والد "شهيد المنيا": "كان نفسه يعالج أخوه المعاق بعد الجيش"
شيع أهالي عزبة النجيلة بمركز سمالوط في المنيا، ماهر رجب عبدالعظيم شهيد الجيش في سيناء، حيث حرص المئات من أهالي العزبة والقرى المجاورة، انتظار جثمان الشهيد بالقرب من مدافن القرية، فيما نظفت لوادر تابعة للوحدة المحلية الشوارع، استعدادًا لوصول سيارات الإسعاف إلى منطقة المقابر.
الشهيد ماهر رجب عبدالعظيم، (22 عاما)، وهو الابن الأوسط لأسرة تضم 6 أشقاء بينهم فتاة، أعزب، اعتاد قبل التحاقه بالخدمة العسكرية، السفر إلى القاهرة والإسكندرية، للعمل في الحرف المختلفة لمساعدة والده وأسرته المعدمة، حيث يعمل والده فلاح، وأشقائه في حقول ومزارع العنب، ووالدته ربة منزل.
يقول رجب عبدالعظيم (55 عاما) والد الشهيد، ويعمل فلاح بالأجر: "ابني شهيد، وان شاء الله زمانه بيفطر في الجنة مع الصائمين والشهداء والصادقين، أنا فخور اني قدمت واحد من ولادي فدا لوطنه، حتى لو قدمت جميع أولادي شهداء، المهم البلد تفضل محروسة وآمنة، وسيسقط الإرهاب قريبا".
وأضاف والد الشهيد، "أنا رجل فقير، أعول أسرة مكونة من 5 ذكور، وهم أحمد (24 عاما)، محمد (31 عاما)، محمود (28 عاما)، والشهيد ماهر (22 عاما)، وفضل (20 عاما)، وهو معاق، وابني ماهر كان نفسي بعد ما يخلص جيش يروح يعالجه في أكبر المستشفيات، وكانت علاقتهم ببعض حلوة جدًا، لازم كل أسبوع على الأقل يتصل بينا عشان يطمن علينا، وخصوصا فضل".
يقول طه محمد، ابن عم الشهيد: "احنا ناس فقراء وبنحب بلدنا أكتر من أي حاجة، والشهيد ماهر كان عايش في منزل مبني بالطوب اللبن ومسقوف بالخشب والجريد، ورغم كده كان عنده عزة نفس ومثال للأدب والاحترام والنزاهة، والشهيد ماهر كان بينام من العشاء في أيام الإجازات، ملوش خصومات مع حد، وشباب القرية بيعشقوه لخلقه وأدبه الرفيع، واخواته محبوبين، هما من أسرة فقيرة جدًا، كل أفرادها بيشتغلوا أجرية في مزارع العنب والمزارع المجاورة للقرية، والشهيد كان شاب بسيط، لا يملك من حطام الدنيا شئ، وأخر زيارة له للقرية كانت منذ شهرين، واتجند من 8 شهور بس".
كانت عزبة النجيلة التابعة لقرية نزلة شادي بمركز سمالوط شمال المنيا، استقبلت جثمان الشهيد ماهر، الذي استشهد في الهجمة الإرهابية الغاشمة على أكمنة للقوات المسلحة بسيناء، وشارك اللواء صلاح الدين زيادة محافظ الإقليم في الجنازة، التي خرجت عصر اليوم.