"غطاس": مخابرات دولية قادت حملة للترويج لفقدان مصر السيطرة على سيناء
قال الدكتور سمير غطاس، رئيس منتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والسياسية، إن زيارة الرئيس السيسي لسيناء حملت في طياتها رسالة للمجتمع الدولي بأن سيناء تقع تحت السيطرة المطلقة والكاملة للقوات المسلحة والدولة المصرية بعد الحملة المنظمة التي قادتها أجهزة استخباراتية كبرى بأن الدولة المصرية وقواتها المسلحة والأجهزة الأمنية غير قادرة على السيطرة على سيناء عقب الهجوم على كمائن ونقاط ارتكاز الجيش، الأربعاء الماضي، لافتًا إلى أن زيارة الرئيس بنفسه تعني أن الدولة لها كامل سلطانها على أرض سيناء، وأن ما حدث هو نقطة تحول مفصلية في تاريخ مكافحة الإرهاب، فضلًا عن رسالة الزيارة للداخل بضرورة التحام الشعب مع قواته المسلحة، وتشكيل ظهير شعبي سياسي للقوات المسلحة باعتبارها خط الدفاع الأول عن مصر.
وأضاف "غطاس"، في حوار لـ"الوطن"، قائلًا: "لا يمكنني أن أغفل الحملة الإعلامية التي قادتها أجهزة مخابرات دولية وصحف ووسائل إعلامية تشكك في قدرة الدولة على التحكم في سيناء"، متابعًا: "تلقيت اتصالًا هاتفيًا من هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في الواحدة ظهر يوم الهجوم يسألونني فيه عن فقدان مصر للسيطرة على سيناء، وهو السيناريو الذي كان مرصودًا، ونفخت وسائل إعلامية كبرى فيه".
وأكد أنه لا يمكن لأي قوة مهما كانت أن تحتل أراضي مصرية لفترات طويلة مع وجود الجيش المصري، والقرار السياسي القوي الذي يؤيده ظهير شعبي، مشيرًا إلى أن هناك ما يؤشر إلى احتمال تعزيز هذه المؤامرة عبر مجموعات مسلحة إرهابية تأتي عبر البحر من داخل قطاع غزة برعاية حماس، ورعايتها لا تعني ضرورة مشاركة أفراد منها في العمليات، ولكن بأن ترعى مجموعات متطرفة أخرى عبر ما يُسمى بـ"الحسكات"، وهو زورق يوضع عليه محركان لزيادة سرعته لتقطع المسافة من رفح الفلسطينية إلى الشيخ زويد في 10 دقائق فقط.
وأوضح أن "حماس رغم إدانتها للعملية الإرهابية، إلا أنه لم يصدر تصريح واحد عنها بالإدانة، لكنها أخرجت تصريحًا وحيدًا على لسان موسى أبومرزوق، وهو متورط في اختطاف الضباط الثلاثة وأمين الشرطة من سيناء، وقال فيه إن ما حدث يعرض أمننا للخطر، ولم يصفه بالإرهاب حتى، وحركة حماس لم تُدِن العملية، أو أي عملية إرهابية في سيناء، كما أنها امتنعت عن قصد عن إدانة عملية اغتيال النائب العام الشهيد المستشار هشام بركات"، منوهًا بأن حركة حماس تُستخدم كأحد مصادر تهديد الأمن القومي على حدودنا الشرقية.
وكشف أن والي حلب في إمارة "داعش" هناك هو أحد قيادات الجناح العسكري في حركة حماس، المعروف باسم كتائب القسام، وصدر عنه تحذير بأنه سيجتاح قطاع غزة، مثلما وجهت أنصار بيت المقدس انتقادات للرئيس المعزول محمد مرسي، لكن هذا كله لا يمنع أن الإخوان وحماس و"أنصار الشريعة" و"أنصار بيت المقدس"، وغيرها من المسميات، تحركها قوى كبرى تعمل للنيل من استقرار مصر، وبث الشائعات لمحاولة هدم الدولة المصرية باعتبارها الكيان الوحيد المتماسك، والمرشح لقيادة المنطقة، وهو الشغل الشاغل لعدة أجهزة مخابرات كبرى، ودول إقليمية، لرعاية الإرهاب بالمنطقة.