"الوطن" ترصد "خريطة المعركة" مع الإرهابيين فى سيناء
برغم توالى حملات القوات المسلحة على مواقع تقول إنها نقاط تمركز لمجموعات جهادية، فإن انتحاريين ومسلحين يستهدفون مناطق عسكرية وأمنية بعمليات نوعية توقع خسائر على الجانبين، وبحسب أحد عواقل القبائل فى سيناء، فإن «تنظيم أنصار بيت المقدس الذى يوالى تنظيم الدولة (داعش) لا يسيطر على مناطق بشكل دائم، لكن مجموعاته تنتشر فى مناطق متطرفة بعيداً عن المدن فى شمال سيناء».
على مسافة لا تتجاوز 15 كيلومتراً من مواقع العمليات التى شهدتها مدينة الشيخ زويد فى الأول من يوليو، تقع واحدة من أكثر المدن التى تشتهر بترويج الأسلحة بين سكان سيناء، بحسب ما يقول «أحمد. س»، أحد سكان الشيخ زويد، الذى يقول: «قرية المهدية اشتهرت بتهريب الأسلحة بعد الثورة، والقوات المسلحة واجهت ظاهرة التهريب، وبعد قرار إخلاء الشريط الحدودى، كانت المهدية واحدة من القرى المتأثرة بالقرار».
أخلت القوات المسلحة منازل بعض السكان فى قرية المهدية وغيرها من قرى الشريط الحدودى، كما يقول «أحمد» الذى يضيف: «عمليات الإخلاء أفسحت المجال أمام المسلحين المختبئين فى بعض المزارع والمنازل»، وتجاور قرية المهدية قرية أخرى هى نجع شبانة، ويقول أحد سكان نجع شبانة إن «القوات المسلحة لا تواظب على الحملات على القرية، حتى إن أحد المجندين ضل طريقه ووصل للقرية بطريق الخطأ لكن سكان القرية أرشدوه». ويتمركز بعض المسلحين فى مناطق أخرى، بحسب ما يقول سلامة أبو مسافر، أحد مشايخ القبائل فى سيناء، الذى يلفت إلى أن «العجراء والعوجة، وهما قريتان تابعتان لمدينة الشيخ زويد، تبتعدان عن المدن الرئيسية فى سيناء بأكثر من 15 كيلومتراً، وتفتقر إلى خدمات الطرق المرصوفة وهو ما لا يؤهل مدرعات القوات المسلحة والشرطة لمداومة العمليات العسكرية وتمشيط المنطقة، بما يساعد على انتشار بعض الخارجين على القانون فى القريتين».
وعلى الرغم من تكرار الحملات الأمنية وتشديد الرقابة على الطرق الرئيسية فإن المجموعات المسلحة التى تستهدف قوات الجيش والشرطة فى سيناء لا تستخدم تلك الطرق فى الغالب وتستبدلها بمدقات وأودية بين الجبال وفى الصحراء قليلاً ما تتقاطع مع الطرق المرصوفة. ويقول رياض فرغلى، أحد العاملين فى مجال السياحة ومرشد فى رحلات السفارى فى جنوب سيناء: «العاملون فى السياحة ومنظمو رحلات السفارى يعرفون الكثير من المدقات والأودية التى تتخلل الجبال فى وسط وجنوب سيناء، وتربط بين قرى شمال وجنوب سيناء»، ويضيف الشاب: «بعض سكان سيناء وقصاصو الأثر أكثر دراية بتلك الدروب والطرق، وقوات الشرطة تعتمد عليهم فى مهاجمة تلك الدروب التى يؤدى بعضها إلى طرق مسكونة، وبعضها إلى مناطق صحراوية مفتوحة توصل إلى قرى شمال سيناء بحيث تخترق شبه جزيرة سيناء من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب دون الاحتكاك بأى أكمنة أمنية على طرق العريش رفح فى الشمال أو دهب الطور فى الجنوب».
وتعتبر الدروب الجبلية والمدقات الصحراوية من أهم السبل الرئيسية التى يعتقد محمد ربيع، أحد سكان الجنوب، أنها «تغذى مناطق سيطرة المجموعات المسلحة التى تعسكر فى قرى شمال ووسط سيناء، ومن أسباب اعتماد تلك المجموعات على هذه الدروب الجبلية عدم سيطرة الشرطة عليها، وقلة الاستطلاعات الجوية لمسح هذه الدروب جواً».