صحيفة بريطانية تكشف مميزات قناة السويس الجديدة
قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، إن قناة السويس الجديدة ستسمح لأول مرة بحركة المرور في الاتجاهين بين البحر المتوسط والبحر الأحمر، والحد من الانتظار لأوقات طويلة والعبور من خلال القناة، وخلق فرص عمل جديدة وزيادة إيرادات مصر، مشيرة إلى أن قناة السويس تم تمويلها بالكامل من مبيعات السندات للمواطنين المصريين في 6 أيام فقط.
وأكدت أن الانتهاء من قناة السويس الجديدة تعتبر شهادة على إرادة وتصميم الشعب المصري للسيطرة على مستقبلهم، والمثابرة، وسط تهديدات مستمرة من قبل الإرهابيين لإعاقة التقدم الذي تحرزه، لافتة إلى أن عبور القناة يسمح لتخفيض طرق سلسلة التوريد البحرية إلى ما يقرب من 43%، وتقليل فترات الانتظار لدخول القناة من 11 ساعة إلى 3 ساعات فقط، وكذلك تقليل أوقات العبور من 18 إلى 11 ساعة.
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن ما يزيد عن 16 ألف سفينة يمكنها المرور عبر القناة في كل عام، ما يعني أن شركات الشحن تستطيع أن تفعل المزيد من الأعمال التجارية، ويمكنها تخفيض تكاليف الشحن، وتسليم المواد إلى المصنوعات بسرعة أكبر، وبيع المزيد من السلع للمستهلكين، واصفة قناة السويس بأنها نقطة ذات أهمية حيوية استراتيجية دولية منذ 145 عامًا، وأن جميع الدول تقاسما المصلحة المشتركة لضمان بقاء القناة مفتوحة أمام التجارة الدولية أطول فترة ممكنة، وتعتبر قلب الاقتصاد المصري.
"قناة السويس الجديدة هي في حد ذاتها جزء من المبادرة المصرية لإنشاء أكبر مشروع بمنطقة قناة السويس للتنمية، وتعتبر مركزًا اقتصاديًا لـ30 ألف ميل مربع من فرص الاستثمار والتنمية للشركات المحلية والإقليمية والدولية، وأحد الأهداف الرئيسية لها هو توسيع الزراعة في المنطقة وتصنيع وزيادة سعة المنسوجات، وتلبية احتياجات الأعمال الزراعية، وتوسيع مرافق التخزين والنقل، وتنمية صناعة الفضاء لإنتاج السيارات والأدوات المنزلية والأقمشة".. هكذا ترى "فايننشال تايمز"، مستقبل إنشاء قناة السويس الجديدة.
وأوضحت أنه سيتم تقديم هذه الصناعات بواسطة 4 منافذ جديدة معدة للتطوير، وتوسيع ميناء شرق بورسعيد ومجمعها الصناعي، ما يجعلها خامس أكبر ميناء في العالم، وكذلك توسيع ميناء العين السخنة والمنطقة الصناعية على المدخل الجنوبي لقناة السويس لخدمة دول مجلس التعاون الخليجي وشرق إفريقيا وآسيا، و2 من الموانئ الجافة في العاشر من رمضان والإسماعيلية، وذلك لضمان النقل الجيد بين الموانئ وخدمة السوق المحلية.
وتابعت الصحيفة البريطانية، أنه سيتم تزويد القناة من خلال مزيج من مزارع الرياح النظيفة وتوربينات الغاز ومخططات حرق وتحويل النفايات إلى طاقة، وكذلك بناء محطات معالجة مياه الصرف الصحي الجديدة والموسعة لضمان النمو الصناعي الذي يمكن أن يتوسع بشكل مستدام، منوهة بأن الأحداث بدت في مصر تتحرك بوتيرة مذهلة على مدى السنوات الأربع والنصف الماضية، لذلك كان من اللازم الإعلان والتمويل والانتهاء من قناة السويس الجديدة، مشيرة إلى أن التجريف استمر على مدار الساعة منذ شهور، وجاهد العمال لإنهاء 45 ميلًا لحفر القناة.
وختمت قائلة: "عندما يتم الانتهاء من مشروع القناة بالكامل، سيظل هناك الكثير من العمل للقيام به، وفي هذا المسعى لم تقتصر مصر على تطوير منطقة واحدة أو مشاريع البنية التحتية فقط، بل أنها نشطت الاقتصاد بأكمله من خلال خلق فرص العمل، وتوسيع طاقة الإنتاج والتصدير، وخفض ديون البلاد، والسماح للشعب المصري لتحقيق الأحلام والطموحات التي كانت لفترة طويلة في وضع حرج بسبب نقص الاستثمار في المشاريع الإنتاجية، وتوسيع قناة السويس ليست سوى عمل واحد من الخطوات الأولى نحو هذا المستقبل الأكثر إشراقًا".