أصداء عالمية.. "جارديان": "إحياء لذكرى التأميم".. و"فوربس": "إنجاز"
أصداء عالمية صدرها افتتاح قناة السويس الجديدة، فتزامنا مع قرب افتتاح القناة انفجرت الصحف العالمية بالحديث عن الإنجاز المصري الجديد، وتناولت الصحف العالمية افتتاح القناة بشكل مختلف ومشوق، فبين مشكك ومؤيد، كانت هناك بعض الثوابت والروابط جمعت كل الصحف العالمية، والتي قامت صحيفة "جارديان" البريطانية بالتأكيد عليها، مثل السرعة الفائقة في إنجاز حفر القناة في عام واحد فقط.
قالت صحيفة "جارديان" إن مشروع القناة الذي من المفترض وفي الظروف العادية أن يستغرق 3 سنوات في حفره وتوسعته، تم إنجازه بأكملة في عام واحد، وبأمر من الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، وأضافت أن "القناة والتوسعة الجديدة تضيف خطا جديدا يسهم في تقليل الوقت بشكل كبير، وهو ما سيسهم في توفير الوقت والأموال".
وقال الأمين العام للغرفة الدولية للنقل البحري لصحيفة "جارديان": "إن إنجاز هذا المشروع في عام واحد هو خطوة فريدة وقوية على مستوي العالم، فهذا الأمر مذهل". وتابعت الصحيفة في رصد آراء الخبراء حول القناة الجديدة، حيث صرح أنجوس بلاير رئيس معهد "ساينجهت": "كلما قمت بضخ المزيد من الأموال على مشروع أمكن إنجازه بشكل رائع، وهذا ما قد حدث بالفعل"، وقال اقتصادي مصري: "إذا ما تمتعت الدولة بالمصادر لعمل مشروع ما، وتوافرت لديك المعدات لعمل المشروع، فبالتالي يمكن إنجاز المشروع".
وتابعت الصحيفة أن القوات المسلحة التي قامت بحفر القناة هي الهيئة والجهة الوحيدة في مصر التي كانت تستطيع القيام بهذا الحفر، لأنها تتمتع بكافة المميزات الاقتصادية في مصر، وبالتالي كان التفكير في شخص أو هيئة أخرى أمر صعب حدوثه.
ووصفت الصحيفة قناة السويس الجديدة ويوم الافتتاح بـ"الفخر الوطني"، وأنه "إحياء لذكرى المواطنة والتأميم"، عندما قام الزعيم الراحل عبدالناصر بتأميم القناة متحديا كل الصعاب في سبيل التأميم.
وقامت صحيفة "فوربس" بتسليط الضوء بشكل كبير على الإنجاز المصري، كما وصفته، فقد أبدت الصحيفة تفاؤلها بتقدم الاقتصاد وازدهاره عقب إنجاز كبير للمصريين بعد فترة عصيبة وثورات.
بالرغم من التشكيك الكبير الذي طرحته الصحيفة في البداية، حيث إنها وصفت الخطوات المصرية بالبطيئة وعديمة الفائدة، إلا أنه كان لا بد سوى الاعتراف بأنه إنجاز اقتصادي كبير.
لكن الصحيفة طرحت سؤالا مهما، فقد أقرت أنها أخبار جيدة من الناحية الاقتصادية، حيث إن القناة ستقوم بزيادة عدد السفن العابرة على مدار اليوم من 97 ـ 49 سفينة في 2023، وهذا سيولد مبلغا قيمته 13 مليار دولار تقريبا، وهو رقم كبير نظرا للرقم السابق للقناة الأولى، الذي بلغ ٥ مليارات دولار، ولكن من الناحية الأمنية فهذا يعد الأخطر والأكثر مدعاه للقلق، حيث إن الحوادث والجرائم الإرهابية أصبحت تصيب مصر بشكل كبير ويومي تقريباً، فبالرغم من نجاح مصر في تنظيم مؤتمر القمة الاقتصادي، فإن الأوضاع حاليا مختلفة تماما، فالأول كان في مدينة شرم التي يسهل السيطرة عليها، أما الثاني فيحتاج وجودا أمنيا كبيرا ومكثفا ويقظة تامة.