وأشار مدير مستشفي سجن ليمان 440 بوادي النطرون، إلى أن جميع السجناء يخضعون للفحص الشامل قبل دخول السجن للتأكد من الأمراض التي يعانون منها، وذلك قبل العمل على توزيعهم علي العنابر بالسجن، موضحًا أن السجن يوفر كافة أوجه الرعاية الصحية للسجناء بالإضافة إلى أجهزة طبية، وأجهزة أشعة، وتحاليل على أعلى مستوى تكون خاصة بالسجناء فقط .
وأضاف عادل، أن إدارة السجن متعاقدة بالفعل مع أطباء استشاريين من الخارج بحيث يأتوا بصفة دورية إلى السجن وفحص السجناء ومتابعة الحالات المرضية ، موضحا أن أغلب الأمراض الموجودة في السجون هى مرضي فيروس c ومرضي السكر والضغط والأزمات الصدرية، مؤكدا أن هناك قرابة 12 مسجون مريض بالإيدز، إيداعهم عنابر خاصة بهم في سجن برج العرب، مشيرا إلى تخصيص عيادة لمرض الدرن لكونه مرض من أكثر الأمراض الموجودة داخل السجون .
وأكد العميد علاء فاروق مأمور ليمان 440 في وادي النطرون أن تجربة تخصيص عنابر لذوي الاحتياجات الخاصة تعد تجربة تطبق حديثًا داخل السجون لمساعدة ذوى الاحتياجات الخاصة علي الحركة والتنقلات وصرف أجهزة تعويضية تساعدهم وتعينهم، كما أنه تم تجهيز الحمامات الخاصة بهم لتكون مجهزة بمساند في الجوانب حتى تساعدهم على الحركة والتنقلات داخل محبسهم.
وتابع عادل، أن قطاع مصلحة السجون يولي النزلاء اهتمامًا كبيرًا خاصة في مجال الرعايا الصحية، مشيرًا إلى أنه بمجرد ظهور أي علامات مرضية لدى أحد النزلاء يتم الكشف عليه داخل المستشفى، وحجزه إذا تطلب الأمر لحين تماثله الكامل للشفاء.
وأضاف أن الإدارة تتطلع على تطور حالة كل نزيل بمستشفى السجن؛ للتأكد من استجابته للعلاج المقدم له، مشيرًا إلى تقديم وجبات غذائية خاصة لنزلاء المستشفى كل حسب حالته والتى يقوم معظمها بزيوت نباتية لمنع حدوث أي جلطات .
وتفقدت "الوطن"، فصول محو الأمية الخاصة بمنحة سجون وادي النطرون، حيث التقى بعدد من المساجين أثناء حضورهم دروس محو الأمية.
وقال أحمد شحاتة عبدالعزيز، الذي يقضى عقوبة الحبس المؤبد في قضية سرقة بالإكراه، وحيازة سلاح ناري، أنه بدأ يتعلم القراءة والكتابة داخل السجن حتى لا يعود إلى طريقه مرة أخرى.
وقال محمد إبراهيم محمد إبراهيم، الذي يقضي عقوبة السجن 5 سنوات، أنه سيتم الإفراج عنه خلال 6 أشهر، مشيرًا إلى أنه تعلم القراءة والكتابة داخل السجن وحصل على شهادة محو الأمية حتى يستطيع الحصول على رخصة قيادة؛ ليكسب قوته وقوت أولاده بالحلال بينما قال محمد فتحى (المعلم )، والذى يقضى عقوبة السجن 3 سنوات في قضية حيازة سلاح ناري، أنه يدرس لزملاؤه ليحميهم من الوقوع في الجريمة مرة أخرى.[ThirdImage]
وقال اللواء طارق بدر وكيل الإدارة العامة لمنطقة سجون وادي النطرون، أن السجن ينظم دورة كل 6 أشهر لمحو أمية السجناء تضم نحو 25 سجينًا لمساعدتهم في تعلم القراءة والكتابة، وتأهيلهم للعودة إلى المجتمع كأفراد صالحين.
كما تفقدت "الوطن"، المكتبة الخاصة بالسجن حيث التقى بعدد من الذين حرصوا على القراءة، حيث كان أحد السجناء، ويدعى عبدالغفّار أحمد عبدالغفّار الذي يقضي عقوبة السجن 3 سنوات في قضية مخدرات، يقرأ ديوان شعر للشاعر حافظ إبراهيم، وعلى الجانب الأخر كان السجين محمد الداودي الذي يقضي عقوبة السجن مدتها 15 عامًا فى قضية خطف وفدية يقرأ في كتاب "في الوقت الضائع"، للكاتب توفيق الحكيم، حيث قالوا إنهم داخل مقهى ثقافي، وليس داخل أسوار السجن.
وانتهت الجولة من خلال كافيتريا "السجن"، وعليها لافتة كبيرة على باب الكافتيريا، تضم الشهادات الصحية الخاصة بجميع العاملين فيها، والتي يتم الكشف عليهم بصفة دورية، وتبدوا كمطعم راقي، ومتاحة للسجناء على مدار اليوم.