النظارة السوداء
«غموض»
هذا الحزن وتلك النظارة السوداء لطالما اجتمعا معاً، هى ليست حبيبتى ولا أنا حبيبها ليس هناك سمة رابط بيننا، ربما جمعتنا بعض الصدف القدرية فى مكان غير محدد.
لم يكن فى إمكانى أبداً التحدث إليها فهى تتقن الصمت حيث لا حراك ولا همس، فقط الصمت وتكوينها المثير دائماً للتعجب والدهشة، لا يظهر من ملامحها التى هى دائماً حزينة وأنا متيقن من ذلك سوى النصف الأسفل من الوجه وهو ما سمحت به النظارة السوداء أن يظهر، فهى تغطى وجهها بشكل يشعرك أنها تتأهب لالتهامه.
كان لون بشرتها يبدو كالمائل للسمرة، ليست سمراء ولكن تقريباً، بحيث إنك سترى دراما الاندماج بين ما ترتديه وبشرتها تلك، ثم يدها التى لم تفرق كثيراً عن بشرة هذا الوجه.
هى لم أرَها يوماً تبتسم، هى لم أرَها يوماً تتحدث إلى أحد حتى من جنسها الأنثوى، دائماً كانت كالحاضر الغائب لا تمثل فرقاً من حيث تفاعلها مع الآخرين تظهر فجأة وبنفس الاستراتيجية تختفى فجأة.
هى لا تدرك أننى كنت أتبعها بنظراتى البريئة من أى سوء، فقط كانت تحمل القليل من الدهشة والكثير من التعجب هى لا تدرك أن هناك الكثير من النظرات كانت تتبعها فى هذا المكان الملىء بالكثير الذين تقاربت أعمارهم.
فبتغيرات ما يحدث من حولها من حركات افتعالية، وأخرى انفعالية والضجيج المسيطر على الأجواء، كل هذا لم يكن له القدرة على اختراق هذا الغموض التى تحصنت به، هى لا أعتقد أنها كانت ترى أحداً ولا أعتقد أنها من هذا العالم الذى وجدت فيه وانتسبت إليه.
أخبار متعلقة:
مبدعون.. ملحق أسبوعى لإبداعات الوطن
صرخة الدلع المقدس
ديمقراطية الفقراء
فرض عين
رسالة إلى جماعة الإخوان
«ميلوفرينيا»: شباب النور حاولوا إقناعنا بالتراجع عن «أولاد حارتنا».. والقائم بدور الجبلاوى «اختفى» يوم العرض
التطهير قبل التطوير
مش من زمان أوى
عنكبوت
خمس دقائق
قلم حبر
يا قَلْبُ مَهْلا