السفير جمال بيومي: على مصر أن تتعظ من أزمة اليونان
قال السفير جمال بيومي أمين عام المشاركة المصرية الأوروبية بوزارة التعاون الدولي، إن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس وحكومته يتحملان مسؤولية ما آلت إليه اليونان، التي أعلن صندوق النقد أمس الأول تخلفها عن سداد ديونها وتجرى حكومها اليوم استقتاءً مصيريا حول استعداد الشعب لقبول إجراءات تقشفية لسداد ديونه التي تتجاوز 180% من الناتج المحلي القومي للبلاد.
وأضاف بيومي في حوار لـ"الوطن"، أن حكومة "تسيبراتس" اليسارية أسرفت في الوعود للفوز في الانتخابات وخدعت الناخب اليوناني بعد أن وعدته بأنه لن يضار أحد من الإجراءات الصارمة، التي يفرضها الدائنون، مشيرًا إلى أن التجربة اليونانية المتعثرة بمثابة درسًا للشعوب وعلى رأسهم المصريين.
ـ ما هي آخر تطورات الأزمة اليونانية حتى الآن؟
أعلن البنك المركزي الأوروبي عدم زيادة التمويل الطارئ لليونان لتمكينها من مواجهة الأزمة، كما أعلنت كريستين لاجارد مدير عام صندوق النقد عدم اعتزام الصندوق تمديد المهلة لليونان أو تقديم مساعدات أخرى إليها، وبالتالي فقد أغلقت البنوك وسوق أثينا للأوراق المالية أبوابهم مدة ستة أيام، وهو ما بررته أثينا في مرسوم رئاسي بأنه إجراء ضروري للحاجة العاجلة لحماية النظام المالي اليوناني، وهنا أود الإشارة، إلى أن المئات من المواطنين اصطفوا أمام منافذ سحب النقد الآلية لسحب أموالهم، في حين أن البنوك لا تسمح بأكثر من 60 دولارًا في اليوم الواحد، ما دعا حكومات مجاورة كالحكومة الألمانية لإطلاق تحذير بشأن السفر إلى أثينا، تنصح السياح المتجهين إلى اليونان بحمل سيولة كافية معهم لتفادي أي مشاكل محتملة مع البنوك المحلية.
ـ برأيك، من يتحمل مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع هناك؟
بلا أدني شك، تتحمله الحكومة اليونانية برئاسة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس، الذي خدع ناخبوه وأسرف في إطلاق وعود فحواها أن الناخب لن يدفع فاتورة الديون اليونانية وأنه لا مزيد من الإجراءات الصعبة على العاملين في الدولة أو أصحاب المعاشات، لأنه تم تسريح نسبة كبيرة جدًا من موظفي الدولة مؤخرًا، وبالتالي فإن حكومة رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس، تتحمل المسؤولية كاملة دون أدني شك، فهي حكومة يسارية شابة ليست لديها أدني خبرة وقد رأينا كيف جرت البلاد والعباد إلى هذا المنحدر الخطير.
ـ وعلام يراهن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراتس برأيك؟
هو واهم للغاية، يحسب أن انسحابه من منطقة اليورو سيضر الاتحاد الأوروبي وهو يستغل ذلك ويضغط من أجل تمديد مهلة سداد ديون بلاده أو للحصول علي مساعدات أكبر، فالرجل يناطح الأوروبيين وربما يجهل أن خروج بلاده من الاتحاد الأوروبي لن يضر بأي من بلدان الاتحاد علي الإطلاق، ودليل ذلك أن اليونان تشارك بنحو 2% فقط من الناتج المحلي الأوروبي، وهو لا يمثل شيئًا يذكر، وعلي ذلك يصبح رهان " تسيبراتس" خاسراً، وعودته للدراخمة اليونانية بدلاً من اليورو لن يضر أوروبا في شيء.
ـ هل تعتقد أن دائنى أثينا يبتزونها كما يزعم رئيس الوزراء اليوناني؟
كما أخبرتك، الرجل الذي يقود حكومة يسارية، واهم وحالم ويزعم أن الدائنين كصندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي يبتزون بلاده، وهي تصريحات في حقيقة الأمر لا تعدوا كونها مجرد خداع للمواطن اليوناني ودفعه للظن بأن أثينا ضحية المجتمع الدولي لا ضحية سياساته اليسارية الفاشلة، وهنا أود الإشارة إلي أن اليونان ابتلعت أكثر من 142 مليار دولار، ما يجعل مصر عقب ثورة 30 يونيو وفي ظل المساعدات الخليجية، التى لا تضاهي هذا المبلغ الضخم، بلدًا غنيًا.
ـ برأيك، ما هي الدروس المستفادة من هذا الوضع المتأزم؟
ينبغي على شعوب العالم وعلى رأسهم المصريين أن يأخذوا العبرة والعظة، وينظروا كيف أن الأوهام التي تسوقها بعض الأحزاب للشعوب بهدف الوصول إلي كرسي الحكم دون خبرة أو كفاءة تدمر الدول والشعوب، ينبغي على المصريين أن ينظروا إلي مئات المواطنين اليونانيين ممن يعجزن عن التصرف في أموالهم المودعة في البنوك والمصارف اليونانية إلا بمقدار هزيل لا يتجاوز 60 يورو فقط، يوميًا وأخيرًا ينبغي على الأحزاب السياسية الاستفادة من تجربة الحزب اليساري الحاكم في أثينا والذي سَوق أوهامًا غير معقولة للناخبين بهدف دفعهم للتصويت له.