"الوطن" تكشف التفاصيل الكاملة لاتصال الجيش بـ"تمرد" يوم 3 يوليو
كشف زكي القاضي، أحد مؤسسي حملة تمرد، أنه صباح يوم 3 يوليو، وبعد تناوله وجبة الإفطار، تلقى اتصال من مكتب المتحدث العسكرى، ليخبره أنه يريد رقم محمود بدر، فأعطاه الرقم.
وأضاف القاضي في تصريحات خاصة لـ"الوطن" :"كان محمود وبعض أعضاء الحركة فى جريدة الوطن، لعقد مؤتمر صحفى، فلم يجب على هاتفه، فاتصل بى مرة أخرى فاتصلت بالزميل حسام هندى، والذى قام بدوره بالاتصال بمحمود بدر، وأخبره بأن هناك رقما أرضيا سيتصل به حالا من وزارة الدفاع، وكان حينها العقيد أركان حرب أحمد محمد على المتحدث العسكرى، والذى أخبر محمود أن الفريق عبد الفتاح السيسى يريد مقابلته، فظن محمود أن الجيش يريد التفاوض، فأصر على اصطحاب محمد عبد العزيز معه، وبالفعل ترك لهم الكاتب الصحفي مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة الوطن، سيارته، والتى أوصلتهما إلى مقر قيادة الأركان المشتركة، بشارع الثورة، وكان فى لقائه اللواء عباس كامل مدير مكتب الرئيس السيسى وأحد أهم الشخصيات التى لعبت دورا تاريخيا فى المرحلة الانتقالية، والعقيد أحمد على المتحدث العسكرى".
وتابع القاضي: "أثناء دخول محمود بدر لمقر قيادة الأركان المشتركة قابله الدكتور محمد البرادعى، وعندما رآه قاله له "إنت جاى بتى شيرت يامحمود"، فرد عليه محمود بدر "ماله التى شيرت يادكتور، التى شيرت ده هايحرر مصر"، ولم يتوقع محمود أن يتحقق كلامه بعدها بثلاث ساعات ونصف ويصبح الفتى الذى يرتدى التى شيرت الرمادى الذى أسقط الجماعة ذات الرداء الأسود".
وأشار القاضي إلى أن "الاجتماع الذى ظهر فيه الفريق السيسى حينها ومن حوله كبار قادة الجيش، وكبار رجال الدولة، وأعلن فيها خارطة المستقبل، كتب بيانه اللواء عباس كامل، وكان من أشد المؤيدين للصيغة الحالية الفريق يونس المصرى قائد القوات الجوية، والبابا تواضروس، وصححه شيخ الأزهر رغم وجود خطأين لغويين به".
وأوضح القاضي أنه "جرى فى ذلك الاجتماع رؤية محمود بدر الدكتور كمال الجنزورى ورفض بقاءه فى جلسة المفاوضات واستأذن الجنزورى بعدها، بينما ظل اللواء محمد العصار مساعد وزير الدفاع لشؤون التسليح على الهاتف لساعة تقريبا مع الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس النواب المنحل، والدكتور أحمد فهمى رئيس مجلس الشورى ،ورفض الاثنان الحضور".
وقال القاضي: "فى كواليس الاجتماع دار حديث جانبى بين محمود بدر والفريق يونس المصرى حول الشخصيات التى يلتف حولها الشباب، فأجابه بدر " البرادعى وحمدين صباحى"، وأيضا كان الاختلاف فى الصياغة حول عبارة "وافق المجتمعون" فى أول البيان وانتهى الأمر إلى (قرر المجتمعون)".
وتابع القاضي: "عقب إعلان البيان، دخل اللواء عباس كامل على الرئيس في مبنى رئاسة الأركان المشتركة، فيما كان المتحدث العسكرى العقيد أحمد على يتكئ على النافذة، متابعا اعتصام رابعة العدوية على شاشة التليفزيون، وبعدها بساعات كانت "تمرد" أول من نشرت أن المعزول محمد مرسى تم وضعه تحت الإقامة الجبرية، وجاء الخبر عبر قيادة كبرى فى القوات المسلحة لطمأنة الشباب والشارع المصرى، وهو ما نشرته الصحف بعدها بيومين".
وعما دار بعد الاجتماع قال القاضي: "لم يكن مع بدر وعزيز سيارة تقلهما، فأمر اللواء محمود حجازى مدير المخابرات الحربية بوضع سيارته الخاصة تحت تصرفهما، لحين وصولهما لأماكن آمنة، وهو ما تم حيث عاد محمود بدر للمقر السرى، ليحتفل معنا، ولكن سوء الحظ، مفتاح الشقة مع عمرو بدر والذى نزل للاحتفال، فظللنا وقتها أكثر من ساعتين على سلم الشقة 902، أو ما أطلقنا عليه حينها (بطن الزير)".
واختتم القاضي تصريحاته لـ"الوطن" بالقول: "ربما يكون ما حدث بعد 3 يوليو هو التواصل الفعلى، حيث تم التنسيق فى كافة البيانات التى كانت تخرج من القوات المسلحة وحركة تمرد فى الشارع، والتى كانت تدعو حينها الجميع للثبات وعدم الخوف ودعم الدولة المصرية، حتى بيان التفويض فى 24 يوليو والذى دعا إليه الرئيس السيسى بالنزول للشارع يوم 26 يوليو، ليبدأ بعدها منحى آخر فى التعامل، حيث استقر الأمر لرئاسة الجمهورية متمثلة فى المستشار عدلى منصور ووزير الدفاع وقتها المشير عبد الفتاح السيسى".