عسكريون: عودة ضباط «أمن الدولة» المفصولين تدعم «منظومة المعلومات»
أكد عدد من الخبراء العسكريين والاستراتيجيين أن العمليات الإرهابية التى نفذتها الجماعات الإرهابية فى مصر تأتى رداً على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعيش فى سلام دون رفع السلاح واستهداف أركان الدولة، خاصةً مع تحركات الدولة المصرية لاستعادة ريادتنا، واستقرارها، مشددين على قدرة الأجهزة المعنية المصرية على المواجهة.
قال اللواء عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن سبب العمليات الإرهابية التى استهدفت النقاط الأمنية فى سيناء واغتيال النائب العام تأتى كرسالة للرد على دعوة الرئيس عبدالفتاح السيسى للعيش بيننا فى سلام بعد رمى السلاح واستهداف الدولة، فضلاً عن تحركات استعادة الريادة للأمة، وحدوث طفرة فى الاقتصاد، مع قرب احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة، إضافة إلى اتجاهنا إلى الاستقرار والتنمية ما أقلق الغرب، ودفعهم لتحريك أدواتهم لاستهداف أعمدة الدولة الأساسية مثل الجيش والشرطة والقضاء. وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، فى تصريح لـ«الوطن»، أن أجهزة مخابرات دولية تمول وتفعل وتدبر العمليات، وتوجد كافة المقومات الممكنة لـ«آليات التنفيذ» للجماعات الإرهابية المغيبة والتكفيرية، مشدداً على أن من أبرز من يقلقهم تحسن الأوضاع فى مصر قوى إقليمية ودولية، مثل الولايات المتحدة الأمريكية، وإسرائيل، وتركيا، وقطر، وإيران، وجبهة النصرة، وحزب الله، وحماس فى قطاع غزة.
وشدد «العمدة» على أن خطة مواجهة تلك الهجمة الشرسة لا بد أن تقوم على محورين، أولهما تحقيق العدالة الناجزة بأقصى سرعة ممكنة، وثانيها تقوية منظومة المعلومات واستكمالها مما يمكننا من الصمود، والتفوق على العناصر الإرهابية.
ويرى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ضرورة أن يعود ضباط «أمن الدولة» الذين تم استبعادهم من قبل ليكونوا بصورتهم الإيجابية بعيداً عن السلبيات التى عانى منها الوطن، مردفاً: «كان هناك نحو ألف ضابط تم استبعادهم من تلك المنظومة المعلوماتية الهامة لجهاز الأمن الداخلى لمصر، رغم أنهم كانوا منتمين للعناصر الإرهابية من المغرب، وكانوا يعرفون كل نقاط ضعفهم، وكيفية مواجهتهم».
وأوضح «العمدة» أن الاستعانة بالضباط المستبعدين لا بد أن يكون بعودتهم للعمل وفقاً للملفات التى يجيدونها، أو أن يستغلوا كمستشارين حال أن يكونوا جاوزوا السن القانونية للعمل، مشدداً على أنها أبرز الصور التى ستعيد للمنظومة المعلوماتية قوتها، ما سيحدث نقلة نوعية فى مواجهة العناصر الإرهابية فى سيناء، وفى كل محافظات الجمهورية.
وأكد المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ضرورة تدريب قواتنا المسلحة على التكتيكات القتالية الصغرى مع تلك العناصر الإرهابية، وتغذيتهم بالمعلومات حتى ينجحوا فى القيام بالعمليات الاستباقية التى تحبط أى هجوم إرهابى قبل القيام به.
واقترح «العمدة» إمكانية تعويض كل من أضير من العمليات الإرهابية من خلال الأموال المتحفظ عليها لجماعة الإخوان الإرهابية لكى ينكووا بنيرانهم التى تلتهم الشعب واستقرار الدولة، مع المحاسبة الرادعة لكل من يتستر على أحد العناصر الإرهابية دون الإبلاغ عنه.
فيما يرى اللواء سامح أبوهشيمة، أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، أن العملية لها هدفان أولهما على المستوى الدولى الإيهام بأن داعش والمتحالفين معهم لهم مكان فى مصر، رغم أنها الدولة القوية التى أعلنت أنها على وشك القضاء على الإرهاب، وأنه لن يستطيع أحد مواجهتهم، وهو افتراء، ومصر ستنحرهم رداً على ما يقومون به ضد جيشنا.
أضاف «أبوهشيمة» أن الهدف الثانى للعمليات الإرهابية هو «الإرهاب النفسى» للشعب المصرى فى ذكرى ثورة 30 يونيو انتقاماً منهم على رفضهم لحكم جماعة الإخوان الإرهابية، وخروجهم للثورة عليهم، فضلاً عن تنفيذ «أجندة اللى مشغلينهم» لضرب استقرار وتماسك الدولة.
وطالب أستاذ العلوم العسكرية والاستراتيجية بضرورة مواجهة العنف بعنف شامل، واعتبار سيناء مسرح عمليات، وكل ما يوجد فيه غير الجيش المصرى عدو يتم استهدافه حتى يتم تطهير سيناء منهم، وتطوير وسائل الحصول على المعلومات، والكشف والإنذار مما يمكن من سرعة تنفيذ الضربات الاستباقية ضد المناطق المحتمل تنفيذ عمليات إرهابية فيها.
وشدد «أبوهشيمة» على ضرورة الانتقام للمصريين ولرجال القوات المسلحة والشرطة، حتى لو اضطرنا الأمر للقيام بعمليات ضد جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية خارج حدودنا.
فيما اعتبر اللواء علاء عز الدين، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الأسبق بالقوات المسلحة، أن العمليات هدفها محاولة «تركيع الدولة المصرية»، وهو ما لن يحدث، معتبراً غرض العملية إشاعة حالة من الإحباط لدى المواطنين، وتقويض مسيرة التنمية الاقتصادية، ومحاولة إفشال مسيرة الوطن.
تفاصيل يوم الهجوم الدامي على اكمنة الشيخ زويد
كيف نفذ الإرهابيون الهجوم