«الوطن» تنفرد بنتائج أحدث مسح حول معدلات الإصابة بـ«الفيروسات الكبدية»
كشفت مصادر طبية، لـ«الوطن»، عن نتائج أكبر وأحدث مسح صحى حول معدلات الإصابة بالفيروسات الكبدية فى مصر، بنوعيها «سى» و«بى» والذى أجرته وزارة الصحة مؤخراً، بالتعاون مع عدد من الجهات الدولية فى مقدمتها الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، وإحدى الشركات المصرية الشهيرة المتخصصة فى مجال الدراسات والأبحاث الإحصائية.
وأكدت المصادر أن المسح كشف انخفاض معدل الإصابة بفيروس «سى» الكبدى من 10% فى عام 2008 إلى 4.4% فى عام 2015، من إجمالى عدد السكان فى الفئة العمرية ما بين سن عام و60 عاماً، بواقع 4 ملايين مصاب بفيروس «سى» فقط فى مصر، بدلاً من التقديرات السابقة، التى رفعت عدد المصابين بالفيروس ما بين 10 إلى 15 مليون مصاب.
واستند البحث فى تلك النتائج إلى مسح عينة كبيرة، من المواطنين بلغت 27 ألف مواطن، ممثلة لكافة فئات وأعمار الشعب المصرى بـ27 محافظة.وأوضح المسح الذى تم إجراؤه فى الفترة ما بين يناير الماضى وحتى يونيو الحالى، أن نسبة الإصابة بفيروس بى الكبدى بلغت 1% فقط من إجمالى الشعب المصرى بإجمالى 880 ألف مصاب فقط، بدلاً من التقديرات السابقة، التى كانت تشير إلى إصابة 4% من الشعب المصرى بالفيروس، بما يقرب من 3 ملايين مصرى.
وأرجع المسح انخفاض معدلات الإصابة بفيروس «سى» وبى فى مصر، بسبب نشر وسائل التوعية حول المرض بين فئات الشعب، وتطبيق برامج الوقاية، ومكافحة العدوى بالمستشفيات، والمراكز الصحية، فضلاً عن التطبيق الصارم لبرنامج تطعيمات المواليد الجدد ضد فيروس بى الكبدى الذى تم إطلاقه منذ 1992 حتى الآن، بالإضافة إلى أن الأرقام التقديرية التى أعلنت فى عام 2008 تضمنت مغالطة حيث اقتصر المسح فى العينة المبحوثة بالفئة العمرية ما بين 15 إلى 59 عاماً، وعممت النتائج على باقى فئات الشعب المصرى دون دراستها بشكل فعلى. [FirstQuote]
وكشف المسح الأخير عن العديد من المؤشرات، منها أن معدلات الإصابة بفيروس «سى» فى الريف أعلى منها فى الحضر، وكذلك أن معدلات الإصابة بالفيروس بين سكان الدلتا، أعلى منها فى الصعيد مع انخفاض معدلات الإصابة بشكل كبير فى المناطق والمحافظات الحدودية مثل سيناء ومطروح وأسوان.
وأكد المسح تزايد معدلات الإصابة بفيروس «سى» الكبدى بين الرجال مقارنة بالنساء، وأرجع المسح ذلك إلى تعرض نسبة كبيرة من الرجال لمسببات العدوى بشكل أكبر من النساء، فضلاً عن تعرض نسبة كبيرة منهم للحقن بالطرطير إبان الحملة التى أطلقتها الحكومة فى حقبة السبعينات لمكافحة البلهارسيا، والتى كان يتم خلالها تداول الحقنة ذاتها بين أكثر من مريض فى الوقت ذاته، مما تسبب فى انتشار العدوى بالفيروس بين المواطنين.
يذكر أن وزارة الصحة تطبق حالياً خطة قومية لمكافحة فيروس سى، وتقضى تلك الخطة بتطبيق عدد من المحاور الرئيسية فى مقدمتها تطبيق نظام صارم لمكافحة العدوى بالمستشفيات، ونشر حملات التوعية لتفادى العدوى بالفيروس بمختلف وسائل الإعلام فضلاً عن إدخال حزمة من العلاجات الجديدة ضد فيروس «سى» فى هيئة منظومة علاجية متكاملة تشمل الأدوية المتطورة المضادة للفيروس، والتى بدأتها الوزارة بالسوفالدى لتشمل فى مرحلة لاحقة العقاقير، التى يتم تعاطيها بدون الإنترفيرون مثل عقار «كيوريفو» المعالج لفيروس «سى»، حيث ستكون مصر بذلك من أولى الدول على صعيد منطقة الشرق الأوسط فى اعتماد وتطبيق العلاج الجديد الذى يؤمّن نسبة شفاء تصل إلى ١٠٠٪ فضلاً عن العقاقير الأخرى كالهارفونى، وتعتمد الخطة على علاج ٢٠٠ ألف مصاب بالفيروس سنوياً تم رفع تلك النسبة إلى مليون مريض بحسب مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسى للتخلص من المشكلة القومية المتعلقة بعبء الإصابة بالفيروس فى مصر خلال أعوام قليلة، خاصة أن الممارسات الطبية والعادات الاجتماعية الخاطئة تساعد فى نقل العدوى وزيادة نسبة الإصابة بالفيروس فتؤدى إلى إصابة نحو ١٥٠ ألف شخص بفيروس «سى» سنوياً.