تفاصيل «تفجير المغرب»: مشاجرة «التوك توك» تنقذ «6 أكتوبر» من مجزرة
حصلت «الوطن» على تفاصيل مصرع 3 إرهابيين، ينتمون إلى خلية أجناد مصر، وتحول جثثهم إلى أشلاء، إثر انفجار سيارة مفخخة كانوا يستقلونها فى طريقهم لتفجير قسم ثان أكتوبر، مساء أمس الأول، وانفجرت السيارة على بعد 500 متر من ديوان القسم، بسبب اهتزاز السيارة إثر اصطدام قائدها بالرصيف، أثناء هروبه من التكدس المرورى فى الشارع، فانفجرت عبوتان ناسفتان تحتوى كل منهما على 50 كيلوجراماً من مادة «تى إن تى».
وأفادت التحريات التى جرت بمعرفة اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة للمباحث، والعميد حسن عليوة رئيس المباحث الجنائية لقطاع أكتوبر، بأن الإرهابيين صنعوا العبوات الناسفة، داخل شقة بالحى السابع بمدينة 6 أكتوبر، ملك لقيادى إخوانى يدعى محمود شعبان، مقيم فى الشقة، منذ 8 أشهر، بعد هروبه من منطقة البدرشين، مسقط رأسه، إثر صدور قرارات بضبطه وإحضاره من النيابة العامة.
وأضافت التحريات التى قادها اللواء جرير مصطفى مدير المباحث الجنائية، والعقيد رجب غراب مفتش المباحث، والمقدم فوزى عامر رئيس المباحث، أن السيارة المفخخة أيضاً مملوكة لصاحب الشقة، وأن الإرهابيين تحركوا فى الساعة السادسة مساء أمس، متجهين إلى الحى الحادى عشر، لتفجير قسم شرطة ثان أكتوبر، وأثناء سيرهم فى شارع جمال عبدالناصر، سألوا أحد الأشخاص عن مكان قسم الشرطة، وعلى بعد 150 متراً من سنتر شهير بدائرة قسم ثان أكتوبر، توقفت حركة المرور بسبب مشاجرة بين سائقى «توك توك»، بسبب أولوية المرور، ما أدى لتوقف حركة السير فى الشارع. وأفادت التحريات بأن القتلى حاولوا الهرب من الزحام والتكدس المرورى الناتج عن المشاجرة، فاصطدمت السيارة بالرصيف ما أدى لاهتزازها وحدوث الانفجار.
وكشفت التحريات عن أن السيارة كانت بداخلها عبوتان ناسفتان بهما مادة «تى إن تى»، شديدة الانفجار، تزن كل منهما 50 كيلو، وأن الانفجار أسفر عن مصرع 3 إرهابيين ينتمون لخلية «أجناد مصر» كانوا بداخلها، وتحول أجساد 2 منهم إلى أشلاء، فضلاً عن شطر جسد الثالث.
وأوضحت التحريات التى أشرف عليها اللواء طارق نصر، مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، أنه من خلال الفحص والمعاينة تمكنت القوات من تحديد مالك السيارة بعد أن عثرت على اللوحة المعدنية، على بعد أمتار من مكان التفجير، وتبين أنها لقيادى إخوانى، وانطلقت قوة من المباحث وداهمت شقته فى الحى السابع، وتبين هروبه، وتم تشكيل فريق بحث، لمطاردة المتهم فى الأماكن التى يتردد عليها، والقبض عليه.
وقال مصدر أمنى، إن الإرهابيين كانوا فى طريقهم لتنفيذ عملية إرهابية، مستغلين وقت الإفطار، إلا أن العناية الإلهية أحبطت مخططهم. وأضاف المصدر أن فريق البحث فحص مكان الانفجار لكشف ملابسات الواقعة.
حُرر محضر بالواقعة، وأخطر اللواء طارق نصر مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة، المستشار ياسر التلاوى المحامى العام الأول لنيابات جنوب الجيزة، بتفاصيل الواقعة وانتقل فريق من نيابتى الأحداث الطارئة والحوادث تحت إشراف المستشارين أسامة حنفى ومحمد الطماوى رئيسى النيابة، وانتهت النيابة من المعاينة، وقررت التحفظ على أشلاء الإرهابيين، وندب الطب الشرعى لمناظرتهما وتحليل الحامض النووى، لتحديد هويتهما، وكلفت إدارة الأمن الوطنى والأمن العام وإدارة البحث الجنائى بالجيزة بعمل التحريات اللازمة حول الواقعة. وكشفت التحقيقات التى أشرف عليها المستشار مدحت مكى رئيس نيابة الأحداث الطارئة، عن أن الانفجار أسفر عن تدمير السيارة بالكامل، وتحولت جثث الإرهابيين إلى أشلاء.
وانتقلت «الوطن» إلى مكان الانفجار، ورصدت تفاصيل الواقعة من خلال روايات شهود العيان، وقال سعد إبراهيم، سائق سيارة نقل، إنه أثناء وقوفه بشارع جمال عبدالناصر قبل الإفطار بنصف ساعة مرت السيارة الملغومة بجواره وكان يستقلها شابان ويتحدث أحدهما فى هاتفه المحمول، وأضاف: «مفيش 5 دقائق ولقيت العربية انفجرت كلها، ولما أسرعت علشان أنقذ الشابين اللى كانوا راكبين السيارة لقيتهم أشلاء.. مفيش غير رأس أحدهما ونصف جسد للآخر، وبعدين عرفت من المباحث إنه الناس اللى ماتوا إرهابيين وكانوا عايزين يقوموا بأعمال إرهابية فى المنطقة».
وقال خالد محمد، سائق ميكروباص: «ربنا نجانى من التفجير»، وأضاف: «أنا كنت ماشى بالقرب من السيارة اللى انفجرت وكنت هموت أنا والركاب كلهم، بس الحمد لله، ربنا سترها، ربنا ينتقم من الإرهابيين، رينا ينتقم من الإخوان».