معالجة الخطأ بـ"أزمة".. محافظات "الصعيد" بلا محاليل جفاف
يواجه عدد من محافظات شمال الصعيد، أزمة حادة لاختفاء المحاليل الطبية من المستشفيات والصيدليات، عقب قرار الدكتور عادل العدوي، وزير الصحة، بسحب كل المحاليل الخاصة بمصانع "المتحدون فارما"، لتسببها في وفاة 4 أطفال في محافظة بني سويف.
وتعد شركة "فارما المتحدون"، أحد أهم 3 شركات منتجة للمحاليل الطبية بمحافظات الصعيد، وتحتكر حوالي 50% من السوق المحلية بهذه المحافظات، حيث تصنع سنويًا أكثر من 80 ألف عبوة يتم توزيعها على المستشفيات والصيدليات الخارجية، ليتسبب قرار الوزير في اختفاء منتجات تلك الشركة دون وجود بديل فوري لها.
وقال الدكتور وائل النجار، نقيب صيادلة بني سويف، إن الأزمة كانت كبيرة خلال اليومين الماضيين، بسبب اختفاء المحاليل الطبية بصورة كاملة من المستشفيات والصيدليات الخارجية، موضحًا أنه تم التغلب بشكل جزئي على الأزمة في المستشفيات عقب الاعتماد على منتجات شركة "النصر" للأدوية، لكن الأزمة متضاعفة بالصيدليات الخارجية حتى الآن.
وأضاف النجار لـ"الوطن"، أن أزمة المحاليل نتجت بسبب قيام صانع القرار بسحب كل المحاليل الخاصة بالشركة بجميع أنواعها دون توفير بديل سريع، الأمر الذي تسبب في وجود أزمة كبيرة، ما دفع المسؤولين بتلك المحافظات للتواصل مع شركات أخرى لتغطية العجز الذي شهدته أسواق الدواء.
واتهم أحمد فاروق شعبان، رئيس لجنة الصيدليات بالنقابة، وزير الصحة، بالفشل في التعامل مع الأزمات، قائلًا: "الوزير لا يعلم شيئًا عن منظومة الدواء في مصر ومع ذلك هناك إصرار على الاستمرار في عمله كوزير للصحة"، موضحًا أن الأزمة ناتجة عن عدم تشكيل الهيئة العليا للدواء التي أمر بها المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء منذ قرابة عام كامل.
وأشار فاروق لـ"الوطن"، إلى أن الأزمة ليست الأولى من نوعها ولن تكون الأخيرة في ظل استمرار السياسات الحالية في عهد "العدوي"، موضحًا أن هناك خطر يهدد أرواح الآلاف من أطفال الصعيد بسبب عدم توافر محاليل جفاف، ومن ثم يجب إصدار قرارات سريعة لإنهاء تلك الأزمة.
واعتبر الدكتور محمد خليل نقيب صيادلة أسيوط، أن الأزمة كان يجب تداركها من البداية لأنها متوقعة في ظل إنتاج شركة "فارما المتحدون"، كميات كبيرة من المحاليل الطبية، مؤكدًا أن الأزمة موجود ويجب أن تسارع الجهات المعنية بحلها.
وعن تقصير الصحة في هذه الأزمة، أشار "خليل"، إلى أن الوزارة لم يكن في استطاعتها سوى سحب منتجات بسبب فسادها وتلوثها، موضحًا أن الصيدليات الخارجية تضررت من تلك الأزمة بصورة كبيرة.