كيف يرى الإخوان "داعش"؟.. تنظيمات مسلحة أم جماعات إرهابية
استيقظ الأهالي في مدينة الشيخ زويد على أصوات انفجارات، أعقبها تبادل إطلاق نار في الاشتباكات الأعنف في تاريخ المدينة، والتي امتدت لساعات، بين قوات الجيش وعناصر تنظيم أنصار بيت المقدس الإرهابي، الذي أصيبت بالسُعار بعد إعلان مبايعته لتنظيم "داعش" الإرهابي.
جرائم تنظيم "داعش" وغيره من الجماعات المسلحة لم تعد تخفى على أحد، وما تقوم به من عمليات إرهابية لا يمكن لعاقل أن ينكره أو يتجاهله، لكن جماعة الإخوان المسلمين، في بيانها الأخير، تجاهلت دماء العشرات من شهداء الجيش والشرطة الذي يسقطون في سيناء، والذين كان آخرهم اليوم، حيث سقط 17 شهيدًا من الجيش على يد التنظيم الإرهابي، في هجوم على عدة أكمنة في الشيخ زويد.
تزامن هجوم العناصر الإرهابية في الشيخ زويد، مع إعلان وزارة الداخلية تصفية 9 من المطلوبين المنتمين لجماعة الإخوان الإرهابية في إطار ملاحقة العناصر القيادية الإخوانية الهاربة المتهمين والمحكوم عليهم في قضايا "قتل وأعمال عنف وإرهاب"، وهو ما أثار حفيظة جماعة الإخوان التي تجاهلت ما يحدث في سيناء، ولم تصدر بيانًا إلا بعد تصفية قياداتها.
اعتبر بيان الإخوان المسلمين أن "تنظيمات مسلحة" وليست "جماعات إرهابية"، هي من تقتل عشرات من جنود الجيش المصري في سيناء، حيث جاء في بداية بيانهم: "في الوقت الذي تقتل فيه التنظيمات المسلحة عشرات من جنود الجيش المصري في سيناء بكل سهولة وكأن سيناء خالية من أي وجود عسكري حقيقي.."
اعتبار جماعة الإخوان المسلمين العناصر الإرهابية تنظيمات مسلحة، ليس بالجديد، فشبكة "رصد" الإخبارية القريبة من جماعة الإخوان، لا تطلق على التنظيم الإرهابي إلا "ولاية سيناء" التابع لتنظيم الدولة الإسلامية، وليس كما هو متداول عنه "تنظيم داعش الإرهابي".
صبرة القاسمي الجهادي السابق، يرى أن هناك فروقًا واضحة بين تنظيم الإخوان الذي يسعى إلى إسقاط النظام وإسقاط الأشخاص، وبين تنظيم داعش أو أنصار بيت المقدس الذي يدعو إلى إسقاط الدولة بكل ما فيها وتكفير المجتمع، وبناءً عليه فهما مختلفان في الفكر.
وأضاف القاسمي، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن جماعة الإخوان تتجنب الصدام مع الجماعات التكفيرية، لذلك هي دائمًا لا تفضل إطلاق كلمة جماعات إرهابية عليها، وذلك تجنبًا للصدام معها، موضحًا أن الجماعة الآن في ورطة، فهي لا تستطيع تأييد الجماعات المسلحة بشكل علني، لكنها في نفس الوقت لايمكن أن تدين هذه الجماعات.