«ميلوفرينيا»: شباب النور حاولوا إقناعنا بالتراجع عن «أولاد حارتنا».. والقائم بدور الجبلاوى «اختفى» يوم العرض
الاسم الذى حملته الفرقة المسرحية الشابة، مزيج من الميلودراما والشيزوفرينيا، وبداية الفرقة التى تأسست على يد عدد من الممثلين والمخرجين، هم: أحمد صبرى غباشى وأحمد عبدالسميع ومحمد عبدالفتاح ومحمد أسامة، ترجع إلى رغبة مؤسسيها فى الخروج من قيود مسرح الجامعة، والأمور الإدارية التى تمنع أياً من الطلاب التمثيل خارج كليته. وارتبط أعضاء الفرقة ببعضهم بعضاً فى الأعوام الثلاثة الأخيرة، لكن خمسة أشهر فقط هى المدة الزمنية التى قضوها ككيان قائم بذاته يدعى «ميلوفرينيا».
المخرج أحمد صبرى غباشى، أحد مؤسسى الفرقة يقول، إن «ميلوفرينيا» تهدف إلى خلق مسرح عربى، حيث المسرح لا يعدو كونه تجسيداً لروايات ومسرحيات من الأدب العالمى، وهو ما يمثل حاجزاً بين المشاهد والمسرح.
عكفت الفرقة منذ خمسة أشهر على وضع النهج الذى تسير عليه، والذى اعتبره غباشى إقحاماً للثورة ولكن فى مجال المسرح، أى التمرد ومحاولة خلق فكر جديد يختلف عن الموجود، ويؤكد غباشى أن المسرح فى مصر وصل إلى درجة غير مسبوقة من الضعف، مشيراً إلى أن «الناس متعرفش يعنى إيه مسرح»، كما تعنى الفرقة بعودة المسرح إلى دوره مرة أخرى، وهو المكان الذى يشع طاقة إيجابية، كما يأمل القائمون عليها، أن يصدروا الأدب العربى إلى المسرح العالمى، لا العكس «بنحاول نصدر مسرحنا للعالم كله». أول ما وقع عليه الاختيار لتقدمه الفرقة، كان روايتى عزازيل وأولاد حارتنا للأديب والمفكر يوسف زيدان، والأديب العالمى نجيب محفوظ، وكانت الثانية أجرأ، والأولى أصعب من ناحية استخلاص التفاصيل الدرامية منها، وهو الأمر الذى استغرق أربعة شهور كاملة فى تحضير الورق، حيث الرواية مليئة بالصراعات النفسية والمعارك والحروب، لذا كانت صياغتها مسرحياً، أمراً شاقاً على صناع العمل، بحسب قول غباشى الذى أخرجها. لم يكن غباشى ورفاقه يتوقعون النجاح الجماهيرى بالعمل، ولا حفاوة النقاد به، حين عرضت للمرة الأولى بالزقازيق، حيث اصطفت طوابير المتفرجين خارج المسرح، مما اضطر إدارة المسرح والفرقة لإعادة العرض مرتين متتاليتين لأجل الجمهور الكبير الذى قصد المسرح متمنيا مشاهدة العرض.[Image_2]
مشاكل كثيرة واجهت الفرقة، تضاعفت بسبب اختيار أعضائها لروايتين أثارتا ضجة كبيرة، فلم يكن للفرقة مكان ثابت لإجراء البروفات، ولا يوجد ممول للفرقة، فقط يتحمل أعضاؤها كل النفقات، لكن عائقاً اعترض طريقهم لم يكن فى الحسبان، وهى الحرب التى شنها مسرحيو المنصورة ضد الفرقة الوليدة، وهم المنتمون للأساليب المسرحية القديمة والكلاسيكية، حيث وجدوا «ميلوفرينيا»، نوعاً مستحدثاً من الفن، يجذب الكثيرين له مما يعود عليهم بالضرر «خافوا لنسحب البساط من تحتهم»، حيث عملوا على تضييق الخناق على أعضاء الفرقة فى أماكن البروفات وغيرها، ويشير غباشى إلى أن حزب الوسط بالمنصورة، احتضن الفرقة، ووفر لها أماكن البروفات.
أحدث تجسيد الفرقة لـ«أولاد حارتنا» ضجة كبيرة منذ الإعلان عنه، حيث إنها الرواية الأكثر جدلاً لمحفوظ، وقد اتهم بسببها بالكفر والإلحاد، بل تعدى الأمر إلى تعرضه لمحاولة اغتيال من أحد الشباب المنتمين للجماعة الإسلامية على أثرها، ورفضها الإسلاميون وقتها رفضاً قاطعاً كما منعها الأزهر، بدعوى أنها تتعرض لسيرة الأنبياء وأن شخصية «الجبلاوى» الذى قتل فى نهاية الرواية، رمز للإله، وكشف مخرج أولاد حارتنا، محمد عبدالفتاح، عن أن بعض الشباب المنتمين لحزب النور السلفى بالمنصورة، قد قابلوه وحاولوا إثناءه عن الفكرة بقولهم: «إحنا عايزين نهديك وإنت كده بتأذى نفسك»، واصفين إياه بأنه «مش فاهم حاجة ومغيب»، بحسب ما قال عبدالفتاح، لكن الفنان أحمد ضياء، وحده قبل الدور».
محمد عبدالفتاح أضاف، أن تجسيد الروايتين كان هدفه إثبات أن المسرح منفصل على الدولة، وأن لا أحد بإمكانه وضع قيود على الإبداع فى مصر، خصوصاً بعد الاتجاه للأخونة، وأسلمة الدولة، فى الفترة التى أعقبت الثورة.
وأكد غباشى ما قاله عبدالفتاح، حيث أبدى البعض رفضه للأمر، ونصح منفذى العمل بأن يراجعوا أنفسهم. وذكر غباشى أن النجاح الكبير الذى حققته الفرقة فى عزازيل وأولاد حارتنا فى مهرجان آفاق مسرحية على مسرح البالون ومهرجان الزقازيق ومهرجان سمنود، أدى إلى تزايد الطلب من قبل الكثيرين، لإعادة تقديمهما على مسرح بيرم التونسى، والجامعة الأمريكية، ومكتبة الإسكـندرية، وجامعة طنطا، وجامعة الزقازيق، وفى الإسماعيلية ومسرح قصر العينى بعين شمس.
أخبار متعلقة:
مبدعون.. ملحق أسبوعى لإبداعات الوطن
صرخة الدلع المقدس
النظارة السوداء
ديمقراطية الفقراء
فرض عين
رسالة إلى جماعة الإخوان
التطهير قبل التطوير
مش من زمان أوى
عنكبوت
خمس دقائق
قلم حبر
يا قَلْبُ مَهْلا