فى حفل تنصيبه رئيساً -قبل أقل من عام- قال «السيسى»: لن أقدم وعوداً براقة، ثم تفاجأون بواقع مخالف، سوف نعتمد الحقيقة والمصارحة، وتبعها أيضاً فى الكلمة نفسها بتعهدات عن: عصر يدافع عن دولة القانون والعدل ويصون السلام وليس القمع، ويبث الأمن ويقضى على الإرهاب مع صيانة الحقوق والحريات، وذهب أيضاً مذهباً لطمأنة الفقراء بأنه يريد عصراً يدعم الاقتصاد بمشروعات للدولة، والقطاع الخاص مع الحفاظ على حقوق الفقراء، بل وزاد بعاميته فى ارتجال: «طبعاً هيبقى فيه محافظة على حقوق الفقراء والغلابة والمساكين.. أمال إحنا هنعمل إيه يعنى».
واليوم وبعد قرابة عام لا بد أن ننظر إلى ما وصلنا إليه، فإن كانت نسب النمو الرقمية التى يستخدمها الوزراء بحيلة مباركية شهيرة تذكرنا بنظيف وصحبته، فالواقع يقول عكس ذلك وإذا اخترت أن تضرب مفكاً فى طنطنة الإنجاز والإعجاز وخلافه، فبالقطع ستجد صورة غير سارة عن الاقتصاد أو السياسة أو المجتمع أو الإعلام أو الحريات، فالمعايش كاشفة وخشبة المسرح مرفوعة الستائر، الصورة لم ترضِ الشعب الذى ثار مرتين بعد، فأعداؤه «الفساد والاستبداد وخطف الدولة»، فالظلم حاضر والأخير إذا حضر هرب الأمل من شبابيك الوطن، فالأبواب مشرعة على الماضى، ولم تغلق والثوب القديم «سرفلوه»، و«قيّفوه»، وفردوا «التنية» ليناسب اللحظة، كسلاً مرة وغيبة جدارة فى الثانية، وتعجلاً فى الثالثة، وانتحاراً للخيال فى الرابعة، وصراعاً للأجنحة فى أخرى، الجميع يريدونها لهم، فكلهم يحاربون على مصر الجديدة بأفكارهم القديمة، ويأتون بها يساراً، ثم يميناً ولا يرون فيها سوى تلك العجوز الشمطاء التى خبروها لسنوات، ولم يفكر أحدهم أن يعالج الأمر، ويختار ذئبه الذى يربيه وفق الحكاية الشهيرة، فأيهما نختار الذئب الذى يمثل «الضوء والأمل»، أم الذئب الذى يمثل «الظلام واليأس»، فالذئب الذى نغذيه هو الذى سنعيش معه وله، فإن كان ضياء فـ«بناء»، وإن كان ظلاماً فـ«خراب».
ولهذا سنكتب ما نراه أملاً فى المراجعة، وبناء أساس جديد اتفقنا عليه فى المسار الذى يتوجب علينا زحزحته من مطبات الماضى ووضعه فى مواجهة دنيا جديدة، وعليه فلنكتب:
■ التخلص من الفردية فى إدارة البلاد والعباد.
■ الالتزام بإجراء الانتخابات البرلمانية قبل نهاية العام.
■ الاستقالة الفعلية من الماضى بعيداً عن الخطابات التليفزيونية وارتجالات «المايك».
■ إعادة إنتاج النخبة الحاكمة وإنهاء أسطورة الطبقة العازلة التى تكونت فى شهور.
■ تجنب الوقوع فى فخ «المشروع الواحد»، فالمصريون سيسألون بعد افتتاح قناة السويس الجديدة: أعيدوا إلينا ما دفعناه.. ماذا بعد؟
■ المساواة بين الفقراء والأغنياء فى دفع فاتورة الإصلاحات الهيكلية للاقتصاد «الدعم وخلافه».
■ تجنب الإفراط فى الوعود والالتزام بالواقع مع التمسك بالطموح والخيال.
■ إجراءات فورية فعلية لإرساء دولة العدل والقانون «تطهير الشرطة واجب».
■ تطبيق الالتزامات التى وضعها الدستور بما فيها الخاصة برأس الدولة «إقرار الذمة المالية مثال».
■ إعلان خطة للرأى العام واضحة المعالم للقضاء على الإرهاب لا تتناول البعد الأمنى فقط، بل كافة الأبعاد مع مصارحة ومكاشفة عن الفترة الماضية.
■ إعلان التزامات واضحة من الدولة أمام الرأى العام بحماية ثروات المصريين بعد «سيول التسهيلات الحكومية» للشركات والمستثمرين الأجانب على الأراضى المصرية.
■ دمج الشباب فى مشروع البناء دون تهميش أو إقصاء أو هوى واستغلال طاقات التمرد والرفض بداخلهم لصالح الوطن.
■ سرعة إصدار تشريعات تحمى المجتمع والإعلام معاً من سطوة رأس المال والأجندات وضبط المهنة ومنع تملك أى وسائل إعلام لغير المصريين.
■ القضاء على الاحتكارات «الحديد مثال»، التى تمص دم الشعب رغم انخفاض الأسعار العالمية لتلك المنتجات.
■ إعادة تشغيل المصانع المتوقفة، فالأوطان لا تتقدم بدون صناعة.
■ ملء بحر السياسة بتهيئة المناخ العام دون تقييد بعيداً عن قوائم «المحلل الاستراتيجى» ورؤى الأجهزة، و«تحيا مصر» فلنقل تحيا مصر مجردة دون أى كيانات مصطنعة أو موازية أو مستلبة.
■ التخلى عن كافة السياسات الاقتصادية التى أفقرتنا، فجميعنا يرى جمال مبارك يسير فى طرقات المجموعة الاقتصادية وعلى أكتاف وآذان رجالها.
يا سيسى.. ما لكش غير عيال مصر «فقرا ومساكين وولاد الطبقة المتوسطة» فما تفرطش فيهم، لأنهم سندك الوحيد وكل من أهملهم ذهب إلى غيابة «الجب»، الأمل قائم إذا توفرت الإرادة والحنين إلى التقدم، أيها الرئيس.. لا تحطم الآمال على صخرة الماضى!!