بروفايل| يونس المصرى النسر المقاتل
لا يتوقف أزيز الطائرات ولا حركتها المستمرة فى الجو، وحده يدرك تماماً حجم الجهد المبذول من أبنائه الذين لم يتوقفوا عن التدريب يوماً واحداً، حتى يظهر حفل تخريج الدفعة 82 من طلبة الكلية الجوية على أكمل وجه، لا يخذله أبناؤه، ينهون العرض وسط استحسان الجميع، بينما وجهه مشرق بابتسامة الواثق الذى انتصر للتو فى معركة فاصلة.
يراهن الفريق يونس حامد المصرى، قائد القوات الجوية، على الفرد المقاتل، لا يبخل عليه بالعمل ولا بالمعرفة، ولم يكن غريباً أن تتخرج دفعة الكلية الجوية بامتياز مع مرتبة الشرف.
«المصرى»، المولود فى 1959، تولى مسئولية قيادة القوات الجوية فى 14 أغسطس 2012، خلال فترة من أصعب الفترات التى مرت وتمر بها مصر، حيث إن الإرهاب ومخططات المساس بالأمن القومى المصرى داخلياً وخارجياً لا تنتهى، غير أنه عمل مع زملائه من قادة القوات بجد ومثابرة لحماية مصر وأمنها، طوال السنة التى حكمت فيها جماعة الإخوان مصر، إلى أن اشتعلت ثورة 30 يونيو، وقتها وقف «المصرى» فى مشهد تاريخى يوم 3 يوليو 2013 معلناً مع القوات المسلحة موقفه المساند لإرادة الشعب الرافض لحكم جماعة الإخوان، أكثر من ذلك، خرج برجاله محلقين فى سماء مصر احتفالاً بثورة 30 يونيو، ليبعث برسالة طمأنة بأن للشعب جيشاً يحميه.
ومثل غيره من رجال القوات المسلحة، أدرك «المصرى»، الحاصل على بكالوريوس طيران وعلوم عسكرية من المملكة المتحدة، أن مرحلة ما بعد حكم الإخوان لن تكون سهلة بأى شكل من الأشكال، وأن المخططات سوف تزيد بغرض «كسر مصر»، ولذلك ضاعف من تدريبات قواته ورجاله ودعمهم بأحدث أنواع الأسلحة، ونقل لهم خبرته طوال حياته ليستفيدوا منها، وكانت بصماته واضحة عندما نجح رجاله فى تطهير وتدمير أكثر من 85% من بؤر الإرهاب فى سيناء، وحتى عندما استهدف ما يسمى تنظيم داعش الإرهابى مصريين فى ليبيا بالذبح كان رد القوات الجوية سريعاً وقوياً للثأر، وعندما شعرت مصر بالخطر فى اليمن لم تبخل القوات الجوية المصرية بالمشاركة من أجل إنقاذ البلد الشقيق. قائد القوات الجوية حاصل على العديد من الأوسمة والأنواط، نظراً لتفوقه وعشقه لعمله، حيث حصل على ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الثانية، ونوط الخدمة الممتازة، وميدالية 25 يناير، ونوط الواجب العسكرى من الطبقة الأولى، وهو أيضاً حريص على تنويع مصادر السلاح للقوات الجوية، لذلك سعى وبدعم من القيادة السياسية على الحصول على طائرات «الرافال» الفرنسية ليعلن أمام العالم كله أن مصر قادرة على تنويع مصادر السلاح، ولن تكون تحت ضغط أى دولة.